س . ج عن الزواج
- يقول أب إنه يعنّف أبناءه بعصبية عند وجود سلوك سلبي، الأمر الذي أثر في شخصيتهم، فكيف يتعامل مع هذه المشكلة؟
-- تجيب المستشارة الأسرية، عائشة الحويدي: ضبط النفس والصبر من الأمور المهمة في تربية الأبناء، ولا تفيد ممارسة العنف ضد الأبناء عند التعامل وحل مشكلة تربوية، بقدر ما ينعكس هذا العنف وهذه العصبية بشكل سلبي، في صورة مشكلات نفسية واجتماعية مثل انعزال الطفل، وضعف شخصيته.
ومشكلة القسوة من الآباء والأمهات تجاه أبنائهما تتكرر كثيراً، ولا تنتبه لها كثير من الأسر التي تعتقد أن القسوة من حسن تربية الطفل، فتكون النتيجة أبناء فاقدي الثقة بأنفسهم، فالعصبية المفرطة من قبل الأم أو الأب ينتج عنها سلبيات كثيرة، سواء على مستوى الأبناء أو الآباء أنفسهم أو على مستوى الأسرة، حيث ينشأ تباعد بين الأبناء وآبائهم، ويكون ذلك تدريجياً حتى تتلاشى العلاقة بينهم.
ويجب على كل أب وأم أن يتذكر النعم العظيمة، التي أنعم الله بها عليهما وعلى رأسها الذرية، وأن يحرصا حين يتعاملان مع أطفالهما بالحسنة، وأن يتحليا بالصبر، وألا يتسرعا في انفعالهما وغضبهما، وألا يتعاملا مع أبنائهما بعقليتهما نفسها، بل يجب أن ينزلا إلى مستوى إدراكهم وفهمهم، حتى لا يشعر الطفل بالخوف، ويبدأ بالابتعاد عنهما ويفقد الثقة في مصدر الأمان الطبيعي له.
ويعتبر اللعب أسلوباً مهماً في التربية، وطريقة جيدة لاكتساب ثقة الطفل كما انه وسيلة للترفية للوالدين والطفل في الوقت نفسه، فمن خلال لعب الأم أو الأب مع أطفالهما تخرج شحنات الغضب، وتستبدل بشعور السعادة والرضا، كما أن اللعب طريقة تجعلنا نفكر في نعمة الأطفال التي أنعمها الله على عباده، والمحافظة على هذه النعمة وعدم تعرّضها لأي أذى.
ويمكن أن يكون هناك حوار بين الزوجين في مثل هذه المواقف لمناقشة مشكلات الأبناء، بعيداً عن العصبية والتوتر، والوصول إلى حلول لهذه المشكلات، بما يعزّز من شخصية الطفل وتقويمه وفق أساليب التربية الحديثة.
المستشارة الأسرية