افتتح محلاً يقدّم الأكلات التقليدية بوصفات عصرية

عمر: فكرة «سـمبوسة بوكس» بدأت من مطبخ والدتي

صورة

الطبخ بالنسبة لصاحب مطعم «سمبوسة بوكس»، عبدالله عمر، ليس فقط مجرد مجال عمل، بل إنه هواية بدأت معه منذ الصغر، وكان لوالدته دور كبير في تعليمه الأكل في مطبخها، وتشجيعه على ابتكار طرق جديدة للأكلات التقليدية التي يعرفها المجتمع الإماراتي، ولذا جاء «سمبوسة بوكس» ليكون أول مطعم يقدم وصفات عصرية من خلال أكلة «السمبوسة».

مبادرة خيرية

قال صاحب مطعم «سمبوسة بوكس»، عبدالله عمر، إنه «تعاقد مع جمعية دار البر الخيرية، منذ افتتاح المطعم قبل ستة أشهر، ليبدأ مبادرة خيرية، بحيث يتم التبرع بمبلغ درهم واحد من كل فاتورة تصدر من المطعم لمصلحة الوقف في الجمعية، كما أنه يحاول أن يتجه إلى العمل الخيري بتوزيع الأطعمة، التي تزيد بشكل يومي، بين العمال وعلى المساجد».

عصير خاص

أفاد صاحب مطعم «سمبوسة بوكس»، عبدالله عمر، بأنه «قرر منذ افتتاح المطعم أن يشرك ابنته الصغيرة (شيخة ــ عامان)، كي تتعلم منه وتستطيع دخول عالم التجارة بكل أريحية».

وأوضح أنه أضاف وصفات خاصة بالعائلة، بينها عصير خاص سمّاه باستخدام الحرف الأول من اسم زوجته، والذي كان هدية خاصة منه لها، على الدعم الذي قدمته له خلال السنوات الماضية.

وروى عمر قصة إنشائه المطعم لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «منذ عامين تقريباً بدأت أفكر في تحويل هواية الطبخ إلى مشروع، لاسيما أنني أجيد الطبخ بشكل جيد، بفضل والدتي، التي كانت تتقن فنونه بأنواعها، وعلمتني إياها».

وأضاف: «كنت أحرص على ابتكار أصناف جديدة من الأطعمة في كل مرة، إلا أنني أردت ابتكار أصناف أخرى بالاستعانة بالأكلات التقليدية للإماراتيين، ومن ضمن الأفكار كانت (السمبوسة)، إذ بحثت عن أصلها وعلمت أن الجميع اختلف حول أصولها، فالبعض قال إن أجدادنا في الخليج جلبوها معهم ضمن وجبات مختلفة من الهند، وآخرون قالوا إنها من بلاد الشام، وبسبب بحثي عن أصلها بحثت عن وصفات مختلفة من هذه البلدان لأتمكن من اختيار الأفضل».

وأكمل عمر: «قررت افتتاح المطعم قبل عامين، وأخذت بمشاورة أصدقائي وزوجتي التي أبدت في بادئ الأمر مخاوفها من المجازفة في خوض مجال التجارة، لكنها في ما بعد أخذت تشجعني، كما أنني أخبرت والدتي بالأمر، وهي التي دفعتني إلى متابعة فكرتي دون تردد، ووقفت معي في الاستعدادات للمشروع».

وتابع: «دخلت مجال التجارة منذ فترة طويلة، وافتتحت محال تجارية وشركات صغيرة، بعضها لم أكمل العمل فيه، والبعض الآخر استمر في نطاق معين، ومكنني الأمر من افتتاح شركة خاصة بالاستشارات التجارية وإدارة الأعمال، وقد استفدت من خبرتي هذه في افتتاح المطعم».

وقال: «الخطوة الأولى التي اتخذتها كانت استخراج رخصة وبدء مرحلة التخطيط، التي استغرقت لمدة عامين، لاسيما أن التحدي كان أن كثيرين من معارفي قالوا إن المشروع عادي ولن أتمكن من النجاح فيه، لأنه مستهلك، لذا أردت إثبات العكس لهم».

وأشار إلى أنه «خلال هذين العامين دأب على إعداد وصفات جديدة يمكن إضافتها في المطعم، وكان تركيزه على (السمبوسة)»، موضحاً أنه «أجرى تجارب عدة واستعان بعدد من الأشخاص ليتذوقوا أطعمته، ليحصل على أكبر قدر ممكن من ردود الفعل، وتالياً الوصول إلى أفضل مذاق، وتمكن من وضع أكثر من 15 وصفة في مختلف الوجبات، بينها (داينمايت شرمب سمبوسة)، و(زمن الطيبين سمبوسة) التي يكثر عليها الطلب، و(قشيد سمبوسة)، وغيرها من الوصفات».

وأضاف عمر: «افتتحت المطعم قبل ستة أشهر، إلا أن التطبيق اختلف عن التخطيط، خصوصاً أن التحدي الأكبر هو كيفية إقناع شخص بتناول أكثر من وجبة للسمبوسة بخلطات جديدة، وفي الوقت ذاته، كيف يمكن إقناعهم بتناول (برغر السمبوسة) الجديد، لكن المعيار الأول الذي ركزت عليه هو الجودة والنظافة في المطعم، لذا أجريت اختبارات عدة للعاملين لديّ للتأكد من أنهم سيكونون على المستوى نفسه الذي أسعى إليه، ومن ثم اخترت الشركة التي تصنع السمبوسة بكميات كبيرة، وبوصفات ابتكرتها بنفسي».

وذكر: «لا نحضر الأطباق الرئيسة في المطعم، بل نعتمد على إحدى الشركات الرائدة في التموين لتحضير السمبوسة وجلبها يومياً إلى المطعم، لضمان أن يكون الطعم على مستوى عالي الجودة».

وعن الصعوبات التي واجهها، قال عمر: «أهمها كان كيفية المحافظة على الفكرة الجديدة، وإدخال عناصر أخرى للنجاح، لاسيما أن عدداً كبيراً من الأشخاص يحب التقليد، وأخذ فكرة صغيرة لينسبها إلى نفسه، ومما لاحظته أن مطاعم أخرى تم افتتاحها خلال الفترة الماضية تقدم أنواعاً من السمبوسة التي نقدمها في المطعم لدينا، لذا أريد أن أدخل أنواعاً جديدة وأغيّر في الوصفات بشكل مستمر للمحافظة على الصدارة».

وتابع: «البعض يزور المطعم ويحاول الدخول إلى منطقة الطبخ للاطلاع على كيفية تحضير الوجبات اليومية، وهذا أمر غير مسموح به لدينا، والبعض الآخر يهدد بالدخول، زاعماً أنه من جهة حكومية ويرغب في التفتيش على المطعم، من دون أن يحمل الأوراق اللازمة، وهنا أحاول أن أوجه العاملين لدي بأن يمنعوهم من الدخول حتى يثبتوا صفتهم الرسمية».

وأشار إلى أن «عدداً من الزبائن زار المطعم وقدم أموالاً للعاملين لمعرفة ما الوصفات المستخدمة، والبعض يسأل عن نوعية الصلصات التي نستخدمها، ولا يعلمون أن هذه الوصفات من ابتكاري الخاص، وأنا الوحيد الذي يعرف محتواها».

وأضاف: «العاملون لدي يتحلون بأمانة عالية، لذا يبلغونني دائماً بالأموال التي تصلهم للاطلاع على الوصفات، وأحاول ألا أعاتبهم، بل أنصحهم بتوزيع هذه الأموال في ما بينهم، ولا يستمعوا إلى أحد آخر».

وأوضح: «أخطط مستقبلاً للعمل على العلامة التجارية من خلال المطعم، وإضافة جانبين اثنين، أولهما أن أزوّد المحال الغذائية الكبرى بالوصفات التي أقدمها في المطعم، وأن أركز في هذا المجال على الأطعمة المجمدة، إضافة إلى إعطاء حقوق امتياز العلامة التجارية لعدد من الأشخاص في دول المنطقة، وبالفعل تمت مخاطبتي من قبل أشخاص في سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى دولة الكويت».

تويتر