جهود متواصلة لتحديد سبب الحريق وتأمين عودة قاطني الشقق

مركز شرطة متنقل لخدمة سكان «برج الشعلة»

صورة

واصل خبراء الحرائق بقسم الهندسة الجنائية في الإدارة العامة للأدلة الجنائية بشرطة دبي، أمس، جهودهم لتحديد سبب الحريق الذي شب في برج الشعلة بمنطقة المارينا، صباح أول من أمس، وأدى إلى تضرر 64 طابقاً، فيما قال القائد العام لشرطة دبي رئيس فريق إدارة الأزمات والكوارث، اللواء عبدالله خليفة المري، إن «فرقاً تابعة لإدارات عدة بالشرطة لاتزال في الموقع لتأمين البرج إلى حين انتهاء الخبراء من عملهم، كما انتقل مركز شرطة متنقل مجهز بجميع الخدمات المتوافرة لدى مركز الشرطة التقليدي لتسجيل بلاغات المفقودات أو الأمانات».

ورجح مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، عودة سكان البرج خلال ساعات بعد انتهاء خبراء الحرائق من عملهم، مشيراً إلى أن هؤلاء الخبراء يتمتعون بكفاءة وحرفية عالية، ويعملون على تحديد المصدر الأول للنيران.

وكانت فرق الإطفاء والإنقاذ بالدفاع المدني وشرطة دبي نفذت عملية إخلاء ناجحة، وأخلت مئات السكان خلال دقائق دون وقوع أية إصابات، ثم سيطرت على النيران خلال ساعتين فقط من البلاغ.

وتفصيلاً، ذكر اللواء عبدالله خليفة المري، أن فرقاً تابعة للإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ تولت حراسة البرج حتى أمس، لتنظيم دخوله إلى حين انتهاء خبراء الحرائق من عملهم.

وأضاف أن «الشرطة تولت تنظيم إيواء سكان البرج في أماكن بديلة، منها برج الأميرة»، لافتاً إلى أن «أعضاء لجنة إدارة الأزمات والكوارث في الإمارة تعاملوا بقدر كبير من الاحترافية مع الحادث، وأدى كل منهم دوره بكل سلاسة، كما هو متبع في مثل هذه المواقف».

وأشار إلى «إرسال مركز شرطة متنقل إلى المبنى، عبارة عن حافلة مجهزة تحوي جميع الخدمات الموجودة في مركز الشرطة التقليدي، بهدف تسجيل بلاغات سكان البرج، سواء المتعلقة بالمفقودات أو المعثورات التي تحفظ في أمانات المركز، وذلك مراعاة لظروفهم، بالإضافة إلى توفير مكان مناسب لأعضاء البعثات القنصلية الراغبين في مقابلة أفراد جالياتهم من سكان البرج للاطمئنان عليهم».

ولفت إلى أن «عملية إخلاء البرج التي نفذت من قبل فرق الإنقاذ والإطفاء تمت بشكل احترافي، لاسيما أنه تبعها مباشرة إيواء السكان في أماكن بديلة».

من جهته، قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن «رجال الشرطة والدفاع المدني يقومون أثناء عملهم داخل الشقق المتضررة بجمع الأغراض التي تستحق ذلك، وحفظها لدى مركز الشرطة المتنقل في انتظار مراجعة أصحابها وحصولهم عليها، وذلك بعد تصنيفها وفق الشقق التي وجدت بها».

وأضاف أن «تسليم الأمانات لأصحابها يتم وفق نظام سريع خلال دقائق معدودة في المركز المتنقل، ويقدم للنزلاء ضيافة خاصة من المياه والعصائر، كما يتم مرافقة الأشخاص الذين يحتاجون إلى أغراض من شققهم».

وأوضح أن «فريق عمل برئاسة العقيد ماجد السويدي، يتولى مهمة التواصل المباشر مع السكان وتلبية احتياجاتهم، فيما تتولى الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ تأمين البرج لحين عودة سكانه إليه، والتي من المتوقع أن تكون خلال ساعات بعد انتهاء خبراء الحرائق من عملهم، وفحص مرافق المبنى مثل المصاعد وغيرها». ونوه المنصوري، بالدور الكبير الذي قام بها رجال الدفاع المدني في دبي، مؤكداً أن سيطرتهم على الحريق خلال ساعتين فقط تعد إنجازاً حقيقياً، مثمناً كذلك دور رجال الشرطة في تهيئة المجال للإطفائيين، وتسهيل دخول مركبات الإنقاذ والإطفاء وخروجها.

وكان المدير العام للدفاع المدني في دبي، اللواء راشد ثاني المطروشي، ذكر لـ«الإمارات اليوم»، أن «التدابير الاحترازية، أو ما يعرف بحوكمة أنظمة السلامة في ناطحات السحاب والمباني، لعبت دوراً بارزاً في احتواء الحادث ومنع امتداد النيران إلى الأبراج المجاورة، كما أسهمت بشكل رئيس في إنقاذ مئات الأرواح، إذ وفرت ما يعرف باسم (الستائر الواقية) التي كانت تواجه موجات النيران كلما تدفقت إلى داخل البرج». وأضاف أن «فرق الإنقاذ والإطفاء واجهت بكفاءة تحديات كبيرة، أبرزها ضخامة المبنى الذي يعد بمثابة منطقة سكنية مستقلة تضم أكثر من 600 شقة، وكذا توقيت الحريق المتأخر ووجود معظم السكان في شققهم، وتساقط كتل ملتهبة من كساء المبنى، ووقوف مركبات بالأسفل، ومنع وصول النيران إلى الأبراج المجاورة، مطبقة ما يعرف بـ(تكتيك الاقتحام السريع)».

تويتر