المستشار الأسري
■يقول قارئ: أنا رجل متزوج منذ 22 سنة، وزوجتي تواجه صعوبة في التعامل مع أبنائي في سن البلوغ، على الرغم من اهتمامنا بهم وحرصنا على تربيتهم في هذا العمر، فكيف نستطيع التعامل معهم؟
■ يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن الطفل يولد بحاجة إلى الرضاعة العاطفية من حليب الأم قبل الحسية، فيرتوي منها مشاعر الحب والحنان والرحمة والحماية والاحتواء، هذا لمن أراد أن يتم الرضاعة، حاجة فطرية قبل الفطام بعامين كاملين، وهناك رضاعة أخرى وهي رضاعة التربية والتعليم وترويض الأخلاق والسلوك، وتستمر هذه الرضاعة إلى سن البلوغ.
ويرغب الشاب بعد ذلك في الفطام من الوالدين حتى يصبح مستقلاً قادراً على حل مشكلاته وصناعة القرار وتحديد بوصلة الحياة، فعلى قدر التربية يظهر جمال السلوك، وعلى قدر التعليم يظهر نضج التفكير، وعلى قدر تهذيب الأخلاق تظهر قوة الشخصية، فمرحلة الشباب تبدأ منذ الرضاعة الأولى، وتستمر متواصلة بالرضاعة الثانية التي تعد ذات أهمية بالغة، فالوالدان يقومان بإفطام ابنهما، ولكن الابن في سن البلوغ يقوم ذاتياً بإفطام نفسه من عادة الاعتماد على الوالدين.
فيجب علينا أن ندرك بأن الابن يمرّ بمراحل مختلفة، وأصعب تلك المراحل مرحلة البلوغ، ويبدأ الوالدان الاهتمام بالتربية والتهذيب عندما يصل الابن سن 13 أو 15 سنة، نقول بداية الاهتمام بهذه المرحلة تبدأ من رضاعة الابن من حليب أمه بخطوات منظمة، تربية تراكمية، يتعلم منذ الولادة الفطرة والصدق والإخلاص ويُروض بالشجاعة والكرم والمراقبة.
ومن الأخطاء الشائعة في التربية بأن يبدأ الوالدان تعليم ابنهما الصلاة مثلاً في سن البلوغ، فيلجأ الأب أو الأم إلى استخدام الضرب أو عقوبة الحرمان بسبب التكاسل والتسويف والإهمال في تأدية فرض الصلاة، فيعاند الابن لأنه أصبح لا يرغب في أخذ الرضاعة الثانية منهما، فلا توجيه مقبولاً ولا نصيحة نافعة، يبدأ تعلم الصلاة في سن السابعة، مدة تربية الصلاة ثلاث سنوات كاملة، ثم بعد ذلك قد تكون العقوبة نافعة، وأكثر من قام بتربية الأبناء مبكراً لم يكن بحاجة إلى استخدام أي نوع من أنواع العقوبة.
القاعدة في التربية «من اهتم في البداية سعد في النهاية»، ومن أهمل في تربية ابنه صغيراً أتعبه كبيراً.
المستشار الأسري
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news