الشرطة تحذر من الإفصاح عن أي معلومات أو بيانات شخصية
«لعبة مريم» تثير مخاوف الأطـفال.. والكبار يخشون الابتزاز
أثارت «لعبة مريم» جدلاً واسعاً عقب انتشارها على صفحات الإنترنت، نظراً إلى ما تسببه من رعب لمستخدميها، من خلال المؤثرات الصوتية والحسية التي تستخدمها، بالإضافة إلى أنها تطلب من الشخص المستخدم معلومات خاصة عن نفسه، حسب ما أفاد به عدد ممن حمّلوا اللعبة على هواتفهم.
وقال بعض الأشخاص إن اللعبة تخترق خصوصية الأفراد بالحصول على بياناتهم، كما أنها قد تصور الشخص عبر كاميرا الهاتف الجوال، كما أبدت أمهات تخوفهن من تأثير اللعبة في سلوكيات الأطفال، خصوصاً أنها تبث في نفوسهم الخوف من الظلام، وتثير لديهم مخاوف من المجهول كما تحصل منهم على بيانات شخصية قد تستغل في عمليات احتيال إلكتروني، وهو ما أيدته الأخصائية النفسية، مريم علي الحمادي، مؤكدة أن مثل هذه الألعاب لها بُعد نفسي كبير، كون تواتر استخدامها قد يسبب تغييرات ملحوظة في سلوكيات الأطفال، لذلك يجب أن يلعب الطفل هذه اللعبة تحت إشراف والديه.
ودعت عضو المجلس الوطني الاتحادي، عائشة بن سمنوه، أفراد الجميع إلى ضرورة توعية الشباب ضد الألعاب والأفكار المخالفة لعادات المجتمع الإماراتي وتقاليده.
من جانبها، دعت شرطة الشارقة الأفراد إلى الحيطة والحذر، وعدم الإفصاح عن أي معلومات أو بيانات شخصية وذات خصوصية تطلب منهم، من خلال ما يعرف بـ«لعبة مريم» الإلكترونية التي بدأت تنتشر بصورة واسعة بين أفراد المجتمع خلال الفترة الأخيرة.
فيما أكد الخبير التقني، شادي عبدالحق، عدم قدرة «لعبة مريم» على اختراق أجهزة الهواتف النقالة التي تُحمل عليها، موضحاً أن حذف اللعبة متاح بسهولة بـ«كبسة زر».
وأظهرت إحصائية نشرها مطور اللعبة سلمان الحربي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنها جذبت آلاف المستخدمين خلال ساعات قليلة من ظهورها على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بلغ عدد مستخدميها في دول الخليج حتى الثامن من الشهر الجاري، 407 آلاف و539 شخصاً، فيما زاد عدد مستخدميها على 600 ألف شخص بتلك الفترة في 16 دولة عربية وأجنبية، وعلى الرغم من الغموض الذي سيطر على اللعبة والتحذيرات المتتالية ضدها، فإن عدد مستخدميها يزداد، رغبة في خوض التجربة، ورصدت «الإمارات اليوم» على «أب ستور» أن عدد الأشخاص الذين قاموا بتنزيل اللعبة بلغ 100 ألف شخص، كما تم تحويل اللعبة من مجانية إلى لعبة برسوم.
أفاد عدد من متابعي «تويتر» بأن «لعبة مريم» تصور المستخدم دون أن يدري عبر كاميرا الهاتف الشخصي، معتبرين ذلك انتهاكاً لخصوصية المستخدمين، ما يثير الشك حولها، ومن ثم نصحوا بعدم تحميل هذه اللعبة على الـ«آي فون»، لما قد ينتج عنها من أضرار، كما أن اللعبة تطلب من المستخدم بيانات شخصية، قد تستغل مستقبلاً في عمليات احتيال إلكتروني.
ولفتوا إلى أن «لعبة مريم» ليست الأولى التي ثار حولها جدل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً على «تويتر»، إذ سبقها كثير من الأفكار منها ما ظهر على شكل لعبة، وما ظهر على شكل موقع، ومن بينها لعبة «بوكيمون»، وموقع «صراحة».
ورأى بعضهم أن «لعبة مريم» تعتبر الإصدار العربي لنسخة الحوت الأزرق في أوروبا، ولاتزال تثير ضجة كبيرة، فالبعض بدأ يتحدث عن تجربته الشخصية مع «لعبة مريم»، ويكشف تفاصيلها المرعبة بعد تجوله بداخل اللعبة، التي تأخذ أذونات كبيرة بالدخول إلى ملفاتك الشخصية، مؤكدين أن هذه اللعبة لها تأثيرات سلبية في نفسية الأطفال وتجعلهم مفزوعين يخشون الظلام.
وأظهرت النتائج على محرك البحث «غوغل» أن كلمة «لعبة مريم» تُعد من الكلمات الأولى للبحث والتحميل خلال الفترة الأخيرة في الدول الخليجية، على الرغم من التحذيرات التي ظهرت ضد هذه اللعبة.
وتشير إحصائية نشرها مطور «لعبة مريم» السعودي سلمان الحربي، على حسابه بـ«تويتر» خلال الشهر الجاري، إلى أن عدد الذين بحثوا عن اللعبة أو حملوها على هواتفهم في دولة الإمارات بلغ 9204 أشخاص، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد المملكة العربية السعودية (318 ألفاً و498 شخصاً)، والكويت (72 ألفاً و73 شخصاً).
وقالت أم لأربعة أطفال، (أم علي)، إن ابنها الأكبر البالغ من العمر 14 عاماً، نزّل أخيراً التطبيق الخاص بـ«لعبة مريم»، وشرع في التعامل معها لساعات متواصلة بشغف وحماس كبيرين، وبعد انتهاء الجزء الأول من الرحلة مع اللعبة لاحظت بأن حالة من التوتر تنتابه أثناء ترقبه لبدء الجزء التالي، كونها تعمل بنظام الأجزاء اليومية، فبعد ختام جزء اليوم لكل مشترك يمكنه إكمالها في الغد، للاطلاع على المسار الجديد من الأسئلة والمواقع، كما أن سلوكه يصبح أكثر عدوانية مع إخوته فور الانتهاء من اللعب بها.
وتابعت أن ابنها أضحى يستخدم بعض الألفاظ الواردة في الأسئلة المدرجة في قوانينها، متسائلة عن الغرض التعليمي والتربوي من تصميم وتطوير مثل هذه الألعاب التي لا تضيف لمتابعيها أي شيء إيجابي، مبدية تخوفها من حصول اللعبة على بيانات شخصية قد يستغلها ضعاف النفوس في عمليات ابتزاز إلكتروني.
وأكدت روضة صلاح الخالدي، أنها حين حملت «لعبة مريم» من متجر «أبل ستور» عبر هاتفها النقال، وبدأت بتجربتها للتأكد من أنه لا ضرر منها على أطفالها، لاحظت أن اللعبة تعتمد على جمع معلومات شخصية حول من يلعبها مثل الاسم والعنوان وغيرهما، مضيفةً «لاحظت أن ابني البالغ من العمر ستة أعوام بعد أن استخدم المرحلتين الأولى والثانية الخاصتين باللعبة على مدى يومين متتاليين أصبح يخاف كثيراً من النوم في الظلام الذي ارتبط لديه بالضياع، كما شاهد في أحداث الشخصية الافتراضية للطفلة مريم التي جعلها الظلام تتوه عن منزلها وتبحث عنه في متاهات الغابة، كما أضحى يطرح عليّ أسئلة لم تكن تتبادر إلى ذهنه سابقاً، إذ سألني في إحدى المرات لماذا والدا (مريم) تركاها وحيدة، ولم يسعيا للبحث عنها؟ كونهما لم يظهرا خلال جميع مراحل اللعبة».
وأضافت أنه بات يخاف من الظلام ويحلم بأحلام مفزعة متأثراً باللعبة، مطالبة بتشديد الرقابة على محتوى الألعاب قبل طرحها في متاجر الهواتف.
وقالت إن المؤثرات الصوتية والحسية في هذه اللعبة أوجدت أسئلة غير منطقية لدى الأطفال التي قد تولد لديهم ثقافة خاطئة تجاه بعض الأمور، ما يستوجب فرض رقابة من قبل المعنيين على أي لعبة تدرج للتحميل في المتاجر الإلكترونية، مبدية خوفها من حصول اللعبة على بيانات خاصة مثل الاسم والعنوان وأشياء من هذا القبيل.
من جانبها، أكدت الأخصائية النفسية، مريم علي الحمادي، أن مثل هذه الألعاب لها بُعد نفسي كبير، كون تواتر استخدامها قد يسبب تغييرات ملحوظة في سلوكيات الأطفال، لذلك يجب أن يلعب الطفل هذه اللعبة تحت إشراف والديه، مشيرة إلى أن «لعبة مريم» تعتمد طريقة اللعب بها على البُعد النفسي، حيث تستخدم مؤثرات صوتية ومرئية تثير جواً من الرعب في نفس مستخدميها وتجعلهم يترقبون الأحداث القادمة في حالة من التوتر والتوجس، ما يستهلك جزءاً كبيراً من طاقاتهم النفسية وتركيزهم الفكري، وتالياً يؤثر في سلوكهم وطريقة تعاملهم مع إخوتهم وأصدقائهم.
وأشارت إلى أن شخصية فتاة اللعبة تطلب من مستخدمها أن يكون متجاوباً مع كل ما تطلبه منه وأن تكون إجابته نعم، وفي حال جاوب بالرفض فإنها تكرر عليه السؤال مراراً حتى تكون إجابته بالموافقة، وهذا الأمر يخلق في نفوس الأطفال والمراهقين «الطاعة التامة» لجميع التوجيهات التي تصدر من الأشخاص، سواء كانت هذه التوجيهات سلبية أو إيجابية.
وأضافت أن اللعبة تطلب من مستخدميها بعض المعلومات المتعلقة بالاسم والعنوان وحساباتهم في التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، ما يجعل مفهوم «الخصوصية» المترسخ في أذهان الأطفال يتغير تدريجياً، ويصلون إلى قناعة أن معلوماتهم الشخصية حق متاح للجميع، وتالياً يوقعهم في إشكاليات لا حدود لها مستقبلاً.
فيما نفى الخبير التقني شادي عبدالحق، تمكن اللعبة من اختراق أجهزة الهواتف النقالة التي تُحمل عليها، كما أن إمكانية حذفها متاحة بسهولة وبـ«كبسة زر»، متابعاً «لكن هذا لا يعني أن يتعامل معها المستخدم بكل أريحية بل يجب أن يكون على مستوى عالٍ من الحذر، خصوصاً عند إعطاء أي بيانات شخصية تجنباً لتعرضه لأي ابتزاز إلكتروني مستقبلاً من محتال إلكتروني».
من جانبها، طالبت عضو المجلس الوطني الاتحادي، عائشة بن سمنوه، أفراد المجتمع سواء الآباء أو وزارة التربية والتعليم أو هيئة تنظيم الاتصالات أو النوادي والمجالس، بتوعية الشباب والأبناء ضد ما تنشره المواقع الإلكترونية من سلوكيات وألعاب وأفكار سيئة ومخالفة لعادات المجتمع الإماراتي وتقاليده.
وكانت شرطة الشارقة دعت أفراد المجتمع إلى الحيطة والحذر، وعدم الإفصاح عن أي معلومات أو بيانات شخصية وذات خصوصية تطلب منهم، من خلال ما يعرف بـ«لعبة مريم» الإلكترونية التي بدأت تنتشر بصورة واسعة بين أفراد المجتمع خلال الفترة الأخيرة.
وقال اختصاصي تقنية المعلومات في شرطة الشارقة، العقيد الدكتور عبيد صالح حسن، إن البيانات والمعلومات المطلوبة من خلال اللعبة قد تكون مصدر إزعاج للمستخدم مستقبلاً من قبل أطراف أخرى ممن يقومون بانتحال الشخصيات، وجرائم السرقة والابتزاز الإلكتروني، وربما يتم استدراجه إلى أفعال يرفضها العقل وتتنافى مع الدين والقيم الاجتماعية، وقيام الشخص بإيذاء نفسه أو الآخرين.
وناشد الأهالي بالتقرب من أبنائهم وشغل أوقات فراغهم بالأعمال والنشاطات الإيجابية المفيدة، مطالباً بألا يكون الإعلام أداة يتم استغلالها للتسويق للمنتجات والألعاب أو البرامج الإلكترونية التي تترك أثراً سلبياً في أفراد المجتمع، خصوصاً صغار السن من خلال الإثارة والتشويق وتحفيزهم على التجربة واكتشاف الغريب والمثير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news