المستشار الأسري
أنا أمّ لأربعة أطفال، وأعاني حالة نفسية متكررة بسبب حجم الضغوط ومسؤولية الأسرة، وأشعر بالتوتر والقلق دائماً، فماذا أفعل لتقليل هذا التوتر؟
- الضغوط بطبيعتها تزداد بالتجاوب معها، وتقوى على كل من يستسلم لدوافعها، وهو أمر طبيعي أن يصاب أحدنا بالتوتر والقلق والخوف، فالحياة حلوة بما فيها من التحديات، والضغوط بأنواعها، السلبية والإيجابية، تدفعنا نحو العمل والإنجاز، وتحرك فينا روح التحدي والمنافسة، وغالباً ما تدفعنا إلى تغيير وجهتنا، وتعديل سلوكياتنا، وتصحيح مسار قراراتنا، فالضغوط فرصة لمحاسبة النفس ومراجعة صفحات حياتنا، نمسح ما فيها من أخطائنا وسلبياتنا.
ليس هناك فشل في الحياة بل هناك مهارات مكتسبة ودروس مستفادة، ومن أراد صعود القمم أدرك أن في الطريق عقبات وتعرجات، ومن ارتقى إلى الأعلى زادت الضغوط عليه، وراوده الخوف والتردد والحيرة، فالعاقل من يدرب نفسه ويستعد لمواجهة الضغوط بخطوات ثابتة راسخة بالإرادة والهمة.
وهناك وسائل معينة في إدارة الضغوط، أهمها الصلاة، فهي راحة للنفس، وطمأنينة للقلب، وتهدئة للأعصاب، ومن خلال الجلسات الاستشارية خرجت ببعض النماذج الواقعية التي قال فيها أحدهم، ممن وقع في الضغوط النفسية، إن صلة الأرحام وسيلة فاعلة في التخفيف من حدة التوتر والقلق، وقالت إحدى المتدربات إن سجود الشكر يساعدها على الشعور بالراحة والسكينة، كما أجمع كثر على أن الرياضة والقراءة والتأمل والأنشطة الاجتماعية والثقافة، لها دورها في تخفيف من الضغوط اليومية، وأجمل ما سمعت في إدارة الضغوط هو اجتماع الأسرة على قراءة القرآن وتأمل والقصص وسرد كل ما هو مفيد، ولا مانع من زيارة طبيب نفسي.
المستشار الأسري