المستشار الأسري
- تقول أم إن ابنها في الصف الثالث الابتدائي، ويواجه عسراً في قراءة اللغة العربية، ولا تعرف كيف تحل هذه المشكلة مع بدء العام الدراسي الجديد؟
- يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن هذه المشكلة تندرج تحت أسباب عدة، منها صحية أو نفسية أو تعليمية، تظهر مشكلة الابن المصاب بعسر القراءة منذ الصف الأول، أو في السنوات الأولى من عمره، ولا تمثل هذه الحالة إلا واحداً أو اثنين من مجموع الطلبة، كنسبة متفاوتة أو متباعدة.
ويرجع بعض الأطباء أسبابها إلى وجود اضرابات في نضج الدماغ أو مستوى نمو قدرات الابن العقلية المتخصصة باللغة، وقد ترتبط المشكلة بجوانب وراثية، كأن يكون أحد أعضاء أسرته مصاباً بالمشكلة نفسها، وهناك أسباب صحية متعلقة بقدرات سمعية أو بصرية، كمن لا يميز بين الأحرف كحرفي «ع» و«غ»، أو «ح» و«خ»، وهناك من لا يميز بين الأصوات كحرفي «ز» و«س»، فكل ما تم ذكره بحاجة إلى جهة متخصصة في إعادة التأهيل الصحي، وقد تحتاج إلى فترة عاجلة في تشخيص المشكلة وسرعة حلها.
وقد تنتقل هذه المشكلة من مشكلة صحية إلى مشكلة نفسية، كأن يشعر الطفل بالعجز أو الرفض، فالأسرة التي تجهل حالته تتعامل معه بالقسوة، والمدرّس الذي ليس لديه وقت لا يستطيع أن يتفرّغ له، فيُهمل ويُتهم بالكسل والبلادة، فيكبر الطفل، وينمو في نفسه الشعور بالإخفاق والفشل، وهنا قد تتحوّل شخصيته إلى شخصية انطوائية أو عدوانية، أو شخصية مناضلة تحاول أن تتعدى هذه العقبات، وهي شخصية نادرة.
وأول خطوة للعلاج تشخيص الحالة، والتعامل معها بمنهجية، وتوضيح هذه الحالة أولاً في الإدارة المدرسية، حتى يكتمل التعاون بين البيت والمدرسة والجهة المتخصصة للتأهيل، ونظراً لتفاوت القدرات التعليمية بين أبنائنا، فهناك من يتعلّم الدرس أول مرة، وهناك من يتعلّم بالتكرار وإعادة الشرح أكثر من مرة، وهناك من يحتاج إلى المساعدة المنزلية اليومية، لأنه لا يستطيع أن يستوعب الدرس وحده، وإنما يحتاج إلى متابعة أسرية متوالية.
فكلما زاد الاهتمام من قبل الأسرة، كان العلاج مبكراً، وقد تظهر المشكلة بصورة مختلفة في الصفين الخامس أو السادس، نظراً لأن الابن كان يعتمد على حفظ الكلمات بطريقة بصرية، فيكتشف صعوبة في القراءة إذا وجد كلمة غريبة لم يحفظها، فيتعتع، ويقف يردّد الأحرف بطريقة خاطئة، تنشأ هذه المشكلة من كيفية تلقي الطالب الدرس، فهناك من يحفظ الدرس حتى إذا طُلب منه القراءة حصل على علامة كاملة بخلاف الواقع، يجب أن تكون القراءة الخارجية مهارة مستمرة من قبل البيت والمدرسة، كقراءة القصص والكتب المناسبة على حسب قدراته العقلية والفكرية.
وما لم نهتم بأبنائنا حالياً، فسندفع مستقبلاً وقتاً مضاعفاً وأموالاً طائلة وجهداً مرهقاً.