«سارة» تدرس الطب في إيرلندا لتخفّف آلام الأطفال
لم تكن دراسة طب الأطفال بالنسبة للمواطنة الشابة سارة عبدالعزيز محمد (19 عاماً) مجرّد حلم طفولة ورغبة عائلية فحسب، بل طموح مبكر وشغف حقيقي للتعرف إلى هذا العلم واكتشاف خفاياه وأغواره، لاسيما أنها عايشت منذ الصغر معاناة والدتها من مرض السكري، لذلك قررت دراسة طب الأطفال من أجل تخفيف آلامهم وتسكين أوجاعهم.
وظفرت سارة لتفوّقها العلمي في مرحلة الثانوية العامة بالبعثة الدراسية من قبل وزارة التربية والتعليم، لدراسة الطب العام والجراحة في الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا.
وترى سارة، الطالبة في السنة التأسيسية، أن قرار الغربة بالابتعاث للخارج ليس بالأمر السهل، فلا يكفي أن يكون الطموح هو الدافع الأساسي، بل لابد من الإيمان بالمبتغى، والالتزام به بعزيمة وإصرار، فبدونهما لا يمكن البتّ في القرار وبلوغ المرام والوصول إلى الهدف المرجو.
وجنت سارة من وراء الاغتراب الكثير الذي لم تتوقعه على المستوى الشخصي «فقد غدوتُ خلال فترة وجيزة شخصية تستطيع تحمّل المسؤوليات وإنجاز المهام والتقيّد بها، مهما كانت التحديات والصعوبات التي تعتريها».
وقالت سارة: «أصبحتُ أدرك أهمية الوقت وضرورة استغلاله في كل ما هو مفيد وقيّم، وغدوتُ أكثر وعياً بأهمية الآخر، وضرورة تقبّله واحترامه، مهما اختلف ثقافةً وفكراً».
في المقابل، تجاوزت سارة شتى العراقيل التي واجهتها كمغتربة، وبدأت في التأقلم على العيش بعيداً عن كنف الأسرة التي كانت تجد فيها ما تريد دون عناء أو جهد.
وترى أن أبرز مميزات الغربة أنها تجعل الإنسان يقدّر قيمة وأهمية ما كان يملكه بشكل أكبر، وتدفعه إلى تقبّل الواقع الجديد بقناعة ورضا أكثر.
وتحرص سارة، التي تقطن العاصمة دبلن، على أن يكون واقعها الجديد ممتعاً ومفيداً وقيّماً على المستوى الأكاديمي والشخصي على حد سواء، وتعمد إلى استثمار أوقات الفراغ في التجمع مع الأصدقاء نهاية كل أسبوع لاكتشاف طبيعة إيرلندا الخلابة وركوب الخيل، الذي يعتبر هوايتها المفضلة، لذا التحقت بنادي الفروسية التابع للجامعة، لممارستها باستمرار، كما تحرص على حضور الفعاليات الوطنية في دبلن، التي تنظمها سفارة الدولة كلّ عام.
وترنو سارة، بعد الانتهاء من دراسة الطب العام والجراحة، إلى التخصص في طب الأطفال.