مختصون يقترحون «سك عملات» خاصة بـ «المكفوفين»

اقترح مختصون ومسؤولون معنيون برعاية أصحاب الهمم من فئة «المكفوفين»، تقديم المزيد من الامتيازات والحقوق المجتمعية، التي من شأنها تحقيق المساواة بين المكفوفين وغيرهم من الأصحاء، تلخصت أبرزها في سك أو استحداث عملات ذات مواصفات خاصة بالمكفوفين، وتوفير المطاعم قوائم طعام بطريقة «برايل» لخدمة هذه الشريحة.

واحتفلت دولة الإمارات، الأسبوع المنقضي، بـ«يوم البصير» الذي يواكب احتفال العالم بما يسمى «اليوم العالمي للعصا البيضاء»، في مشهد عكس اهتمام الدولة ومؤسساتها الخيرية بتوفير الاحتياجات والمتطلبات كافة لفئة المكفوفين.

ودعت استشارية طب وجراحة العيون بجمعية الإمارات الطبية، الدكتورة أمنية بن همام، إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد لتعزيز ثقافة الوعي بالتعامل المجتمعي مع فئة المكفوفين، قائلة إنه على الرغم من الاهتمام الكبير من قبل الدولة بالمكفوفين، والمتمثل في توفير البنية التحتية والدراسة وغيرها، إلًا أن هذا الاهتمام لايزال يفتقد المشاركة المجتمعية الفعالة.

وأكدت وجود 285 مليون شخص مصاب بالعمى أو ضعف النظر الحاد في العالم، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، لافتة إلى أن 80% من هذه الأمراض يمكن تجنبها.

واقترحت بن همام أن يقدم المجتمع المزيد من الإجراءات والخطوات التسهيلية لفئة المكفوفين، منها إمكانية توفير عملات خاصة بالمكفوفين، وتوفير المطاعم قوائم طعام مكتوبة بطريقة «برايل»، بجانب ما وصفتها بـ«تفاصيل صغيرة تحقق قفزة نوعية في حياة المكفوفين».

وهو ما أيّدته مدير مركز مطبعة المكفوفين والتحديات البصرية التابع لمؤسّسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة، ناعمة عبدالرحمن المنصوري، كاشفة عن أن مركز مطبعة المكفوفين والتحديات البصرية التابع للمؤسسة، بصدد الإعلان عن مجموعة من المبادرات الجديدة، التي تصب في صالح تسهيل دمج ذوي التحديات البصرية في المجتمع، ومساعدتهم على الاندماج بصورة كاملة، والمشاركة في مسيرة التنمية على أرض الدولة.

وأوضحت أن مطبعة المكفوفين تتولى طباعة وتوزيع المناهج الدراسية المطبوعة بطريقة «برايل»، والمكبرة على الطلبة من المكفوفين وضعاف البصر، فضلاً عن توفير خدمات التدريب المهني وتشجيع دمج المكفوفين وتشغيلهم وتقديم المعينات البصرية لمحتاجيها مجاناً، فيما يجرى العمل على دمجهم بالخدمات التربوية، وتشجيعهم على الانتساب للأندية والجمعيات العامة، داعية جميع المؤسسات والجهات الموجودة في الدولة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات المجتمعية، لإسعاد أصحاب الهمم.

فيما عبّرت اختصاصية طب وجراحة العيون في مستشفى زايد العسكري، الدكتورة عبير علي، عن قلقها من ارتفاع نسبة المكفوفين وضعاف البصر في العالم، مؤكدة أن الإصابة بـ«المياه البيضاء» وراء 50% من حالات الإصابة بالعمى، بينما الـ50% الباقية موزعة بين الإصابة بـ«المياه الزرقاء»، وارتفاع ضغط العين واعتلالات الشبكية، والتقدم في العمر والأمراض الوراثية.

ودعت المواطنين والمقيمين في الدولة إلى الحرص على إجراء الفحص الدوري للعيون بعد سن الأربعين، وكذلك الاعتناء بنظر الأطفال، موضحة أن كثيراً من أمراض العيون المؤدية للعمى يمكن علاجها، في حال وصلت إلى المستشفى في الوقت المناسب.

وهناك نوعان من العصا البيضاء، يستخدمهما المكفوفون والمبصرون من فئة المسنين: أولهما «العصا الرمزية»، التي يتم حملها كدلالة على أن صاحبها لديه مشكلة في الإبصار، لكن لا تتوافر فيها المعايير اللازمة الخاصة بالحركة والتنقل، والنوع الثاني «عصا السير العادية»، والتي لا توجد لها مواصفات معينة، وعادة تصنع من مادة خشبية صلبة، لتتحمل الاتكاء عليها لأوقات طويلة.

يذكر أن هناك أنظمة تشريعية في بعض البلدان، تمنع غير المكفوف من حمل العصا البيضاء الخاصة بالمكفوفين، وتعاقب من يقوم بهذا العمل بالسجن أو الغرامة.