المستشار الأسري

■مشكلتي المستمرة مع زوجي انجذابه المفرط إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إنه أهمل نفسه، وأهمل أسرته، يمسك هاتفه باستمرار ليتابع هذه المواقع عند استيقاظه حتى موعد النوم، ولا أستطيع أن أحلل هذه الحالة أو أفهم ما يحدث من تغيرات في حياته الشخصية وعلاقته معنا ومع الأبناء.

■■ يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، قائلاً: كل واحد منا أصبح له ثلاثة عوالم في حياته الزوجية القبلية والبعدية:

الأول العالم الخيالي التصوري، والثاني العالم الواقعي الملموس،والثالث العالم الإلكتروني.

والذي يعيش في هذا العالم الإلكتروني الكبير ينتقل بين الواقعية والخيال، فهناك من يأسره الخيال، وهناك من تتحكم فيه الواقعية، ويعود الانجذاب إلى العالم الإلكتروني لسببين: الأول العزلة عن الواقعية بما فيها من الهم والغم والحزن والمسؤولية، والسبب الثاني هو الابتعاد عن كل ما يقلل الملل والفتور والرتابة، فلا يجد إلا هذه المواقع الجاذبة بما فيها من الإثارة والمرح والتسلية.

فالعالم الواقعي في حياته الزوجية أصبح مفتقراً، لم يَعد يوفر له المتعة والجاذبية، وهنا يجب على الزوجة أن تعمل بطريقة مغايرة بأن تكون هي الجاذبة، تبني له بيئة أسرية فيها من الإثارة والمتعة والتسلية.

هناك عزلة إيجابية، دخول الزوج في العالم الإلكتروني من أجل العلم والثقافة والمعرفة، وهذا مجال العلماء والعظماء وأصحاب الأهداف السامية، وأخرى سلبية، مثل اعتكاف الزوج في الحرام، كأنه يقوم باستضافة امرأة غريبة في غرفة النوم، فتؤثر على العلاقات الزوجية، تعمل عمل السحر، تعمي البصيرة، وتتحكم في القرارات والمشاعر والتفكير. فالزوجة نائمة والزوج يتواصل ذهنياً مع فتاة مبرمجة في القلب، الزوجة نائمة والزوج يتواصل مع فتاة تمر في الخيال بالصوت واللون والصورة، يرغب في أن يعيد إليها بالواقع والحقيقة.

هذه الفتاة الغريبة التي دخلت في حياتهما الزوجية بمثابة الشيطان الذي يفرق بين المرء وزوجه، بل هي أسوأ منه، فهي لا تفرق وتكتفي بهذه المرحلة بل تسرق المشاعر والأحاسيس والعلاقات الحميمية التي كانت سائدة بالحب والعاطفة، والنتيجة ظهور الملل والفتور وانعدام الحب ولغة الحوار، وقد تحدث الخبراء عن أنواع الطلاق، منه العاطفي والوجداني الذي هو نتاج مستقبلي للطلاق الفعلي.

سابقاً كانت الشكوى من قبل الزوجة، واليوم أصبح الزوج يشتكي من الزوجة، التي أهملت نفسها، ولم تعد تتزين ولا تتجمل له، ولا تهتم بأبنائها وبيتها، وهنا تظهر المشكلة باتجاهاتها المختلفة.

وحالياً زوجة تشتكي من زوجها عزلته في المواقع الاجتماعية، وزوج يشتكي من عزلة زوجته في هذا العالم الخطر.

المستشار الأسري

 

تويتر