زوجات شهداء: أزواجنا الأبطال رفعوا راية العز في حياتهم ومماتهم

أكدت زوجات شهداء أنهن زوجات أبطال، وأن هاماتهن ستبقى مرفوعة، مشيرات إلى أن أزواجهن رفعوا راية العز في حياتهم ومماتهم. وقلن بمناسبة «يوم الشهيد» الذي يصادف اليوم، إننا «نحمل الراية بعد رحيل أزواجنا، ونعاهد أنفسنا على إكمال المسيرة بكل عزم وإصرار، عبر تربية أبنائنا على حب الوطن وفدائه بالدماء، لتبقى راية الإمارات عاليةً خفاقة».

زوجي أهدى لنا بشارة الشهادة التي لا تعادلها قيمة في الدنيا.

أم عبدالله

أفتخر بكوني زوجة رجل وهب روحه فداءً لوطنه.

أم مطر

أعمل على تربية أبنائي على الإخلاص وتلبية نداء القادة.

شمة القاضي

يكفينا فخراً تخصيص يوم للشهيد الذي يجسد أسمى معاني التلاحم.

أم سعيد

«نحمل الراية بعد رحيل أزواجنا..  ونعاهد أنفسنا على إكمال المسيرة بكل عزم وإصرار».

وأشرن إلى أن تربية أبنائهن على حب الوطن والولاء له هو أعز ما يمكن استثماره في الحياة، لذا كرسن وقتهن وطاقاتهن لبلوغ هذا الهدف النبيل، معبرات عن شكرهن وامتنانهن لقيادة الدولة، ودورها المؤثر في دعم أسر الشهداء، وخلق حالة من الوعي بالثقافة الوطنية لمفهوم الشهادة، ومكانة الشهيد عند الله عز وجل.

وتفصيلاً، أكدت زوجة الشهيد البطل أحمد غلام (أم عبدالله)، الذي استشهد ضمن كوكبة من الشهداء الإماراتيين واليمنيين بمحافظة مأرب، أثناء تأديتهم واجبهم الوطني ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عملية «إعادة الأمل»، أنها تشعر بالفخر والاعتزاز باستشهاد زوجها، وتحتسبه عند الله شهيداً للواجب والوطن، وقالت: «أنا زوجة الشهيد البطل، وستبقى هامتي مرفوعة، لقد أعزنا في حياته وفي مماته».

وأشارت إلى أنّ زوجها أهدى لها بشارة الشهادة التي لا تعادلها قيمة في الدنيا، عاش ومات وفياً لوطنه، وكان مخلصاً للعهد الذي قطعه أمام الله وولاة الأمر بأن يخلص في الدفاع عن وطنه. وأكدت أن الشهيد البطل ترك لها أمانةً غالية، متمثلة في أبنائهما الأربعة، وأنها لن تتقاعس لحظة واحدة عن صونهم وشحذ هممهم لإكمال مسيرة والدهم في الولاء والانتماء لكل حبة من تراب هذا الوطن الغالي.

وتابعت: «منذ أن رحل زوجي عن الدنيا، قبل أكثر من عامين ونصف العام، وأنا أحمل على عاتقي مسؤولية تربية أبنائي، وغرس حب الوطن في نفوسهم، والولاء له، حيث لي منه أربعة أبناء، أكبرهم عبدالله (12 عاماً)، وأصغرهم مريم التي لم تتجاوز عامها الثالث، وحرصت على أن أكرّس كل حياتي وجُلّ وقتي لتربيتهم، وإكمال المسيرة من بعد والدهم، وأضحى جميعهم يتطلعون إلى الالتحاق بالعمل العسكري عند كبرهم، من أجل رد الجميل لوطنهم المعطاء، حمايةً له من الطامعين».

وأضافت: «أفتخر بأنني زوجة الشهيد وأم أطفاله الذين سيتبعون طريق والدهم البطل في الذود عن تراب الإمارات»، لافتة إلى أن زوجها كان الأب والصديق والأخ الذي لم يتردد لحظة في الوقوف مع المظلوم والمحتاج والمكروب، وهو الرجل الذي قدم روحه فداء للوطن.

وذكرت (أم عبدالله) أنها كانت على اتصال معه قبل استشهاده باستمرار، وكان في قمة شجاعته وسعادته وهو يجاهد لتعلو كلمة الحق، ويخدم دينه ووطنه، وكان يتفاخر دائماً بكونه أحد جنود الدفاع عن الوطن الغالي.

من جانبها، قالت زوجة الشهيد العريف أول سعيد مطر علي الكعبي، (أم مطر)، الذي استشهد خلال أدائه واجبه الوطني في منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية، إنها تفخر بكونها زوجة رجل وهب روحه فداءً لوطنه، مؤكدة أنها حين علمت باستشهاد زوجها وضعت أمام عينيها هدفاً سامياً ونبيلاً، وهو أن تهيئ نفسها لإعداد أبنائها خير إعداد، وتزويدهم بحب الوطن والإخلاص له، وأن تعزز بداخلهم الاعتزاز بوالدهم، الذي رحل من هذه الدنيا وقد ورّثهم فخراً لا ينطفئ بريقه مدى الحياة. مشيرة إلى أنه، ومع كل صباح، حين يتوجه أبناؤها إلى مدارسهم تملؤهم فخراً بوالدهم الشهيد، وبأنهم خير خلف لخير سلف، وقالت: «عاهدت الله على أن أستمر في تربية أبنائي الأربعة على حب الوطن، وفدائه بالدماء الطاهرة الزكية، لتبقى راية دولة الإمارات عالية خفاقة».

وأضافت: «رحل زوجي من عالمنا، ولاتزال نفوس أبنائه تعبق برائحته الطيبة، وقيمه التي زرعها فيهم، ولايزال صوته يسكننا، لاسيما وهو يردد دوماً (أحبكِ يا دولتي الإمارات، وسنبقى للعهد وافين.. عهد الولاء وحب الوطن.. وعهد التضحية والوطنية الصادقة)».

ونوهت إلى أن الشهيد كان يرفض أخذ إجازة من العمل، حتى عند المرض، بل كان يفضّل دائماً خدمة وطنه، وبذل الجهد مهما أحس بالتعب، وكان إنساناً كريماً ومحباً لعمل الخير، يُقبل على مساعدة أي شخص محتاج، سواء كان يعرفه أو لا يعرفه، كان هادئاً، طيباً، لم أسمعه يوماً يتحدث بسوءٍ عن أحد، وكان زوجاً مثالياً، وأباً حنوناً».

فيما قالت زوجة الشهيد الملازم أول طيار بدر يحيى محمد المراشدة، شمة القاضي: «عاد إليّ زوجي شهيداً مكفناً بعلم دولتي الغالية، التي لم يتوانَ قادتها منذ اللحظات الأولى في الإعلان عن استشهاده عن تقديم كل أشكال الدعم لنا».

وبينت: «ترك لي الشهيد ابنتي سلامة، البالغة من العمر 18 شهراً، وفي آخر مكالمة قبل استشهاده أوصاني بأن أحسن تربيتها، وأعمل جاهدة على الالتزام بذلك دون أدنى تقصير».

وأشارت إلى أن زوجها الشهيد كان في مهماته العسكرية يردد دائماً «أتمنى أن أذهب شهيداً فداءً لأرضي، ونحن غصون ثابتة في هذا الوطن، لن يزعزعنا خائنٌ ولا جبان».

وختمت قولها: «اتسم الشهيد بشخصيته الهادئة، المبادرة لعمل الخير سراً دون علم أحد، حتى أقرب الناس إليه، فضلاً عن أنه نموذج يضرب به المثل في بره بوالديه وحبه لإخوته».

وقالت زوجة الشهيد الرائد طيار علي سعيد سيف المسماري، (أم سعيد)، الذي كان برفقة زميله الشهيد المراشدة: «تلقيت نبأ استشهاد زوجي بكلٍ ثبات وفخر كبير، حتى أنني أرسلت ابنتي ريم (10 سنوات) وسعيد (سبع سنوات) إلى المدرسة في يوم تشييع جثمانه الطاهر، وحين عودتهما أخبرتهما بأن والدهما ارتقى شهيداً عند ربه مع الشهداء والصديقين الأبرار الصالحين، وهذا ما يزيدنا صبراً وثباتاً».

وثمّنت الدور الكبير الذي يلعبه القادة في دعم أسر الشهداء، والوقوف بجانبهم بشكلٍ يعجز اللسان عن وصفه، وقالت إنه «يكفينا فخراً تخصيص يوم للشهيد، الذي يجسد أسمى معاني التلاحم».

الأكثر مشاركة