«الأوقاف» تعد جيلاً من علماء الدين بمواصفات عالمية
كشفت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، عن بدء تنفيذ «خطة تدريجية» لإعداد وتدريب نحو 550 من الطلبة المواطنين، في مركز الموطأ لإعداد العلماء، وجامعة محمد الخامس، تمهيداً لإسناد مهام الإفتاء والوعظ داخل الدولة إليهم، مؤكدة أنها «ستقدم للمجتمع جيلاً من علماء الدين بمواصفات عالمية».
فتاوى بـ 3 لغات أكد رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور محمد مطر الكعبي، أن بعض خطب الجمعة تكون انعكاساً للأسئلة الشرعية التي يتلقاها مركز الإفتاء، إذ يتم توجيهها لإدارة خطبة الجمعة من أجل معالجة القضية الظاهرة على السطح. ولفت إلى أن الفتاوى تتناول جميع شؤون الحياة، وتبيان الرأي الشرعي الدقيق لأية مسألة يستفسر عنها الجمهور في مختلف القضايا في العبادات، والمعاملات، وشؤون الأسرة، والنساء، إضافة إلى فتاوى عامة، باللغات الثلاث (العربية والإنجليزية والأوردو). |
وشددت الهيئة على أنها تتعامل مع مسألة الفتوى تحديداً بتأنٍّ وحذر بالغين، كونها تدرك خطورة أثار الفتاوى العشوائية التي ينزلق إليها أشخاص غير مؤهلين للقيام بهذه المهمة.
وتفصيلاً، أفاد رئيس الهيئة، الدكتور محمد مطر الكعبي، بأن قيادة الدولة وضعت ضمن أهدافها الاستراتيجية تعزيز مرجعية الإفتاء الرسمي، من خلال ضبط الفتوى في المجتمع، وتوحيد مرجعيتها، وتنمية الوعي الديني، ونشر ثقافة التعايش والتسامح، ومواجهة الفتاوى الشاذة، وفتاوى التطرف والتشدد والإرهاب.
وقال الكعبي إنه «تنفيذاً لهذه الاستراتيجية التي حددت دور الإفتاء في استقرار المجتمع، تم تأسيس مركز الإفتاء الرسمي، فيما نعد حالياً لإطلاق مركز الإمارات للإفتاء التابع لمجلس الوزراء، إذ سيتم تشكيله من ذوي الخبرات والتخصصات في العلوم الشرعية، ممن يتمتعون بالكفاية والدراية والسمعة الحميدة، ليكون الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوى العامة الشرعية في الدولة».
وأضاف أن «الهيئة تتعامل مع مسألة الفتوى بتأنٍّ وحذر بالغين، لخطورة آثار الفتاوى العشوائية التي ينزلق إليها أشخاص غير مؤهلين للقيام بهذه المهمة، ولذلك بدأت في إعداد شباب مواطنين تمهيداً لتقديمهم إلى المجتمع والعالم تدريجياً ليتولوا مهام الإفتاء والوعظ في الدولة، بينهم 50 طالباً يدرسون علوم الإفتاء بمركز الموطأ لإعداد العلماء المواطنين، بجانب 500 طالب مواطن يتم إعدادهم وتأهيلهم وفق نظم عالمية في جامعة محمد الخامس بأبوظبي».
وأشار الكعبي إلى أن الهيئة لديها ضوابط مشددة في مسألة ضبط الفتاوى الشرعية وتوحيد مرجعيتها وتنظيم شؤونها وآلية إصدارها، لمواجهة أي إساءة للمقدسات والتصدي للتكفير والتعصب المذهبي، من خلال بيان الحكم الشرعي في مثل هذه المسائل، موضحاً أن مركز الإفتاء الرسمي يعتمد ما يسمى بـ«نظام الفتاوى الجماعية»، حيث يتشاور العلماء المتخصصون حول الملابسات والظروف والدوافع الخاصة بكل سؤال أو حدث أو موقف لينتهوا إلى فتوى متفق عليها، ما خلق حالة من الثقة التامة من المجتمعين المحلي والعالمي في ما يصدر عن مركز الإفتاء.
وتابع أن «الهيئة تتلقى يومياً نحو 1300 اتصال، عدد كبير منها يأتي من خارج الدولة، ما يعني أننا أصبحنا جهة ومرجعية عالمية تحمل لواء الإسلام الوسطي المعتدل، لاسيما وأن لدينا حالياً أكثر من ثلاثة ملايين فتوى مؤرشفة إلكترونياً، نستطيع الرجوع إليها بكبسة زر».
وأضاف أن المركز الرسمي للإفتاء، يعمل على ضبط الفتوى وتوحيد مرجعيتها، وغلق الباب أمام الفتاوى الشخصية والارتجالية، والتصدي لفتوى التطرف والإرهاب، إلى جانب إتاحة التواصل المباشر بين المجتمع بكل شرائحه مع أهل العلم والاختصاص الشرعي، مشيراً إلى أن المركز يعد انعكاساً كذلك لواقع المجتمع، حيث يسهم في معرفة حاجات المجتمع وتوجيهها نحو التصرف الشرعي الصحيح والمساعدة لحل المشكلات.