تحسن الأحوال الجوية نتج عنه انخفاض أسعار السمك لتعود إلى معدلها الطبيعي بعد استئناف رحلات صيد الأسماك أخيراً. تصوير: أسامة أبوغانم

انتعاش أسواق السمك في الشارقة والفجيرة إثر تحسّن الطقس

زادت حصيلة صيادي إمارتَي الشارقة والفجيرة من صيد الأسماك بنسبة 80% مقارنة بالأيام السابقة، بعد تحسن الأحوال الجوية، ما نتج عنه انخفاض أسعارها بنسب وصلت إلى 60%، لتعود إلى معدلها الطبيعي، وذلك بعد استئناف رحلات صيد الأسماك، أخيراً، إثر توقفها لأكثر من أسبوع، بسبب سوء الأحوال الجوية وسقوط الأمطار وهبوب الرياح الشمالية، وارتفاع أمواج البحر الذي نتجت عنه صعوبة ارتياده.

«العومة البرية»

ذكر الصياد، سعيد الزعابي، من المنطقة الشرقية، أن مياه الأمطار غير المالحة التي صبت بكميات كبيرة في البحر، أخيراً، أسهمت بشكل كبير في توافر أسماك العومة البرية (سردين صغير الحجم)، التي تعتبر جاذبة لعدد من الأسماك السطحية، مثل الجش والخباط والكنعد والضلع والقباب والتونة والصدى، كونها تمثل غذاء مهماً لها، ما أدى إلى توافر أنواع كثيرة منها، وهو ما شكّل حصيلة صيد يومية وفيرة للصيادين.

وأكد عدم تضرر قوارب ومعدات الصيد خلال سقوط الأمطار، وهو ما عجّل بالدخول إلى البحر فور تحسن الأحوال الجوية.

وشهدت الدولة، خلال الأسبوع الماضي، هطول أمطار غزيرة على معظم مناطق الدولة، مصحوبة بانخفاض في درجات الحرارة، فيما حذرت الجهات المختصة من تجنب ارتياد البحر خلال الفترة الماضية، بسبب اضطرابه في الخليج العربي وبحر عُمان.

وفي جولة لـ«الإمارات اليوم» في سوقَي الشارقة والفجيرة للأسماك، رصدت الصحيفة انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الأسماك المعروضة على دكات البيع، مع زيادة الطلب عليها من المستهلكين.

وتفصيلاً، قال الصياد، يوسف المرزوقي، من الشارقة، إن حركة الصيد انتعشت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، بعد توقفها نحو أسبوع نتيجة سوء الأحوال الجوية، مشيراً إلى وجود فائض من الأسماك في أسواق البيع، خصوصاً في هذه الفترة من العام، التي تبدأ من منتصف ديسمبر وتنتهي أواخر مارس من كل عام، وتسمى «عزّ الموسم»، إذ يجود البحر بكميات كبيرة ووفيرة من الأسماك، مثل الهامور والخباط والكنعد والشعري وغيرها، نتيجة برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة، ما يجعل مناطق تركيز الأسماك قرب الشواطئ أكثر من العمق، بحثاً عن الدفء، كون أشعة الشمس لا تصل إلى الأعماق، وهذا أسهم في توافر أنواع وأعداد كبيرة منها في الحصيلة اليومية لرحلات الصيد التي يقوم بها الصيادون.

وأضاف أن انتعاش أسواق البيع بحصيلة أوفر من الأسماك أدى إلى انخفاض أسعارها بنسب تزيد على 60%، موضحاً أن سعر السمكة الواحدة من «الخباط» وصل إلى 30 درهماً بعد أن كانت تباع بـ80 درهماً، أي أن انخفاض سعرها وصل إلى 62%، أما سمك الهامور فوصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 60 درهماً، في حين وصل سابقا إلى 90 درهماً، أي بنسبة 33%، أما سعر سمك الشعري فانخفض بنسبة 60% إذ كان سعر الكيلوغرام الواحد منه يباع بـ75 درهماً، فيما يباع حالياً بـ30 درهماً.

وقال الصياد (أبوحميد) من الشارقة: «بدأنا نستأنف نشاطنا في صيد الأسماك مع اعتدال الجو وتحسن أحوال الطقس، بعدما توقفنا نتيجة عدم استقرار أحوال الطقس خلال الأيام الماضية، إذ كنا نتابع باستمرار النشرات الجوية الصادرة من الجهات المختصة، التي تبين أحوال البحر وتحذر من ارتياده بسبب ارتفاع حركة الموج وهبوب العواصف الرعدية الشديدة».

وأكد وجود وفرة بالأسماك في هذه الفترة من كل عام، بسبب اقترابها من الشاطئ بكميات كبيرة، ما يسهل صيدها، مشيراً إلى أن كميات الأسماك التي تطرح في الأسواق خلال هذه الفترة تزيد بمقدار ثلاثة أضعاف عما يطرح في موسم الصيف، ومع ذلك يزداد الطلب عليها.

وتابع: «في كثير من الأحيان تنفد الكميات بمجرد وصول الصيادين بطراداتهم إلى أسواق البيع، نتيجة إقبال تجار السوق على شرائها بالجملة»، مضيفاً: «تمكنّا خلال الأيام القليلة الماضية، بعد استقرار أحوال الطقس، من صيد كميات كبيرة من الأسماك، تصل نسبة زيادتها إلى 80%، مقارنة بفترة التوقف التي شهدتها حركة الصيد»، موضحاً أن «عدد أنواع الأسماك التي يتم تزويد السوق بها يومياً، يزيد على ثمانية أنواع، منها الخباط والشعري والهامور والكنعد والروبيان والبوري، وغيرها من أنواع يزيد الإقبال على شرائها في فصل الشتاء لاستخدامها في عمليات الشواء أثناء الرحلات البرية العائلية».

وشهد سوق السمك في الفجيرة انتعاشاً وتدفقاً لكميات كبيرة من الأسماك المحلية، مع وجود حركة نشطة لعملية الشراء من المستهلكين.

وأكد بائعون في السوق أن أسعار السمك المحلي انخفضت بشكل ملحوظ، إذ وصلت إلى ما نسبته 50% مقارنة بالأيام التي توقفت فيها حركة الصيد، متوقعين أن تنخفض الأسعار خلال الفترة المقبلة.

وذكر رئيس جمعية الصيادين في الفجيرة، محمود الشرع، أن عمليات الصيد في الفجيرة، انتعشت مع استقرار حالة الطقس، إذ بدأ الصيادون الخروج إلى البحر لمزاولة مهنتهم بشكل اعتيادي.

ولفت إلى عودة أنواع عدة من الأسماك الطازجة للعرض على دكات التجار داخل الأسواق، فيما شهدت أسعارها تراجعاً ملحوظاً بسبب وفرة المعروض منها، مؤكداً عدم حدوث أي أضرار لقوارب الصيادين خلال الأجواء الجوية السيئة التي شهدتها الإمارة.

وقال الشرع إن الصيادين تكبدوا خسائر مادية، خلال الأيام الماضية، بسبب حالة عدم الاستقرار الجوي التي سادت الدولة أخيراً، بسبب توقفهم التام عن القيام برحلات الصيد اليومية التي اعتادوا مزاولتها.

وأفاد راشد علي، وهو دلّال بسوق الأسماك في إمارة الفجيرة، بأن سوق البيع شهدت رواجاً كبيراً للأسماك، ما أدى إلى انخفاض أسعارها بنسبة 60%.

وأشار الصياد، سعيد محمد، من الفجيرة، إلى انخفاض أسعار الأسماك، أمس، إذ راوحت سعر أسماك الخباط بين 40 و50 درهماً بعد أن وصل إلى 80 درهماً للكيلوغرام الواحد، في حين بلغ سعر الصافي 30 درهماً للكيلوغرام بعدما كان 50 درهماً، والشعري 25 درهماً للكيلوغرام، وانخفضت أسعار الهامور إلى 60 درهماً للكيلوغرام من 130 درهماً.

وأكد مصدر في مكتب الرقابة على الأسواق، التابع لبلدية الفجيرة داخل سوق السمك، وجود رقابة مستمرة على مدار الساعة لحركة بيع وشراء الأسماك، وعمليات مزاد الدلالين، التي تكون قبل افتتاح السوق يومياً، وخلال فترات العمل، للتأكد من صلاحية الأسماك واستبعاد غير الصالح منها، لافتاً إلى أن الأسماك التي يتم طرحها في السوق جيدة ومعظمها تم اصطياده في اليوم نفسه أو قبل يومين على أقصى تقدير.

الأكثر مشاركة