رغم تفوقهم.. الإعاقة البصرية تحول دون تحقيق أحلامهم

30 % من الطلاب «المكفوفين» يدرسون تخصصات لا تلبي طموحاتهم

ذوو الإعاقة البصرية يواجهون تحديات في مؤسسات التعليم العالي. الإمارات اليوم

أفادت دراسة حول الصعوبات التي تواجه أصحاب الهمم ذوي الإعاقة البصرية بمؤسسات التعليم العالي في الدولة، بأن نحو 30% منهم اضطروا إلى اختيار تخصصات لا تلبي طموحاتهم الأكاديمية، نتيجة رفض قبولهم بسبب إعاقتهم، على الرغم من حصولهم على الدرجات العلمية التي تؤهلهم للدراسة في التخصص الذي يبتغونه.

وطرحت الدراسة، التي نشرت حديثاً في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وأجرتها الأستاذة المساعدة في جامعة زايد، الدكتورة منى الحمادي، سؤالاً عما إذا كانت جامعات الدولة توفر للطلاب الذين لديهم إعاقة بصرية احتياجاتهم للتمكن من تلبية المتطلبات الدراسية.

وشرحت الحمادي لـ«الإمارات اليوم» أهم ما عرضته في الدراسة عن أبرز الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الطلاب، وتبين أن الأغلبية العظمى منهم يدخلون الجامعة من دون الحصول على التدريب المناسب الذي يجعلهم قادرين على الاعتماد على أنفسهم أثناء الدراسة، مشيرة إلى أن دورات التدريب المخصصة للطلاب الجامعيين الذين لديهم إعاقة بصرية تتضمن أربع مهارات أساسية تشمل القراءة والكتابة بطريقة «برايل»، وفن الحركة والتنقل، وتعلم استخدام الأجهزة التعليمية المساندة مثل الكومبيوتر، بالإضافة إلى مهارات الاعتماد على الذات، مؤكدة أن تلك المهارات يحتاج إليها الطالب قبل دخول الجامعة، إذ يتخرج معظمهم في المدرسة من دون أن يكتسبوها.

ويمثل وجود خلل البيئة الجامعية أحد المعوقات التي عرضتها الحمادي في الدراسة، إذ إن البيئة المهيأة لدراسة أصحاب الإعاقة البصرية في الجامعات تنقسم إلى بيئة فيزيائية ومعلوماتية واجتماعية. وتابعت الحمادي أن البيئة الفيزيائية، التي تتضمن المرافق والمباني، غير مهيأة وغير مستوفية الشروط في معظم الأحيان، حيث يجب أن تكون المسارات والمداخل والمخارج والانتقال بين الطوابق وكل تفاصيل المرافق، مناسبة لاستخدام ذوي الإعاقة البصرية من دون الحاجة إلى مساعدة من أحد. وأضافت أن البيئة المعلوماتية غير مهيأة أيضاً لأن المعلومات لا تقدم للطالب بصيغ مناسبة لاطلاع وقراءة ذوي الإعاقة البصرية، في وقت يشوب البيئة الاجتماعية مشكلات تحول دون دمج هؤلاء الطلاب فيها، نتيجة عدم الأخذ بعين الاعتبار الأنشطة الاجتماعية التي تناسب قدراتهم واحتياجاتهم، ما يشعرهم بأنهم في عزلة عن الوسط الجامعي.

وأشارت الحمادي إلى المعوقات في الصفوف الدراسية، التي تفتقر أحياناً إلى أشياء بسيطة ممكن أن تزيد من قدرة ذوي الإعاقة البصرية على استقبال المعلومات والاستفادة منها، مثل توفير أدوات مناسبة لإعاقتهم تمكنهم من تسجيل الملاحظات أثناء الشرح وتمكنهم من قراءة السبورة، وتوفير مقاعد دائمة لهم في الصفوف الأمامية حتى يستطيعوا الاستماع جيداً.

تويتر