طفاية الحريق وسيلة رخيصة تمنع «كوارث» كبيرة

أكد خبيران في الدفاع المدني وشرطة دبي، أهمية وجود طفايات حريق في كل المنازل، وتدريب السكان على استخدامها، مشيرَين إلى أن الحرائق، على عكس الحوادث الأخرى، تبدأ صغيرة ثم تنتشر بعد ذلك، فإذا تمت مكافحتها في البداية فسيتم تحجيم خسائرها إلى حد كبير، ما يعزز أمن وسلامة الأفراد والمجتمع ويمنع كوارث كبيرة، لافتَين إلى أن سعر الطفاية رخيص (نحو 200 درهم)، وتوفر الحماية لأفراد الأسرة.

نقص التوعية والتدريب

أفاد رئيس قسم الهندسة الجنائية، خبير الحرائق أحمد محمد أحمد، بأن كثيراً من الناس يهرب من الحريق فور اشتعال النيران، منتظراً قدوم الدفاع المدني الذي يقوم بدوره على أكمل وجهه، لكن بإمكان صاحب المنزل، أو أول من شاهد النيران، أن يتعامل معها لو تلقى التدريب اللازم، ووُجدت أدوات مثل طفاية الحريق.

وأشار إلى أنه عاين حرائق سيارات يقف أصحابها يشاهدونها تحترق لعدم إدراكهم كيفية استخدام الطفاية، أو لا يبادر أحدهم بفتح مقدمة السيارة وإطفاء النيران في مركزها، إذ يظل يستخدم الطفاية في رش الهيكل الخارجي للسيارة، حتى ينهي ما بداخلها من مسحوق، فيما تظل النيران مشتعلة بسبب نقص التوعية.

وقال إنه يجب إجراء استبيان لسكان المنازل، وسؤالهم عما إذا كانوا يحوزون طفايات حريق أم لا، ثم يتم اختبار قدراتهم على استخدامها، لقياس مدى حاجة المجتمع إلى ذلك، للبدء بطريقة علمية في عملية تدريب واسعة مع العمل على توفيرها لهم بأسعار رخيصة تناسب كل الشرائح.

وقال مساعد المدير العام للدفاع المدني في دبي للخدمات الذكية، العقيد علي حسن المطوع، لـ«الإمارات اليوم»، إن الدفاع المدني ركز في التوعية على المناطق ذات الكثافة السكانية، واستهدف الأشخاص ببرامج التوعية لأنهم أهم من المكان، كما بإمكانهم الوجود في أي موقع والتعامل مباشرة مع الحرائق طالما تلقوا التدريب اللازم.

وأكد أهمية وجود طفايات الحرائق في المنازل، لذا يركز الدفاع المدني على كيفية استخدامها في برامجه التدريبية، مشدداً على ضرورة أن يدرك الناس قيمة الوقاية لأن سلامتهم لا تقدر بثمن.

وأضاف أن الدفاع المدني ليس لديه سلطة التفتيش على المنازل للتأكد من وجود طفايات حريق، على عكس المنشآت التجارية أو السياحية، أو السيارات أثناء ترخيصها، لذا تظل الثقافة العامة هي جدار الحماية الأول لأفراد المجتمع، وتوعيتهم بأهمية وجود أدوات السلامة، ومنها الطفايات وكواشف الدخان، التي تأكدت أهميتها البالغة بعد إدراك أن أغلب الوفيات التي نتجت عن حرائق منازل، كان بسبب الاختناق.

وأشار إلى أن الطفاية تظل وسيلة، لكن الأهم منها الثقافة والوعي الوقائي، سواء باتخاذ التدبير لمنع الحرائق قبل وقوعها، أو التقليل من أضرارها بعد حدوثها.

وتابع المطوع «يجب الاستفادة من أخطائنا، ونتعلم من الحوادث التي تقع بوضع تدابير مناسبة لمنع الخطر، لذا يستهدف الدفاع المدني في دبي الإنسان بشكل أساسي لأنه خط الدفاع الأول، وهناك كثير من الحوادث تم التعامل معها بوعي وسرعة بسبب رد فعل من أشخاص تدربوا على يد الدفاع المدني».

وأوضح أن هناك تركيزاً في التدريب على طلبة المدارس لاحتوائها على شريحة أساسية من سكان المنازل.

من جهته، قال رئيس قسم الهندسة الجنائية، خبير الحرائق أحمد محمد أحمد، إن هناك أموراً بدائية يجب على الجميع الإلمام بها، خصوصاً الأطفال، في ما يتعلق بكيفية التعامل مع الحرائق فور وقوعها، مثل إغلاق الكهرباء من المنزل من خلال لوحة التحكم الرئيسة، والتعامل مع الحريق إذا كان بالإمكان ذلك.

وأضاف أنه يجب الاعتراف بأن الناس تقصر غالباً في الجوانب الوقائية إذا كانت مكلفة، لذا من الضروري أن تتولى الجهات المختصة الاتفاق مع شركة أو مؤسسة لطرح طفايات حريق بأسعار مناسبة لأفراد المجتمع، وتنظيم حملات توعية موسعة لشرح أهمية وجودها في المنازل، وتدريب السكان على استخدامها.

وأشار إلى أن الدفاع المدني لا يقصّر في جانب التدريب، لكن يجب أن تكون هناك ضمانة لوصول التوعية إلى جميع فئات المجتمع بمختلف الشرائح العمرية، لأن الحوادث لا تختار ضحاياها، ولا تميز بين منزل وآخر.

الأكثر مشاركة