كان متذوقاً لـ«الفصيح» وعاشقاً لـ«النبطي»
شعر زايد.. قصائد تفيض بالحكمة وتعبر عن البادية وأهلها
لم يكن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صاحب رؤية سياسية كحاكم ومؤسس لدولة الإمارات فقط، بل كان أيضاً يمتلك العديد من الاهتمامات والهوايات التي استمدها من نشأته في بيئة الصحراء وتراث أهلها، مثل القنص والصيد بالصقور، كما كان شاعراً بارزاً، وقدم الكثير من القصائد في مختلف أغراض الشعر، وكان يستضيف في مجلسه الشعراء، ويدخل معهم في محاورات شعرية، أنتجت العديد من القصائد الجميلة.
وتضم المكتبة العربية العديد من الدراسات التي سعت للغوص في تجربة الشيخ زايد الشعرية الثرية وسبر أغوارها، ورغم ذلك مازالت هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات في هذا المجال.
وقد بدأت علاقة الشيخ زايد، رحمه الله، بالشعر منذ طفولته، فقد ارتاد منذ صغره مجلس والده، حيث تعلم في المجلس العادات والتقاليد الأصيلة، كما استمع فيه إلى عيون الشعر، ونظم بعض القصائد في صغره، لكنها لم تدون.
وقرأ الشيخ زايد أشعار المتنبي، وتأثر به وبشعره ومقاصده، كما قرأ المعلقات، وتأثر بها، وأثرت في حياته وسلوكه، خصوصاً تلك الأشعار التي تتسم بالفخر والحماسة والإقدام والحكمة، وتتحدث عن حياة البادية التي عاشها زايد، وشكلت ملامح فكره وشخصيته.
ولم يقتصر اهتمام الشيخ زايد بالشعر على نظمه فقط، فكان يهتم بالشعراء ويقيم مجالس لهم، كما أوصى بعد قيام دولة الإمارات بعرض إنتاجهم في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
وكان الشيخ زايد متذوقاً للشعر الفصيح، وعاشقاً للشعر النبطي، نظراً لارتباطه بالبادية، وقدرته على التعبير عن حياتها وحياة أهلها بسهولة.
واتسم شعر المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بالعديد من السمات، من أبرزها تعدد الأغراض الشعرية التي كتب فيها، مثل الفخر والحماسة والحكمة والغزل، وغيرها، كما كان الشعر وسيلته لنقل تجاربه الحياتية والخبرات العملية التي اكتسبها من الحياة إلى الآخرين، وكان لتعدد هذه التجارب وثرائها الأثر في إكساب قصائد الشيخ زايد غنى في ما تحمله من مضامين ومعانٍ، أيضاً اتسمت أشعاره بسهولة كلماتها ووضوحها، وبعدها عن التعقيد والارتباك، وهي صفات مرتبطة بشخصيته، رحمه الله، وأصيلة فيه، ولعل هذا ما شجع العديد من الأصوات في الوطن العربي لغناء بعض قصائده. كما عكست أشعاره ما يملكه من ثروة معرفية ولغوية، استمدها من القرآن الكريم والسنة النبوية والعادات والتقاليد البدوية الأصيلة، وهي كلها روافد لم تشكل شعره فقط، ولكن شكلت شخصيته ورؤيته للحياة، وتعامله مع مختلف المواقف والقضايا التي واجهها في حياته، رحمه الله.
البيئة الصحراوية أيضاً انعكست في حب زايد لشعر البادية، الذي يعرف باسم شعر «الطرد»، كما كتب قصائد «المشاكاة» وبرع فيها، وهي نوع من الشعر الشعبي يكتبه الشاعر ليخاطب فيه غيره من الشعراء، ليوجه لهم دعوة للقاء أو تواصل أو يشكو لهم حاله، وغير ذلك من الأغراض، ولعل أشهر قصائد المشاكاة التي كتبها الشيخ زايد تلك التي وجهها إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news