تشاريتي وايوا: العقول الشابة قادرة على تغيير العالم
عُقدت، أمس، ثلاث جلسات في إطار القمة العالمية للحكومات، تناولت الأولى الدور المنتظر من الشباب في صناعة المستقبل، وتطرقت الثانية إلى إمكانات التواصل بين الدول عبر الإنترنت، من دون أسلاك، أما الثالثة، فتعرضت لتجربة التغذية على الحشرات لمواجهة سوء التغذية المنتشر في العالم.
وتفصيلاً، أكدت الحائزة جائزة البنك الدولي للسياسات الحكومية، الدكتورة تشاريتي وايوا، أن العقول الشابة تتمتع بقدرات كبيرة تمكّنها من إحداث التغيير في العالم، داعيةً إلى أن تضطلع الحكومات بمسؤولياتها تجاه الشباب، عن طريق تأهيلهم، خصوصاً في المجال التكنولوجي، إضافة إلى إتاحة الفرص أمامهم للتدريب العملي، ما يؤهلهم للحصول على وظائف تتناسب مع إمكاناتهم العلمية والتكنولوجية، وقدراتهم في إحداث التطوير.
واعتبرت في شرحها خلال محور من الجلسة الثانية «هل ستغير العقول الشابة العالم؟»، أن تعزيز قدرات شباب الخريجين، وإشراكهم في وظائف القطاعين الحكومي والخاص، يمثل تحدياً أمام الحكومات التي تستهدف الاعتماد على الشباب في بناء قدراتها التطويرية والتنموية، مضيفةً أن «ذلك يحتاج إلى قولبة قطاع التعليم، ووضع استراتيجيات تسمح لهم بالمشاركة في عالم اليوم».
ودعت وايوا الحكومات إلى وضع برامج مجتمعية للشباب، تسهم في انخراطهم في العمل العام، ويبدأ ذلك من المستوى المحلي، ثم ينتقل إلى المستوى الوطني.
من جهة أخرى، قال رئيس شركة Speady Packets، إيريك غايلر، في محور «آخر سلك في العالم»، إن «الدول تستطيع أن تتواصل من دون استخدام الأسلاك عن طريق الإنترنت، إلا أن معظمها، خصوصاً الدول النامية منها، يعاني بطئاً في سرعة الإنترنت، ومن ثم فإن الهدف الذي يجب أن تعمل الحكومات على تحقيقه من الناحية التقنية هو التمكن من الاستخدام اللاسلكي للإنترنت.
وأشار إلى دراستين مهمتين في مجال الإنترنت بلا أسلاك، إحداهما دراسة للبنك الدولي، تناول فيها شكل وصول الإنترنت إلى الأشخاص في الدول المختلفة، والدراسة الثانية أجرتها مؤسسة سويسرية متخصصة في هذا المجال، وأكدت أن الدول الأقل نمواً تعاني بطئاً شديداً في الإنترنت. كما أوضحت أن معظم هذه الدول في القارة الإفريقية، فيما تشهد كوريا الجنوبية الإنترنت الأسرع في العالم.
وذكر أن شركة BMW تطور جهازاً يسمى «التوربين المبرد»، لزيادة سرعة الإنترنت، واستخدام الطاقة اللاسلكية، لافتاً إلى أن هذه الطاقة تعد من الاستثمارات الضخمة التي من الضروري أن تسهم فيها الحكومات بشكل فاعل.
من جانبه، استعرض مؤسس شركة Protix، كيس آرتس، في محور سوء التغذية في عصر وفرة الغذاء، تجربة التغذية على الحشرات لمواجهة سوء التغذية المنتشر في العالم، موضحاً أن شركته قامت بتربية أنواع من الحيوان والطيور الداجنة، إضافة إلى أنواع من الحشرات النافعة التي تنتج البروتين.
وأضاف: «نريد أن نجد بديلاً صحياً من الأغذية لتقديمه للشعوب، فضلاً عن الاستعاضة عن المصادر المعروفة لإنتاج البروتين بتربية الحشرات النافعة التي تقدم هذا النوع من الأغذية»، مشيراً إلى أن «دور الحكومات في إنتاج هذه الصناعة من الأغذية أساسي وفاعل».