تحت رعاية رئيس الدولة وبحضور محمد بن راشد ومحمد بن زايد والحكام

الإمارات تدشِّن «صرح زايد المـؤسس»

صورة

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تم أمس، تدشين «صرح زايد المؤسس» على كورنيش أبوظبي، تخليداً لذكرى القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

نائب رئيس الدولة:

«إرث الشيخ زايد سيظل محفوراً في عقول وقلوب أبناء هذا الوطن الذي أرسى لبناته الأولى».

«سيبقى (صرح زايد) ماثلاً يشهد بما قدمه القائد المؤسس من تضحيات، وما حققه من إنجازات».

ولي عهد أبوظبي:

«مدرسة زايد ستبقى واحدة من العلامات المضيئة في تاريخ دولة الإمارات والمنطقة».

«صرح زايد المؤسس قيمة إضافية، لمعرفة هذه الشخصية التي غرست في نفوسنا قيماً ومآثر عظيمة».

الغرس الطيب

يأتي تدشين صرح زايد المؤسس، بالتزامن مع إطلاق المبادرة الوطنية «عام زايد»، التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بمناسبة مرور 100 عام على مولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ويسلط «صرح زايد المؤسس» الضوء على الغرس الطيب الذي زرعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس المواطنين والمقيمين، والرؤية القيادية الفذة التي كان يتمتع بها، كما يحتفي بالأثر الإيجابي الكبير للمغفور له بإذن الله على مستوى الدولة والعالم. ويمنح الصرح أجيال المستقبل شعوراً بالتواصل العميق والارتباط بشكل أكبر بمنارة الأمة الشيخ زايد رحمه الله، وسيمكنهم من استلهام أفكار مبتكرة، انطلاقاً من رؤيته التي لاتزال ترسم طريق الازدهار للإمارات.

«الثريا».. تُشكل ملامح زايد

تم الكشف عن «الثريا»، خلال حفل التدشين، وهو عمل فني مبتكر يحتضنه «صرح زايد المؤسس»، ويتألف من أشكال هندسية متناسقة وإبداعات فنية تقوم على التواصل البصري مع العمل الفني، ويُشكل ملامح الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بمفهوم الأبعاد الثلاثية. ويبلغ عدد الأشكال الهندسية التي تشكل هذا العمل 1300، معلقة جميعها على أكثر من 1000 سلك، ويبلغ ارتفاع العمل الفني 30 متراً، وهو واحد من الأعمال الفنية الأكبر من نوعها ويُشكل معلماً بارزاً في قلب أبوظبي، ويُعد عملاً فنياً ذا قيمة وجدانية، يقدم شعوراً بالتواصل مع شخصية لطالما ألهمت الملايين حول العالم. وقد استلهم الفنان رالف هيلمك، مصمم العمل الفني، إبداعه من رؤية الشيخ زايد طيب الله ثراه.

حضر مراسم التدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة.

كما حضر التدشين سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة.

وبهذه المناسبة أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن إرث المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي تركه فينا بعد حياة أمضاها في خدمة شعبه وإعلاء شأن وطنه، سيظل محفوراً في عقول وقلوب أبناء هذا الوطن الذي أرسى لبناته الأولى، قائد أراد لوطنه أن يكون رائداً بين الأمم بما تركه في أهله من قيم ليظل قوياً بإرادة أبنائه، عزيزاً بعزيمتهم، منيعاً بانتمائهم والتفافهم حول قيادتهم التي وضعت لنفسها هدفاً لا تحيد عنه هو سعادة الناس.

وقال سموه: «سيبقى إرث زايد نبعاً لا ينضب تستمد منه الأجيال الدروس، وتستلهم منه العبر في حب الوطن والانتماء إلى ترابه والتفاني في رفعته، سيبقى (صرح زايد) ماثلاً يشهد بما قدمه القائد المؤسس من تضحيات، وما حققه من إنجازات هي الأساس الذي قام عليه بنيان الاتحاد، هذا الإرث الحافل بقصص الإخلاص للوطن والوفاء لترابه يملي علينا والأجيال القادمة مسؤولية صون المكتسبات، ومضاعفة النجاحات، ليكون دائماً وطننا رمزاً للعزة والكرامة والنماء».

وأضاف سموه: «دشنا أنا وأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وإخواننا حكام الإمارات (صرح زايد)، وهو رسالة مهمة تصل الأجيال القادمة بذكرى قائد وضع أساس نهضة وطنهم، وضمن له مقومات العزة والكرامة، رسالة يجب على الشباب استيعاب مضمونها والعمل على ترجمة محتواها إلى إنجازات في شتى القطاعات، من أجل مواصلة المسيرة التي بدأها زايد وجيل المؤسسين، ليرسم الشباب مستقبل وطن لم يرد لأبنائه منذ ساعاته الأولى سوى أن يكونوا دائماً في أعلى مراتب التميز والنجاح».

وأثنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على فكرة الصرح بما لصاحبه من مكانة ليس فقط في قلوب الإماراتيين ولكن في قلوب كل الشعوب التي طالتها إسهاماته الخيرة.

وقال سموه: «عندما يذكر العطاء يذكر زايد، فقد أسس طيب الله ثراه لنهج إنساني خلد اسمه في سجلات التاريخ بما أجزله من عطاء عمّ كل بقعة من بقاع الأرض، وسعى زايد لنشر الخير في ربوع العالم وجعل من الإمارات منارة للأمل والتفاؤل، وصنع من عطائها جسوراً يعبر بها الضعفاء المحن ويتجاوزون بها التحديات، واليوم يسير أبناؤه على النهج ذاته لتبقى الإمارات دائماً نبع الخير للناس ومصدر سعادتهم بمداد من التسامح والوئام والسلام».

من جانبه، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن مدرسة زايد ستبقى واحدة من العلامات المضيئة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، تلهمنا والأجيال المقبلة بإنسانيتها وقيادتها وحكمتها، مشيراً إلى أن صرح زايد المؤسس قيمة إضافية لمعرفة هذه الشخصية الفذة التي غرست في نفوسنا قيماً ومآثر عظيمة، فزايد قائد آمن بمبادئه وقيمه الخيرة، وجعل بناء الإنسان الإماراتي وسعادته هدفه الأوحد، ورسخ فيه قيم العمل والعطاء والبذل، الأمر الذي ألهم الكفاءات الوطنية للمضي قدماً بمسيرة النماء والازدهار إلى الأمام، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.

وقال سموه إن مشاعر فياضة تلامس قلوبنا ووجداننا جميعاً، ونحن نكشف اليوم بكل فخر عن صرح زايد المؤسس في موقع سيبقى علامة مضيئة ومعلماً يزيد جمال أبوظبي جمالاً، ليظل يلهمنا ويمدنا بأسس الخير والعطاء وقيم الحياة، ويبرز رسالة خالدة بأن زايد بإنسانيته وحكمته وقيادته أسس دولة وبنى أمة وشيّد حضارة.

وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «من عرف زايد عن قرب، أدرك عظمة ونبل وتفرّد هذا القائد الذي صاغ منهجاً قيادياً وحياتياً عالمياً يدرس للأجيال، أساسه القيم الرفيعة، ورسالته السلام والمحبة والتسامح، ونهجه بناء الإنسان»، مشيراً إلى أن «صرح زايد» يحمل رسالة ضمنية لأجيال اليوم والمستقبل بأن زايد ليس مجرد قائد عادي بل هو رمز وطني وعربي وإنساني استثنائي، سنظل نستحضر إرثه ومبادئه ونخلص لها في حياتنا، لتلهمنا وتدفعنا لنكون دائماً في المقدمة.

وأكد سموه أن وطناً بناه زايد وأرسى دعائم نهضته، سيبقى بعون الله عزيزاً منيعاً كريماً نفاخر به العالم، مرتكزين على أبناء وبنات الوطن الذين يمضون بثبات وفق أسس وميراث زايد ونهجه الذي تأصل فيهم، ويستلهمون منه مكامن العطاء والتفوق والطموح نحو آفاق المستقبل، مشيراً إلى أن ارتباطنا بزايد هو ارتباط الأب بابنه والقائد بشعبه والإنسان بوطنه، ارتباط وثيق لا ينفصم متجذر في عقل ووجدان كل إماراتي، وشبابنا اليوم مطالبون بأن يكونوا أوفياء لزايد، من خلال علم ينهلونه ويتسلحون به، وأخلاق يرتقون بها، وإنسانية يعتزون برسوخها، وانتماء يفخرون به.

وقال سموه: «ممتنون للوالد والقائد المؤسس زايد الذي أحدث الفارق في حياتنا، وتوّجها بتلك المكانة العالمية المستحقة لدولتنا، وسيبقى له في القلب دائماً مكانة عميقة تسكن كل إماراتي وكل محب ومخلص وعاشق للإمارات».

من جانبهم، أعرب أصحاب السمو حكام الإمارات عن اعتزازهم الكبير بما تركه مؤسس البلاد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من إرث وطني وإنساني وحضاري تجسّد في مظاهر التنمية والنهضة الشاملة على امتداد أرض الإمارات، والمكانة الرفيعة التي يتبوأها الوطن، والسمعة الطيبة التي يحظى بها الإنسان الإماراتي، وعطائه لخير البشرية، داعين المولى عز وجل، أن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لوطنه وشعبه وأمته، مؤكدين أن شعب الإمارات وقيادته سيبقون فخورين بمؤسس الاتحاد زايد الخير، وسيتناقلون محبته جيلاً بعد جيل.

وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس اللجنة العليا لعام زايد، إن بصمة الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، واضحة جلية لشعب الإمارات وشعوب العالم كافة، من خلال إنجازاته العمرانية والثقافية والإنسانية الخالدة، وشخصيته «طيب الله ثراه» قدوة لنا جميعاً في السلوك والعمل والقيادة والفكر، و«صرح زايد المؤسس» منارة لأجيال المستقبل، يعرّفهم بسيرة مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها وتطورها، وبفكره المتميز الذي سبق عصره، وبالأحلام التي حققها بالصبر والجهد والعمل الدؤوب، وبأقواله التي صارت نهجاً نقتدي به ونسير وفق فلسفته، وسيشكل هذا الصرح صلة وصل تاريخية بين الحقب الزمنية، وبين الأجيال التي شهدت قيام الاتحاد والأجيال التي حظيت بنعمة الاتحاد، والأجيال التي ستذكر القائد المؤسس بالخير.

وأكد سموه مواصلة السير على نهج زايد، والحفاظ على مبادئه وإنجازاته، والقيم النبيلة التي أرساها في قلوب مواطني ومقيمي الدولة، والاستمرار في العمل والعطاء وفق حكمته ورؤاه السديدة.

وتخليداً للإرث الملهم لمنارة الأمة الشيخ زايد، رحمه الله، الذي لايزال يضيء الدرب ويرشد أجيال الأمة نحو مستقبلها المشرق، أسهم هذا الاحتفال بمسيرة القائد الراحل، الذي استمر لمدة 30 دقيقة، في خلق جو يبعث الفخر بين أوساط الحضور والمشاهدين من خلال استلهام صور إبداعية تقدم فهماً أعمق حول شخصية الشيخ زايد، رحمه الله، وقيمه ورؤيته الخالدة.

وتميز هذا الحفل الذي أقيم في الصرح بتسليطه الضوء على سنواته الأولى، رحمه الله، وجهوده المتفانية في بناء أمة قوية لها مكانة مرموقة بين الأمم وتسعى إلى تحقيق الاستدامة على جميع الأصعدة، واحتفى بذكرى الشيخ زايد الإنسان، ودوره الذي لم يقتصر على وطنه فحسب، بل امتد ليشمل جميع أنحاء العالم بفضل حكمته واحترامه للآخرين.

وعرضت خلال مراسم التدشين مقاطع وصور نادرة لقصص تُروى من خلال صوت الشيخ زايد، رحمه الله، وأفعاله وكأنه يرويها شخصياً، وقصص يحكيها أشخاص مقربون من الشيخ زايد، وكان له بالغ الأثر في حياتهم، من بينهم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، والشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، ومدير مكتب وزير شؤون الرئاسة علي سالم الكعبي، واللواء حمد بن سهيل الخييلي، ومبارك بن قران المنصوري، ووزير دولة زكي أنور نسيبة. كما شهدت مراسم التدشين أداء فرقة تتألف من 40 شخصاً لأغنية «الله يا دار زايد» الشهيرة، بالإضافة إلى عروض جديدة ورائعة للأغاني والموسيقى التراثية، وبعض المقاطع المؤثرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو يؤدي العيالة التراثية.

وسيفتتح «صرح زايد المؤسس» رسمياً أمام الجمهور في ربيع عام 2018، ويتيح للزوار تجربة تفاعلية تثري معرفتهم بحياة الوالد المؤسس، وفرصة يستلهمون خلالها من سيرته العطرة.

ويعتبر الصرح وجهة يبحر الزوّار من خلالها في حياة الشيخ زايد، رحمه الله، باستخدام الصور الفنية والمساحات الخضراء والكلمات والقصص وتجارب الوسائط المتعددة. ويوفر الصرح للزوّار مجموعة من التجارب التفاعلية الشخصية، يعيشون خلالها مع شخصية الشيخ زايد القائد والإنسان، تتيح لهم اكتساب فهم أعمق عن حياته وإرثه وقيمه النبيلة. ويمتد الصرح على مساحة 3.3 هكتارات، ويتمكن الزوار عبره من الانطلاق في رحلة يستكشفون خلالها حياة الشيخ زايد، ويتأملون في عظيم إنجازاته في أجواء تتميز بالمساحات الخضراء والأشجار والشتلات المحلية، وأخرى تنتمي إلى شبه الجزيرة العربية، فيما يتيح الممشى لزوّار الصرح إطلالات مذهلة على «الثريا» والكورنيش، وأفق مدينة أبوظبي الساحر. وتُعد وزارة شؤون الرئاسة الجهة المالكة والمشرفة على «صرح زايد المؤسس».

تويتر