«اليوم العربي للمياه 2018»
الماء هو عصب الحياة، ومن الاحتياجات الأساسية للبشرية، ودافع لتحقيق التنمية المستدامة. ويعد «اليوم العربي للمياه»، الذي يحتفي به العالم العربي في الثالث من مارس كل عام، دعوةً عامةً للمجتمعات والحكومات والهيئات المعنية في المنطقة العربية، للعمل من أجل ضمان استدامة الموارد المائية في الوطن العربي، وتضافر الجهود لإدارة تلك الموارد إدارة فعالة، وتعظيم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمياه في الدول العربية، وتعزيز الوعي بأهم قضايا المياه، والتحديات التي تواجهها المنطقة.
لقد رسّخت دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها عالمياً في رفد الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة التحديات الإنسانية، وتضطلع مؤسسة «سقيا الإمارات»، تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، بدور مهم في تعزيز جهود دولة الإمارات العالمية في مواجهة تحديات شح المياه، من خلال توفير المياه الصالحة للشرب للمجتمعات التي تعاني ندرة وتلوث المياه.
وتنسجم رؤية مؤسسة «سقيا الإمارات» مع تطلعات وطموحات أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، التي تحدد أولويات وطموحات تنموية عالمية، خصوصاً الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وهو «ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع»، حيث نحرص في «سقيا الإمارات» على تنفيذ هذا الهدف، من خلال العمل المشترك والتعاون المستمر مع الهيئات والمنظمات المعنية محلياً وعالمياً. وقد استفاد من مشروعات ومبادرات «سقيا الإمارات» أكثر من ثمانية ملايين شخص في 25 دولة حول العالم على مدار ثلاث سنوات.
لا تقتصر أهداف «سقيا الإمارات» على توفير المياه الصالحة للشرب للمحتاجين فحسب، بل تسعى أيضاً، من خلال جهود البحوث والتطوير، لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لمشكلة ندرة المياه وتحليتها. وانسجاماً مع الجهود الوطنية في دولة الإمارات للتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، مع التركيز على التكنولوجيا الحديثة والبحث والتطوير والابتكار، تشرف «سقيا الإمارات» على جائزة «محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه» بقيمة مليون دولار أميركي، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتشجيع المؤسسات البحثية والأفراد والمبتكرين من جميع أنحاء العالم على التنافس من أجل إيجاد حلول مستدامة ومبتكرة لمشكلة ندرة وتلوث المياه، باستخدام تقنيات الطاقة الشمسية.
ونحن إذ نطمح إلى الإسهام في إيجاد عالم تتوافر فيه المياه النظيفة للجميع، وتتحول فيه المشكلات إلى إمكانات وفرص، نؤكد التزامنا في هذا اليوم بمواصلة جهودنا في مجال العمل الإنساني والتطوعي، تخليداً للإرث الحضاري والإنساني الذي أرسى دعائمه الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خلال «عام زايد 2018»، والمضي قدماً نحو تأمين المياه للجميع في مختلف أنحاء العالم.