«التواصل الاجتماعي» وسيلة لعرض الخوف الثقافي لدى الشعوب

الدكتور عبدالله الغذامي: «الحياة في المنطقة العربية خلال فترة الستينات من القرن الماضي عاشت حالة من الخوف الثقافي».

أكد الكاتب والناقد، الدكتور عبدالله الغذامي، أن وسائل عرض الخوف الثقافي تغيرت بتطور الحياة، وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت ساحة لعرض هذا الخوف من خلال الأفكار التي يطرحها المتابعون لهذه الوسائل، لافتاً إلى أن الخوف الثقافي ليس له طبيب يعالجه إلا من خلال الانتباه إليه منذ البداية، والعمل على تفنيده والرد عليه بالحجة المقنعة، إذ إنه سيكون الأخطر على المجتمعات في حال ترك من دون علاج.

وأشار في جلسة بعنوان «أفكار جديدة.. لماذا الخوف»، إلى أن الخوف الأسطوري القديم تحول مع وسائل التواصل الاجتماعي إلى خوف على الشاشة، مستدلاً على ذلك بما حدث للمجتمع البريطاني من انقسام في المواقف حيال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، إذ عرض فريق على حافلة ركاب ضخمة، رقماً كبيراً يصل إلى مليارات الجنيهات الإسترلينية التي ستخسرها بريطانيا جراء هذه الخطوة، فيما عرض فريق آخر الرقم نفسه على حافلة أخرى، تحت عنوان «هذا ما ستربحه بريطانيا نتيجة اتخاذها هذه الخطوة»، وهذان الأمران يعبران عن ثقافة الخوف لدى كلا الفريقين.

وأضاف أن الحياة في المنطقة العربية خلال فترة الستينات من القرن الماضي عاشت حالة من الخوف الثقافي، إذ ظهر في هذه الحقبة نخبة قومية تبنت فكرة محاربة المستعمر ونظرية المؤامرة، ونخبة متأسلمة طرحت فكرة الغزو الثقافي «جاهلية القرن العشرين»، إلا أن الأمر تغير في الوقت الراهن، إذ أصبح الجميع يتحدث ويعبر عن خوفه، وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي أن ما يعرف إعلامياً بـ«حزب الكنبة» أو «الكتلة الصامتة» في المجتمعات العربية، تعبر عن رأيها من خلال هذه الوسائل، ولذلك أصبح اكتشاف المخاوف لدى الشعوب أكثر سهولة الآن من خلال ما تتحدث به عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

تويتر