180ألف عملية بحث عن أخبار مزيّفة شهرياً
عرضت الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيراميديا»، نشوى الرويني، أمثلة لأخبار مزيفة، منها خبر نجاة كل ركاب سفينة «تيتانك» وصولاً الى استخدام الرئيس الأميركي معلومات وأخباراً غير صحيحة محط تحقيق حالياً من قبل الجهات المختصة، مشيرة الى أرقام لافتة أظهرت أن عمليات البحث عن مصطلح الأخبار الكاذبة يصل بين 120 ألف عملية و180 ألفاً شهرياً.
وقالت خلال جلسة بعنوان «بروز الوهمي وسقوط الموثوق» إن مروجي الأخبار المزيفة تفننوا، كلاً حسب أسبابه وأهدافه، بسرد قصص لا أساس لها من الصحة على قنوات إعلامية ذات أجندات سياسية مكشوفة، وأن بعض المروجين يعانون اضطرابات حياتية ونفسية تقودهم إلى ملء الفراغ عبر التسلية بتضليل الناس، مثل الشخص الذي أطلق 18 موقعاً إخبارياً مزيفاً اختار لها أسماء تكاد تطابق أسماء مؤسسات صحافية كبرى لإضفاء الصدقية.
ورأت الرويني أن محدودية الوقت وكثرة مصادر الأخبار، إلى حد غير مسبوق، ساوى بين الأشخاص متدنّي التعليم وبين الأساتذة الجامعيين في انطلاء الأكاذيب عليهم وتبنّيهم الأخبار المزيفة.
وتطرقت الى أهمية القوانين وسن التشريعات، حيث عملت دول، مثل المملكة المتحدة وسنغافورة وهولندا، على اعداد مشروعات ونظم لمكافحة نشر الأخبار المزيفة، متوقعة ألّا تصمد تلك المحاولات طويلاً أمام ثقافة وحقوق التعبير عن الرأي وحرية التفكير التي تعد خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه في دول الديمقراطيات.
ولفتت إلى أرقام إحصائية بينت حجم التأثير والسيطرة الذي يبسطه سيل الأخبار المضللة على تفكير المتابعين واهتماماتهم، حيث اظهرت الأرقام الصادرة عن دراسة أميركية أن الأخبار الكاذبة شكلت نحو 70% من مجموع 126 ألف خبر يعاد نشرها على «تويتر»، وذلك في الفترة بين عام 2006 وعام 2017.
وأشارت الرويني إلى أن عدد عمليات البحث عن مصطلح الأخبار الكاذبة يصل بين 120 ألف عملية إلى 180 ألفاً شهرياً، لافتة الى أن شهر الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016 شهد تسجيل أكثر من 159 مليون زائر لمواقع إخبارية مزيفة نصف أخبارها غير حقيقي.
ووصفت الرويني الأخبار الكاذبة بـ«الفاست فود» مقابل الأخبار الصحيحة التي تشبه الخضراوات في كونها خياراً صحياً ومفيداً وآمناً، لكنها لا تحظى بالإقبال، مشيرة الى أن الدراسات التي أجريت لمعرفة أسباب الانجذاب للأخبار الكاذبة بينت أن المتابعين يجدون أنها عاطفية ومشهية.
وطرحت وصفة سريعة للتحقق من صحة الخبر تتلخص في معرفة مصدر محتوى الخبر عند نشره أول مرة، وهل يعكس جهداً في البحث والاستشهاد بحقائق وأسماء وأرقام، أم أنه مجرد معلومات ملفّقة، بالإضافة الى البحث عنه في مصادر متعددة عبر شبكات ومصادر أخبار معروفة بصدقيتها.
وأثنت الرويني على تجارب عربية ناجحة في مجال مكافحة الأخبار الكاذبة، مثل مركز «صواب» في الإمارات، و«هيئة مكافحة الشائعات» ومركز «اعتدال» في السعودية، وموقع «ده بجد» الذي يشرف عليه شباب من مصر.