خادمات يفاوضن كفلاءهن لزيادة الراتب قبل شهر رمضان
«كل رمضان وأنتم بخير.. ارفعوا رواتبنا أو أعيدونا إلى مكاتب العمالة المساعدة»، هي فحوى مشكلات تعرضت لها أسر في الفجيرة، جراء ابتزاز عاملات منزليات لها، مستغلات قرب شهر رمضان المبارك، وحجتهن في ذلك أن في هذا الشهر تكثر العزائم، إضافة إلى إعداد وجبات السحور في وقت متأخر.
• عاملة طالبت كفيلها برفع راتبها من 800 إلى 1300 درهم. • أُسر تستعين بعاملات مؤقتات خلال شهر رمضان. |
وروى المواطن، عبدالله اليماحي، أن لديه عاملة (من جنسية دولة إفريقية) طالبته بشكل مفاجئ برفع راتبها من 800 درهم إلى 1300 درهم، أو يحضر عاملة أخرى تساعدها خلال شهر رمضان الذي يحتاج منها ـ حسب تعبيرها ـ جهداً مضاعفاً لإعداد أصناف عدة في وجبة الفطور، وكذلك السحور الذي تعده في وقت متأخر من الليل.
اليماحي وافق على طلبها، إذ أكد أنه لم يكن أمامه بديل آخر، في ظل ارتفاع أسعار مكاتب استقدام العمالة المساعدة.
بعض الكفلاء يستقدمون عاملات جديدات ويتخلون عن الأخريات، الذين كانوا كفلاءهن، ويتنازلون عنهن إلى كفلاء جدد مقابل مبلغ كبير، بالإضافة إلى أن الخادمة تقوم برفع راتبها بحجة أن لديها خبرة، ويكون راتبها أعلى من المحدد في عقدها مع الكفيل الأول.
المواطنة، عنود محمد، أوضحت أن فئة العمالة المساعدة تعرف جيداً عادات الأسر في شهر رمضان، مثل مطالبتها بإعداد ثلاث وجبات هي الفطور والعشاء والسحور، ويتطلب الأخير أن تعده العاملة قبل نومها، وعادةً ما يقل عدد ساعات نومها في شهر رمضان بسبب الأعمال الكثيرة، ولهذه الأسباب تبدأ في مساومة الكفيل، وتحديداً قبل أيام قليلة من قدوم شهر رمضان، حتى لا يجد الكفيل مفراً من الموافقة على شروطها لاستمرارها في العمل.
فيما اعتبرت المواطنة، جميلة آل علي، أن مطالب العاملات في هذا الشهر مشروعة، لاسيما إذا كانت عاملة واحدة تعمل في منزل كبير، إذ تبذل جهداً في الوفاء بمهامها، وهذا الجهد يتضاعف خلال شهر رمضان المبارك، لأنها تكون مطالبة بأداء الأعمال المنزلية، مع إعداد أطباق من وجبات عدة على الفطور، بالإضافة إلى صيامها إن كانت تعتنق الدين الإسلامي، فضلاً عن قلة ساعات نومها بسبب استيقاظها لإعداد وجبة السحور، ثم تنتظر لحين انتهائه وتعيد تنظيف المكان.
صاحب مكتب جلب أيدي عاملة، علي عبدالحق، حذر من الاستجابة لطلبات العاملات المنزليات اللواتي يعمدن إلى مساومة كفلائهن قبل شهر رمضان لرفع رواتبهن الشهرية، بحجة زيادة الأعباء المنزلية في هذا الشهر، موضحاً أن المكاتب تسمح للخادمة بالرجوع إليها خلال فترة الكفالة فقط، أما في حال انقضاء هذه الفترة فلا يسمح لكفيلها باسترجاعها، وتالياً ليس أمامه إلا إلغاء إقامتها أو عمل تعميم عليها في حال هروبها من المنزل.
«تردنا شكاوى كثيرة من ربات منازل مع اقتراب شهر رمضان، بخصوص تفاوض خادماتهن معهن لرفع أجورهن خلال شهر رمضان أو التوجه للعمل في مكان آخر، والبعض رضخ لهذه الطلبات ورفع الراتب إلى 2000 درهم شهرياً»، حسب عبد الحق.
وأيدته الرأي صاحبة أحد مكاتب استقطاب العمالة المساعدة، منى محمد، التي أشارت إلى أن بعض الخادمات يفاوضن كفلاءهن على رفع رواتبهن، لوجود أسر تستعين بخادمات مؤقتات خلال شهر رمضان.