مجلس محمد بن زايد يناقش "تغير سمات الحرب"

استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي. نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عصر اليوم، سادس محاضرات مجلس سموّه، خلال شهر رمضان المبارك، بعنوان "تغير سمات الحرب"، والتي ألقاها البروفيسور في كلية الدفاع الوطني، السفير جريجول مجالوبليشفيلي، والمدير التنفيذي في الهيئة الوطنية للأمن الالكتروني، الخبير في مجال الأمن الإلكتروني، الدكتور محمد الكويتي.

شهد المحاضرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبو ظبي في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية. رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، ووزير التسامح، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار الشخصيات.

بدأ السفير جريجول مجالوبليشفيلي، المحاضرة بتهنئة العالم الإسلامي بحلول شهر رمضان المبارك، أعقبها بعرض تصويري عن الحروب الهجينة، ذكر خلاله أن تعريف حلف الناتو لهذا النوع من الحروب هو "أنها الاستخدام المتكامل لأنواع مختلفة من الإجراءات العسكرية وغير العسكرية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الشاملة".

وقال :"إن الطابع المتغير للصراعات، والذي بات يطلق عليه الحرب الهجينة، يؤدي إلى تغيير جوهري في المشهد الأمني الحالي، ويثير تساؤلات عديدة ليس حول طبيعة التهديدات التي نواجهها فحسب، بل وبشأن قدرة المؤسسات الأمنية القائمة على مواجهة تلك التحديات أيضاً، موضحاً أن الحرب الهجينة شكلٌ حديث من أشكال الحروب، حيث تركز بصورة رئيسية على تحقيق الأهداف الاستراتيجية دون اللجوء إلى صراع مادي، لا سيما في المراحل الأولى من الصراع.

وأضاف :"إن عدم وضوح الحدود الفاصلة بين أنماط الحرب المختلفة واستخدام الوسائل غير العسكرية كأسلحة لتقويض أسس الدولة، يعد أحد تحديات الأمن القومي الرئيسية التي نواجهها اليوم، وعلى الرغم من أن طبيعة الحروب لم تتغير أبداً، إذ لا يزال البشر اليوم يحاربون للأسباب الأساسية نفسها التي ذكرها المؤرخ اليوناني ثوسيديديس منذ 2500 عاماً تقريباً، وهي الخوف والشرف والمصالح، إلا أن طبيعة الصراع في تطور مستمر"، موضحاً أن الصراعات في العصر الحديث، تتسم بخصائص متشابهة تشكل نموذجاً جديداً للحرب.

وذكر المحاضر أن "الحرب الهجينة تتكون من دمج الأساليب القتالية التقليدية وغير التقليدية، واستخدام المعدات وفنون القتال والوسائل الإلكترونية الدفاعية في بيئة معينة، لتحقيق النتائج الاستراتيجية المرغوبة، ولا تخضع هذه الحرب لشكل معين أو قواعد ثابتة، ابتداء من القيادة وانتهاء بالعمليات الجارية على الأرض"، مؤكداً أن الهدف النهائي منها هو إنزال أكبر قدر من الخسائر بالعدو وتحطيم  قدراته القتالية وطرده خارج الحدود.

 فيما تناول الدكتور محمد الكويتي توجهات الحرب السيبرانية، قائلاً :"إن دولة الإمارات، تتحرك نحو حكومة ذكية بناء على النظرة الاستراتيجية للقيادة، وهذا يحتم علينا زيادة الاعتماد على تقنية المعلومات، ومن ثم لا بد من زيادة الوعي بالتهديدات السيبرانية، وتطوير الجوانب الفنية للحماية والاستجابة، وإضفاء مزيداً من الوعي بالمخاطر الناجمة عنها".

وتابع :" اليوم ومع كثرة الأجهزة الحديثة في أيدي أفراد المجتمع، انتشرت في الآونة الأخيرة تهديدات كثيرة حيال هذا الأمر، نظرا لتزايد تعقيد الهجمات الإلكترونية الأمر الذي فرض تحديات إضافية"، محدداً ثلاثة أنواع من التهديدات الإلكترونية هي "الجرائم الإلكترونية، الإرهاب الإلكتروني، الحروب الإلكترونية".

وتحدث الكويتي عن "الجرائم الإلكترونية"، موضحاً أنها تتضمن السرقات الإلكترونية للبنوك والاحتيال والنصب الإلكتروني للعملاء، في حين عرّف "الإرهاب الإلكتروني" بأنه يتناول التمويل والدعم المادي ونشر التطرف والفكر الضال، والمتمثل في الدردشة الإلكترونية أثناء اللعب مع المراهقين والشباب والوصول إلى نقاط ضعفهم وتوجيههم إلى الطريق الخاطئ.

بينما أكد أن النوع الثالث من الإرهاب الإلكتروني هو "الحروب الإلكترونية"، مشيراً إلى أنها تتمثل في تجهيز المحاربين السيبرانيين والمنصات المسلحة سيبرانيا والتجسس السيبراني والهجوم والاختراق والحروب النفسية.

تويتر