لجنة متخصصة لمراجعة الأبحاث غير المختارة

«تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء» يموّل 36 بحثاً علمياً

صورة

أعلن «تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء»، الذي أطلقه مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل، التابع لمؤسسة دبي للمستقبل، اختيار 36 بحثاً علمياً لتمويلها.

آلية تقييم مبتكرة

تبنّى «تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء» آلية تقييم مبتكرة، تمثلت في تقييم فرق العمل المشاركة أعمال بعضها بعضاً، وتم إجراء تقييم الأبحاث على مرحلتين، وطلب في المرحلة الأولى من المشاركين مراجعة ثلاثة مقترحات، وتمت الموافقة مباشرة على تمويل المشاركات الحاصلة على أفضل تقييم، بينما طلب من أصحاب المشاركات الأخرى مراجعة طلباتهم وتنقيحها.

يذكر أن التحدي أطلق ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات في فبراير 2018، وضمت قائمة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المتقدمة للتحدي جامعات محلية وعالمية مرموقة.

4 نماذج بحثية متميزة

- «الاستيطان الفضائي المستدام: تحليل الاستقرار لقنوات الحمم البركانية».

- «الفطر في كوكب المريخ: نظام فرعي لدعم الحياة البشرية».

- «المياه الرمادية القائمة على أنظمة الايروبونيك».

- «احتراق المواد الكيميائية الأصلية لكوكب المريخ للتنقل الكوكبي».

شارك في التحدي - الذي نظمه المركز بالتعاون مع «جوانا» منصة الأبحاث العلمية الرائدة عالمياً - فرق عمل أكثر من 200 جامعة من 55 دولة حول العالم قدمت 260 مقترحاً بحثياً. وسيحصل أصحاب الأبحاث الـ36 التي تم اختيارها على تمويل لبدء العمل في تنفيذ أبحاثهم.

وستحظى الأبحاث التي لم يتم اختيارها بفرصة للمراجعة من قبل لجنة تقييم متخصصة للوقوف على جوانب التحسين والتطوير وتقديم الدعم المناسب ومنح أصحابها فرصة لتطبيق أبحاثهم على أرض الواقع.

ويهدف التحدي العالمي إلى توفير منصة لدعم الأبحاث المتخصصة بما يعزز ويسرع توليد أفكار وابتكار حلول تدعم تأسيس مجتمعات متكاملة صالحة لحياة الإنسان في الفضاء.

وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل خلفان بلهول، أن النتائج التي حققها تحدي محمد بن راشد لاستيطان الفضاء عكست اهتمام الجيل المستقبلي من طلبة الجامعات حول العالم بعلوم الفضاء، وما تنطوي عليه الأبحاث في هذا المجال من إمكانات وفرص.

وقال بلهول إن تطوير بيئة البحث العلمي ودعم وتشجيع العلماء ليواصلوا مسيرة التجربة والاختراع تشكل مؤثراً أساسياً في حياة الإنسان وأداة تغيير مهمة ومساهماً فاعلاً في بناء مجتمعات معرفية مزدهرة، من خلال توظيف نتائج البحوث والدراسات والتجارب العلمية وتطبيقها على أرض الواقع، موضحاً أن المركز يهدف إلى تعزيز دعم اقتصاد المعرفة من خلال دعم مشروعات وطنية كبرى مثل مدينة المريخ في دولة الإمارات وبرنامج «المريخ 2117».

ومن بين المشروعات الـ36 التي تم اختيارها عدد من النماذج البحثية المتميزة، من ضمنها مشروع «الاستيطان الفضائي المستدام: تحليل الاستقرار لقنوات الحمم البركانية»، الذي قدمته جامعة بوردو التي تضم مركز أبحاث عامة ذا شهرة عالمية يعمل على تطوير الاكتشافات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وتركز فكرة البحث على المرونة والاستدامة في بيئة متعددة المخاطر، مثل تقلبات درجات الحرارة والأشعة الكونية المجرية وتأثيرات النيازك والمجسمات الشمسية وكيفية تطويع التكنولوجيا في مواجهة هذه التحديات.

واعتمد البحث على الاكتشاف الأخير لبعثة وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي رسمت خريطة لدقة جاذبية القمر، وتوصلت إلى وجود شبكة من الأنابيب الجوفية الكبيرة الفارغة في تدفقات الحمم القمرية يبلغ طول كل منها عشرات الكيلومترات، ويوفر اكتشاف هذه الأنابيب فرصة لحماية سكان الأرض من التغيرات في درجات الحرارة والإشعاع وتأثيرات النيازك.

أمّا المشروع الثاني فجاء بعنوان «الفطر في كوكب المريخ: نظام فرعي لدعم الحياة البشرية»، وقدمته جامعة روتجرز في ولاية نيوجيرسي الأميركية، وتتمثل فكرته في تطوير نظام دعم للحياة البيولوجية المتكاملة في كوكب المريخ من خلال الاستجابة لتحديين رئيسين، هما الاستفادة الفعالة من المواد المغذية داخل الكتلة الحيوية غير القابلة للذوبان وغيرها من المواد التي تبقى من الإنتاج النباتي للأغذية، وكيفية إنتاج بروتين عالي الجودة صالح للاستهلاك البشري، وتتمثل المخرجات الرئيسة للمشروع في تطوير مخطط لنظام فرعي متنامٍ للحياة الفطرية ودراسة نظرية لتصميم وتكامل هذا النظام الفرعي.

أمّا البحث الثالث، فتناول «المياه الرمادية القائمة على أنظمة الايروبونيك»، وقدمه فريق من جامعة وروكلاو للعلوم والتكنولوجيا في بولندا، وهدف إلى التحقق من إمكانية استخدام المياه الرمادية بشكل مباشر لري وزراعة النباتات خارج كوكب الأرض، وتتمثل آلية عمل المشروع في خلط المياه الرمادية الاصطناعية غير المعالجة بالمغذيات واستخدامها كأسمدة سائلة، وبعدها إجراء اختبارات على المياه الرمادية الاصطناعية، ومن ثم على المياه الرمادية الحقيقية.

أمّا البحث الرابع بعنوان «احتراق المواد الكيميائية الأصلية لكوكب المريخ للتنقل الكوكبي»، فقدمته جامعة ليفربول في المملكة المتحدة، وتتمثل الفكرة في استخدام جزيئات المغنيسيوم المعدنية داخل غرفة مملوءة بهواء ثاني أكسيد الكربون في بيئة مخبرية تحاكي الضغط الجوي لكوكب المريخ وإضاءة جسيم واحد فقط، وحساب الوقت اللازم لاحتراق جميع الجسيمات، وتأثر المجسمات المشتعلة بالمجسمات المجاورة «التي لم تشتعل بعد»، وتسجيل العوامل التي تسهم في عملية الاحتراق بناء على نسبة الوقود ودرجة الحرارة الإشعاعية والتبريد، وغيرها من العوامل وسيسهم هذا البحث في تعزيز كفاءة الاحتراق في كوكب المريخ وشحن الوقود من الأرض إلى المريخ، وبالتالي تعزيز الاستدامة في كوكب الأرض.

وتناولت الفكرة البحثية الخامسة «مواقع الإنزال البشرية للمريخ: موارد السلامة وعودة العلوم»، وقدمها فريق من المعهد الوطني للفيزياء الفلكية - المرصد الفلكي في بادوفا بإيطاليا، وقد نتج عن هذا البحث اقتراح مطور قدمته جامعة كارولينا الجنوبية حول «أول خلية شمسية بيونيك تنتج موارد دعم الحياة البشرية باستخدام ثاني أكسيد الكربون وأشعة الشمس»، ويهدف المشروع إلى تحديد مواقع الهبوط البشري على سطح المريخ التي تدعم الاستعمار البشري المحتمل للكوكب، من خلال استغلال الموارد الطبيعية فيه.

تويتر