محمد بن راشد: ابن الإمارات قادر على معانقة الفضاء
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن «رؤية الإمارات للفضاء بدأت تكتمل عبر تصنيع مسبار المريخ، وإنجاز أول مجمع لتصنيع الأقمار الاصطناعية بالكامل وطنياً»، مؤكداً سموه أن «ابن الإمارات قادر على معانقة الفضاء».
نائب رئيس الدولة: «إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء يعد خطوة تاريخية تؤذن ببداية مرحلة جديدة». «رؤية الإمارات للفضاء بدأت تكتمل.. وسنهدي إنجازنا للأجيال القادمة لتبدأ أحلامهم دائماً من السماء». «رؤيتنا التي بدأناها منذ 12 عاماً لتطوير قطاع الفضاء الوطني بدأت تؤتي ثمارها». «الاتفاق خطوة جديدة تقطعها الإمارات في طريقها نحو تحقيق الأهداف الكبيرة». حمدان بن محمد: «الاتفاق يرسّخ موقع الإمارات كدولة رائدة في مجال الفضاء وعلومه». «أول رائد فضاء إماراتي يغادر إلى محطة الفضاء الدولية خلال عام على متن (سويوز إم إس)». دعم جهود البحث يحظى برنامج الإمارات لرواد الفضاء بدعم مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، الذراع التمويلية للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، ويُعد هذا الصندوق، الذي أطلق عام 2007، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، ويهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات بالدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية، وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي. |
وأوضح سموه أن «إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء يعد خطوة تاريخية، تؤذن ببداية مرحلة جديدة تكتمل فيها رؤية الإمارات للفضاء، وذلك استكمالاً للجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة استعداداً لتبوؤ مكانة متقدمة في هذا المضمار، خلال السنوات القليلة المقبلة، في إطار الرؤية الشاملة لمستقبل مسيرة التطوير والتنمية، وفق أرقى المعايير العالمية، وبما يلبي تطلعاتنا وطموحاتنا للمستقبل».
جاء ذلك بمناسبة توقيع الدولة، مُمثَّلةً بمركز محمد بن راشد للفضاء، ودولة روسيا الاتحادية، مُمثَّلةً بوكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، اتفاق تعاون لإرسال أول رائد فضاء إماراتي للمشاركة في الأبحاث العلمية، ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة «سويوز إم إس» الفضائية.
وقال سموه: «وقّعت دولة الإمارات، اتفاقية تاريخية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي، خلال الأشهر المقبلة لمحطة الفضاء الدولية.. ابن الإمارات قادر على معانقة الفضاء.. ورؤيتنا التي بدأناها منذ 12 عاماً لتطوير قطاع الفضاء الوطني بدأت تؤتي ثمارها».
ونوّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقيمة الاتفاق، وأثره في تعزيز الأهداف الاستراتيجية للدولة، بامتلاك منظومة متكاملة للعلوم والأبحاث، تسهم في دفع مسيرة التطوير قدماً، مدعومة بفكر وسواعد أبناء الإمارات، وما يقدمونه من إنجازات مهمة ضمن رؤية واضحة لأهدافنا للمستقبل، وقال سموه: «رؤية الإمارات للفضاء بدأت تكتمل عبر تصنيع مسبار المريخ، وإنجاز أول مجمع لتصنيع الأقمار الاصطناعية بالكامل وطنياً، وتدريب رواد فضاء إماراتيين، وامتلاك منظومة علمية وبحثية متكاملة.. سنحتفل في 2021 بخمسين عاماً على تأسيس دولتنا وسنهدي إنجازنا للأجيال المقبلة لتبدأ أحلامهم دائماً من السماء».
وأكد سموه أن الاتفاق يدعم أهداف «مئوية الإمارات 2071»، التي تركز في جانب كبير منها على علوم المستقبل وتطويرها في مجالات الابتكار والفضاء والهندسة والطب، وغيرها، واصفاً سموه الاتفاق بأنه يعد بمثابة خطوة جديدة تقطعها الإمارات في طريقها نحو تحقيق الأهداف الكبيرة، التي تنشدها في مجال اكتشاف الفضاء وتبلغ أوجها في عام 2117، بإقامة أول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ، سعياً لضمان البدائل التي تخدم مستقبل البشرية.
من جانبه، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، والمشرف العام على مشروعاته وخططه، أن هذا الاتفاق التاريخي بين الجانبين الإماراتي والروسي يأتي في سياق الاستراتيجية الطموحة للمركز، تحقيقاً لرؤية القيادة نحو ترسيخ موقع الإمارات كدولة رائدة في مجال الفضاء وعلومه واكتشافاته على مستوى العالم، وامتداداً للجهود التي يبذلها المركز بالتعاون مع أرقى المراكز والمؤسسات والمعاهد العلمية المتخصصة على مستوى العالم في مجال الفضاء، من أجل ضمان دور رائد لدولة الإمارات في مضماره.
وأوضح سموه أن أول رائد فضاء إماراتي سيغادر الأرض إلى المحطة الدولية للفضاء خلال عام واحد، وذلك بعد الانتهاء من اختيار المرشحين عبر «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، ضمن «البرنامج الوطني للفضاء»، من أجل ضمان انتقاء أفضل العناصر المؤهلة للقيام بهذه المهمة التاريخية، التي ستضيف إنجازاً نوعياً جديداً لدولة الإمارات في مجال صناعات المستقبل، متمنياً سموه التوفيق لجميع القائمين على البرنامج في مهمتهم الوطنية الكبيرة.
تم توقيع الاتفاق على هامش مؤتمر الأمم المتحدة، المعني باستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية (يونيسبيس +50 UNISPACE)، الذي استضافته العاصمة النمساوية فيينا خلال الفترة 18 -21 يونيو الجاري.
وقع الاتفاق مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني، ومدير برنامج رواد فضاء وكالة الفضاء الروسية، سيرجي كيركولوف، بحضور وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، ورئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري، ومدير عام وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، ديميتري روغوزين، ووفد رفيع المستوى من وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء.
وسوف يتم اختيار أربعة من بين 95 مرشحاً (75 شاباً و20 فتاة)، تراوح أعمارهم بين 23 و48 عاماً من جميع مناطق الدولة، الذين تمكنوا من التأهل للمرحلة المقبلة من «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» الهادف إلى تدريب وإعداد فريق إماراتي، لإرساله إلى الفضاء للقيام بمهمات علمية متعددة، ضمن «البرنامج الوطني للفضاء»، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أبريل 2017.
يُشار إلى أن محطة الفضاء الدولية تعد من أهم الابتكارات الحديثة، وهي بمثابة قمر اصطناعي ضخم صالح لحياة البشر فيه، وجرت فيها مئات التجارب العلمية والأبحاث التي مكنت العلماء ورواد الفضاء من الوصول إلى اكتشافات مذهلة، لم يكن الوصول إليها ممكناً على سطح الأرض.
وتدور المحطة في مدار أرضي منخفض ثابت بسرعة خمسة أميال في الثانية، ما يعني أنها تستغرق نحو 90 دقيقة فقط لاستكمال دورة كاملة حول الأرض، وتضم المحطة على متنها طاقماً دولياً يتألف من ستة رواد فضاء يقضون 35 ساعة أسبوعياً في إجراء أبحاث علمية متعمقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض، لتطوير المعرفة العلمية الإنسانية والتوصل إلى اكتشافات علمية لا يمكن التوصل إليها إلا في الفضاء.
وبدأت المحطة في استقبال أطقم رواد الفضاء منذ عام 2000، ووصل عدد رواد الفضاء الذين استضافتهم المحطة حتى الآن أكثر من 220 رائد فضاء، ينتمون إلى 17 دولة، وتمتد الألواح الشمسية التي تزود المحطة بالطاقة على مساحة واسعة تزيد على نصف مساحة ملعب كرة قدم، ما يجعلها ثاني أكبر جسم لامع في الفضاء بعد القمر.
علامة فارقة في قطاع الفضاء
قال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني: «تشكل الشراكة الاستراتيجية، مع وكالة الفضاء الروسية الرائدة عالمياً، نقلة نوعية وعلامة فارقة في قطاع الفضاء الوطني، وإنجازاً جديداً يضاف إلى سجل دولة الإمارات الحافل بالإنجازات على كل الصعد، وتم اختيار وكالة الفضاء الروسية نظراً لامتلاكها تاريخاً حاشداً بالإنجازات المتقدمة في مجال الفضاء، إذ من شأن الشراكات العالمية مع رواد قطاع الفضاء تطوير قطاع الفضاء الإماراتي القوي، وإعطاء دفعة نوعية في دعم السياسة والاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي وجّه بضرورة التأسيس لقطاع فضاء من طراز عالمي بطابع إماراتي، يمكنه المنافسة على المستوى العالمي بإطلاق وتنفيذ جملة من الخطط والاستراتيجيات والبرامج النوعية الداعمة للتنمية المستدامة وركيزتها الأساسية الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار والإبداع، واستشراف المستقبل».
إعداد جيل من الشباب الواعي
قال رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري، إن «الاتفاق مع وكالة الفضاء الروسية يأتي في إطار إعداد جيل من الشباب الواعي بالتحديات المستقبلية، التي يفرضها التطور التكنولوجي المتسارع، حيث أضحى استكشاف الفضاء والاستثمار فيه تحدياً جديداً، تخوضه دولتنا مدعومة بالرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، التي لا ترضى إلاّ بالرقم واحد في جميع المجالات».
وأضاف: «خطوة مهمة نقوم بها ضمن مشروع رواد الفضاء الإماراتي الأول من نوعه عربياً، تتمثل في اختيار وإعداد وتدريب أربعة رواد فضاء إماراتيين، وإرسالهم في مهمات فضائية مختلفة إلى محطة الفضاء الدولية ليكونوا سفراء الإمارات إلى الفضاء، حيث سيقوم هؤلاء الشباب بأبحاث علمية متطورة من شأنها خدمة البشرية، والإسهام في تطوير قطاع الفضاء الإماراتي».