رفعا استهلاك البترول لكل رحلة إلى 500 درهم
ارتفاع الحرارة وهروب الأسماك سببا عزوف صيادين عن الصيد
شهدت موانئ الصيد في إمارة رأس الخيمة عزوف صيادين مواطنين عن الصيد في مختلف مناطق رأس الخيمة، لارتفاع درجات الحرارة وهروب الأسماك لمسافات بعيدة عن السواحل، تزيد على 50 ميلاً، بحثاً عن المياه الباردة، الأمر الذي يرفع استهلاك الصيادين للبترول للوصول لمناطق الأسماك، ما يعرضهم لخسائر مالية، وارتفاع أسعار الأسماك.
1000 درهم، قيمة الأسماك التي يتم صيدها من قبل بعض الصيادين في كل رحلة بفصل الصيف، يذهب معظمها لتكاليف الرحلة. |
وقال صيادون، لـ«الإمارات اليوم»، إن عزوفهم عن الصيد، خلال ارتفاع درجات الحرارة، جاء لتقليل صرف البترول في رحلات الصيد، إذ إن كل رحلة صيد تكلفهم 500 درهم ذهاباً وإياباً مقابل 200 درهم لكل رحلة، خلال مواسم انخفاض درجات الحرارة.
وتفصيلاً.. أشار الدلال في سوق السمك برأس الخيمة، يوسف البخيت، إلى أن عزوف الصيادين في رأس الخيمة عن نزول البحر، سببه ارتفاع درجات الحرارة وهروب الأسماك للمناطق الباردة البعيدة عن السواحل، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الأسماك، لافتاً إلى أنه كلما انخفضت كمية الأسماك المعروضة ارتفعت الأسعار، إذ إن سوق السمك تعتمد على العرض والطلب.
فيما قال الصياد حسن إبراهيم، من سكان مدينة الرمس، إن موسم ارتفاع درجات الحرارة يعتبر من مواسم عزوف الصيادين عن البحر، نتيجة هروب الأسماك بعيداً عن السواحل باتجاه المناطق البعيدة والعميقة، بحثاً عن المناطق البادرة، فيضطر الصياد للذهاب في رحلات بعيدة، تصل إلى أكثر من 50 ميلاً، بحثاً عن الأسماك.
وأوضح أن ذهاب الصياد لمسافات بعيدة يكلفه أكثر من 500 درهم لكل رحلة صيد، بدلاً من 200 درهم في الأجواء الباردة، التي تبدأ من أكتوبر إلى مايو من كل عام، لافتاً إلى أن الصياد يتكبد خسائر مالية حال ذهابه للصيد في موسم ارتفاع درجات الحرارة، وبعودته من البحر دون صيد أسماك تكون خسارته مضاعفة، ويصبح متردداً في نزول البحر مرة أخرى.
وأضاف أنه يضطر للذهاب يومياً إلى البحر للصيد، كونه من الصيادين الممولين لسوق السمك في رأس الخيمة، ولا يمكنه الاستغناء عن مهنة الأجداد رغم تعرضه لخسائر مالية متتالية، نظراً لصيد كميات قليلة من الأسماك في موسم ارتفاع درجات الحرارة.
وأشار الصياد عمر كاسين إلى أن موسم الصيف يعتبر من أكثر المواسم ضرراً على الصيادين، إذ إنهم يضطرون لصرف مبالغ مالية كبيرة على البترول يومياً، في رحلات الذهاب والعودة من البحر، لافتاً إلى أن الصياد يصرف يومياً من 500 إلى 600 درهم، مقابل صيد كميات قليلة من الأسماك.
وأوضح أن الصياد كان يأتي بأسماك تقدر قيمتها بـ4000 درهم في كل رحلة صيد قبل ارتفاع درجات الحرارة، لكن في الوقت الحالي لا يتجاوز صيده 1000 درهم، ما يجعله يدفع معظم المبلغ للبترول، ومصاريف شراء الثلج وصيانة القراقير وأجور العمال.
وأضاف أن الصياد لا يفضل العمل بالبحر صيفاً، تجنباً لأي خسائر، لكنه في النهاية يضطر للذهاب للصيد لتأمين رزقه، مؤكداً أن السوق بحاجة للأسماك لتلبية طلبات المستهلكين.
وذكر الصياد عيسى الطنيجي أنه توقف عن الصيد قبل شهر رمضان الماضي، لتفادي تكبد أي خسائر مالية في موسم ارتفاع درجات الحرارة، لافتاً إلى أن قيمة الصيد يصرفها الصياد في شراء المياه والخبز والثلج، دون أي أرباح حقيقية.
وأوضح أنه خسر 40 ألف درهم في ثمن عدد كبير من القراقير في شهر فبراير الماضي، حيث توقف عن الصيد مع بداية تطبيق قرار حظر صيد أسماك الشعري والصافي، وفي شهر رمضان، ولارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف أن الصياد لا يحصل على أي دعم في صرف البترول، لذلك لا يغامر بالصيد في موسم ارتفاع درجات الحرارة، لتفادي أي خسائر إضافية، مشيراً إلى أنه سيعود للصيد في شهر أكتوبر المقبل، مع انخفاض درجات الحرارة، وعودة الأسماك إلى المناطق الساحلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news