«راوية» تدرس في باريس للوصول بأفلامها إلى العالمية
لم تكتفِ المواطنة راوية عبدالله (34 عاماً)، بترسيخ اسمها سينمائية إماراتية تُخرج الأفلام، وتشارك في المهرجانات، بل حرصت على تعزيز مهاراتها وخبراتها العملية بزيادة التحصيل والمعرفة، فالتحقت بالمدرسة العليا للسمعيات والبصريات والإخراج السينمائي في باريس، ببعثة دراسية من وزارة التربية والتعليم، حتى تصل بأفلامها إلى العالمية.
وتستعد راوية للعمل على «فيلم طويل يُعدّ أول تعاون إماراتي ـ فرنسي، فاز السيناريو الخاص به للكاتب البحريني فريد رمضان، بجائزة وزارة الداخلية في مهرجان دبي السينمائي لعام 2017، ويأتي الفيلم لتعزيز الحوار الثقافي الإماراتي ـ الفرنسي».
بدأ شغف راوية بالأفلام والسينما مبكّراً، فكثيراً ما راودها الحلم بأن تصبح مخرجة إماراتية تمثل دولتها في الخارج خير تمثيل، فكان أول أفلامها القصيرة خلال فترة دراستها لنيل شهادة بكالوريوس في الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات، لتسطّر أولى تجاربها، وتمضي قدماً نحو تحقيق الإنجازات، إذ حائزت على جائزة أفضل فيلم قصير بمهرجان الخليج السينمائي 2009، عن فيلم «غيمة أمل»، ولديها العديد من المشاركات في مهرجانات محلية وعربية، من خلال عملها في إخراج عدد من الأفلام القصيرة، منها «مكتوب» 2012، و«اللون المفقود» 2011، و«غيمة أمل» 2009، و«قبل أن أكبر» 2008، و«الحلو.. المر» 2007.
وتضيف راوية، التي تدرس لنيل شهادة الماجستير في الإخراج السينمائي: «أحلم منذ الصغر بأن أكون ضمن صفوف المخرجات الإماراتيات اللواتي يمثلن بلدهن في الداخل والخارج، ولايزال طموح الوصول إلى العالمية قائماً، فالأفلام التي أخرجتها منذ أن كنت طالبة جامعية، ما هي إلا البداية، والمشاركات والجائزة التي حصدتها، ما هي إلا شهادات تحفيز وتشجيع على التميّز أكثر فأكثر».
وتابعت: «جاء إصراري على الدراسة في الخارج لصقل موهبتي الإخراجية بحرفية أكبر، إذ إن الفرصة أمامي ستكون متاحة بشكلٍ أوسع للإلمام بالمدارس الأوروبية في صناعة السينما، وهذا ما وجدته في المدرسة التي أدرس فيها حالياً».
ولا تقف راوية، عند صعوبات الغربة، ولا تجعلها تقف حجر عثرة في طريقها، «فالهدف منها هو الحلم الذي أطمح إلى تحقيقه، واقعاً ملموساً بالنسبة إليّ، ومع مرور الوقت، وجدتُها من أجمل التجارب، ففيها كوّنت الكثير من الصداقات مع أفراد من مجتمعات مختلفة، مثل أميركا الجنوبية والصين واليابان، فضلاً عن كوريا الجنوبية، متعرفةً بذلك إلى عاداتهم وثقافاتهم المتنوّعة والمختلفة، وفي المقابل، حرصت بدوري على منحهم فرصة التعرف عن كثب إلى عادات وقيم وتقاليد المجتمع الإماراتي، الذي أحرص بشدة على تمثيله بصورة مناسبة».
ولعل أبرز إيجابيات الغربة، إلى جانب تكوين الصداقات، كما بيّنت راوية، «إتقاني اللغة الفرنسية، ففي البداية واجهت صعوبة الاندماج مع المجتمع الفرنسي بحكم اللغة، ولكن بعد إتقانها بدأت هذه الصعوبة تنحسر تدريجياً».