القرقاوي في محاضرة ألقاها بـ «مجلس محمد بن زايد»:
9 أنواع من قرارات محمد بن راشد غيّرت وجه الإمارات والمنطقة
أكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد بن عبدالله القرقاوي، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يمتلك تسعة أنواع من القرارات التي يتم اتخاذها، استطاع من خلالها تغيير وجه دبي ودولة الإمارات، بل والمنطقة بأسرها، مشدداً أن العامل المشترك بين قرارات سموّه كافة، يكمن في سقفها المرتفع.
وأوضح، خلال محاضرة ألقاها، أمس، في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن قرارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلقت واقعاً جديداً للشباب العرب كي يكونوا جزءاً من الحلم الإماراتي العربي، لافتاً إلى أن سموّه يؤمن بأن الدول من حقها أن تحلم، وأن تكون لديها طموحات ومشروعات ضخمة.
وتفصيلاً، نظم مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محاضرة لوزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد بن عبدالله القرقاوي، تحدث خلالها عن «علم اتخاذ القرار - نموذج محمد بن راشد»، بحضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، ورئيسة المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، بالإضافة إلى عدد من الشيوخ والوزراء والمسؤولين والسفراء.
وتناولت المحاضرة صناعة القرار كعلم ومنهج وآليات عمل، كما سلطت الضوء على تجربة وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في صنع القرار، من خلال استعراض مجموعة من أبرز القرارات التي شكلت مرحلة تاريخية وتنموية فارقة في الدولة.
وبدأ القرقاوي محاضرته بالإشارة إلى أن البشرية قامت بسبب قرار، والتاريخ يعد نتاجاً لقرارات، مستعرضاً مجموعة من القرارات التاريخية التي أسهمت في بناء دول وحضارات، أو كانت سبباً في انهيار أمم ومجتمعات.
وقال: «الدراسات العالمية أثبتت أن الإنسان يتخذ 35 ألف قرار يومياً، تبدأ جميعها من الدماغ الذي يتكون من 100 ألف خلية عصبية»، لافتاً إلى أن 90% من القرارات التي يتخذها الإنسان تكون مبنية على إحساسه الداخلي، ومعتبراً في الوقت ذاته أن أفضل القرارات تلك التي ترتبط بالعاطفة والإحساس.
وتوقف القرقاوي عند مجموعة من القرارات السياسية والمصيرية التي صنعها القادة، والتي مازال العالم يعيش تأثيراتها حتى اليوم، والتي من بينها قرار إقامة دولة الإمارات، حيث أكد أن القادة هم من يصنعون القرارات التي تصنع بدورها التاريخ.
وتناول المحاضر العديد من النظريات والمقاربات الفكرية حول آليات صناعة القرار، وأهمية القرارات المرتبطة بالحالتين النفسية والاجتماعية، والأخرى الإدارية، والمبنية على الحدس (الحاسة السادسة)، بالإضافة إلى القرارات العقلانية.
وسلّط القرقاوي الضوء على تسعة أنواع من القرارات التي اتخذها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واستطاع من خلالها تغيير وجه دبي ودولة الإمارات، بل والمنطقة بأسرها، مشدداً على أن العامل المشترك بين كل قرارات سموّه يكمن في سقفها المرتفع.
وقال: «هناك قرارات اتخذها سموّه وفقاً لقناعاته ومبادئه، منها إرساء مبدأ الأجواء المفتوحة في مطار دبي، ورفضه لعرض باحتكار المطار لمصلحة إحدى شركات الطيران العالمية التي كانت تستخدم 70% من تشغيلاته عام 1985، وهو رفض لإعلاء مبدأ التنافسية الذي تقوم عليه مؤسسات الدول، إذ أتبعه بقرار استئجار طائرتين من الخطوط الجوية الباكستانية، وتم طلاؤهما بألوان علم الدولة، ليصبحا نواة لـ«طيران الإمارات»، وهو قرار أعاد صناعة قطاع الطيران في العالم».
وأضاف: «الإمارات بات لديها أكبر مطار في العالم (مطار دبي) ولديها أكبر خطوط طيران في العالم خارج الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك لديها 113 شركة طيران تعمل داخل الدولة لأكثر من 300 وجهة عالمية، و108 ملايين مسافر عبر مطاراتنا، بالإضافة إلى أن حجم الاستثمار المتوقع في هذا القطاع بالدولة يتخطى تريليون درهم، ما يمثل 15% من الناتج المحلي».
وأشار إلى أن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يتخذ كذلك نوعاً من القرارات التي تسبق الزمن، منها قرار سمح لدبي بأن تدخل المستقبل قبل أي مدينة أخرى في المنطقة، حين وضع استراتيجية سياحية لدبي، فخلق قطاعاً يتمثل في السياحة بقلب الصحراء، وأصبحت الإمارات مقصداً سياحياً لـ21 مليون سائح، ولديها 143 ألف غرفة فندقية، فيما تدر العائدات السياحية على الدولة نحو 70 مليار درهم».
وتطرق القرقاوي خلال المحاضرة إلى النوع الثالث من قرارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأطلق عليه «القرارات الصادمة» التي تهدف، بحسب قوله، إلى تغيير مفاهيم أو قلبها أو إحداث تغيير في نمط تعود عليه الناس لمدة طويلة، خلال فترة قصيرة، مذكراً بقيام سموّه بإعلان نتائج أسوأ قطاعات العمل أداءً خلال حفل إطلاق برنامج تطوير الأداء الحكومي عام 1998.
وقال: «حينما فاجأنا سموّه بإعلان أسوأ القطاعات علناً، شعر الجميع بالصدمة التي كان لها بالغ الأثر في تطوير مستوى الأداء الحكومي بشكل عام، لدرجة أن القطاعات الأسوأ أداءً التي أعلنها سموّه باتت اليوم من الأفضل عالمياً».
وتحدث كذلك عن نوع رابع من القرارات يسمى «القرارات الاستشرافية»، التي من بينها قرار تأسيس مدينتَي دبي للإنترنت والإعلام، قائلاً: «هذا القرار جاء في وقت تتزايد الانتقادات لاستخدام الإنترنت، ورغم ذلك لم يلتفت سموّه لهذه الانتقادات، بل تم تنفيذ المشروع من دون تخصيص ميزانية له في ذلك الوقت، إذ قمنا بالحصول على قرض من أحد البنوك البريطانية بقيمة 200 مليون دولار، واستعنا بأثاث مستعمل وقديم، لكن في المحصلة أصبحت دولة الإمارات عاصمة الاقتصاد المعرفي في العالم العربي والمنطقة».
وأضاف: «هناك أيضاً نوع خاص من القرارات التي يتسم بها سموّه، وهو القرار الهادئ لإدارة الأزمة، ومنها قرار استمرار الحلم الإماراتي، ومضاعفة العمل خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، إذ تحدى العالم بأسره واحتفل بافتتاح برج خليفة ومطار آل مكتوم، في وقت كان الجميع مرتبكاً».
وأوضح أن النوع السادس من القرارات يسمى «قرارات لإرساء اتجاهات جديدة»، ومنها، بحسب الوزير، قرار سموّه تنفيذ مشروع مترو دبي، الذي تحدى به جميع من كانوا يرونه مستحيلاً وأشبه بـ«الفيل الأبيض»، فبات ينقل 600 ألف راكب يومياً، وقدّم خدماته لنحو مليار راكب حتى الآن، ويحقق فوائد تراكمية بقيمة 66 مليار درهم منذ انطلاق المشروع.
وتطرق القرقاوي كذلك إلى ما يسمى «القرارات خارج إطار المكان»، ومنها قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الخاص بتطوير الخطوط الملاحية التي تمتلكها الدولة، وهو القرار الذي كان نواة لتدشين موانئ دبي العالمية عام 2005، التي تدير اليوم أكثر من 78 ميناء حول العالم.
كما تحدث عما يسمى «قرارات الرقم واحد»، إذ أوضح أن هذا النوع من القرارات انتهجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فور توليه رئاسة مجلس الوزراء عام 2006، حين قرر وضع استراتيجية وبرامج أداء وتنافسية للجهات الحكومية جميعها، يهدف لأن تكون كل مؤسسة رقم واحد عالمياً.
واختتم القرقاوي محاضرته بالحديث عن النوع التاسع من قرارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يسمى «القرارات المرنة» التي تقوم على سرعة العمل والإنجاز، ومواكبة المتغيرات والتكيف مع الظروف المحيطة.
وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يؤمن بأن الدول من حقها أن تحلم، وأن تكون لديها طموحات ومشروعات ضخمة، وأن قرارات سموّه خلقت واقعاً جديداً للشباب العرب كي يكونوا جزءاً من الحلم الإماراتي العربي.
مسبار «الأمل»
قال وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، محمد بن عبدالله القرقاوي، إن القرار التاريخي الذي اتخذه قادة الإمارات بإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً في اليوم الذي رفع فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه، علم الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971، كان يصادف اليوم نفسه لوصول مسبار المريخ السوفييتي إلى كوكب المريخ، في مفارقة تاريخية تستحق التوقف، حيث ستحتفل الإمارات بالذكرى الـ50 لقيام الاتحاد عام 2021 بإطلاق مسبار «الأمل»، كأول مسبار عربي، إلى المريخ، لتنتقل الإمارات بذلك من دولة لم تكن تمتلك طرقاً إلى دولة لها أطول طريق نحو المريخ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news