إطلاق القمر توّج جهد 1825 يوماً من العمل
دموع وفرح وعناق.. مشاعر فـريـق «خليفة سات» لحظة النجاح
على الرغم من مرور أيام على إطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات» في اليابان، لايزال فريق مركز محمد بن راشد للفضاء يعيش حالة من الفرح العارم، والشعور بالزهو والفخر لولادة عهد إماراتي جديد، تلوح إشاراته القوية في الفضاء.
مع إطلاق القمر بنجاح نحو الفضاء.. تساقطت دموع الفرح، وتكررت قفزات وصرخات السعادة والتأثر، وتبادل أعضاء الفريق العناق.. مشاعر أبداها فريق العمل الإماراتي في اليابان ودبي، خلف عدسات الكاميرات بكواليس حفل الإطلاق.
بدت الكلمات مضطربة على شفاههم وهم يؤكدون أنهم يعيشون لحظة تاريخية، توجت فيها جهود خمس سنوات (1825 يوماً) بإطلاق القمر الاصطناعي «خليفة سات» بنجاح.
رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد المنصوري، الذي انهمرت دموعه فرحاً بإطلاق القمر، يقول: إنجاز «خليفة سات» مصدر فخر لكل إماراتي وعربي، لافتاً إلى أن «بناء القمر مر برحلة من العمل الدؤوب على مدار خمس سنوات، بدأت منذ عام 2013، وأثبت فيها الشباب الإماراتيون أنهم قادرون على إنجاز المهام الكبيرة».
ويروي مشاركون في حدث إطلاق القمر مشهداً عفوياً من مشاهد فرحة فريق «خليفة سات»، إذ لم يتمالك أعضاؤه أنفسهم من شدة فرحتهم بنجاح تجربتهم، فاتجهوا نحو مدير المشروع المهندس عامر الصايغ وحملوه؛ تعبيراً عن اعتزازهم به وسعادتهم بإنجازهم.
من جانبه، أكد الصايغ أن ثقة القيادة في قدرات الشباب وتوفيرها الفرصة والتمكين لطاقاتهم، كانا السر في النجاح الكبير الذي تحقق بإطلاق أول قمر اصطناعي شيدته أيادٍ إماراتية بنسبة 100%، لافتاً إلى أن متوسط أعمار المهندسين الذين أنجزوا المشروع لا يتجاوز 28 عاماً، ما يعزز فكرة أن الشباب العربي لديه قدرات هائلة علمية وتقنية يستطيعون بها تحقيق إنجازات كبيرة.
وأضاف الصايغ أن «خليفة سات» يسبح حالياً في مداره، ويتم التواصل معه من المحطة الأرضية في المركز في كل دورة له حول الأرض، موضحاً أن «القمر سيعمل على التقاط الصور الفضائية لمدة خمس سنوات، هي العمر الافتراضي لأي قمر اصطناعي، ومن المتوقع أن تزيد المدة بناء على التجارب السابقة لأقمارنا الاصطناعية السابقة، التي أثبتت كفاءة وجودة تقنياتها، ما أهلها للعمل مدة أطول من خمس سنوات».
ووصف فرحة الفريق عندما نجحت عملية إطلاق القمر بأنها فرحة تتويج جهود قيادة الدولة، وجهود المهندسين الذين أنجزوا المشروع، مضيفاً: «بناء الأقمار الاصطناعية يستغرق سنين، ويختصر جهد هذه الفترة الزمنية الطويلة في مدة تراوح بين 15 و20 دقيقة هي مدة إطلاق القمر، وشهدت هذه الفترة حالة من الترقب الشديد الممزوج بالأمل في النجاح».
وقال إن ما يميز القمر أنه سيلتقط صوراً أكثر دقة من الأقمار الاصطناعية السابقة، مشيراً إلى أن هذه الصور ستستخدم في كثير من الأبحاث والتقاير للمساعدة في التعرف إلى طبيعة الأرض والجيولوجيا والتغيرات التي تحدث على سطح الأرض.
وذكر أن العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة تستخدم صور القمر في دراسة التغيرات البيئية التي تحدث، وفي التخطيط العمراني وتطوير المدن، ومشاريع الطرق، ودراسة طبيعة التغير في الكثافة السكانية في مختلف المناطق، والتخطيط لتوزيع مناطق زراعية وصناعية وغيرها.
وقالت أحد أعضاء الفريق، المهندسة ريم المحيسني، إنها لا تستطيع التحدث من فرط سعادتها، بعد إنجاز عمل عظيم كانت هي واحدة من فريق بنائه، معتبرة أن لحظات إطلاق القمر تاريخية، ولا يمكن التعبير عنها بالكلمات.
- شباب الإمارات أثبتوا أنهم قادرون على إنجاز المهام الكبيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news