اختفاء نجم من سماء الإمارات فجر اليوم من سماء رأس الخيمة
نجح فريق من مركز الفلك الدولي اليوم برصد وتصوير ظاهرة فلكية نادرة شوهدت من مناطق في دولة الإمارات تتمثل باختفاء نجم لمدة 6 ثواني، وذلك بسبب بمرور كويكب اسمه "بريتوريا" (نسبة لعاصمة دولة جنوب أفريقيا) أمام أحد نجوم مجموعة نجمية اسمها "آلة السدس"، ويعتبر هذا الرصد من الأرصاد الفلكية الصعبة لعدة أسباب، منها خفوت لمعان النجم، فالنجم يلمع من القدر السادس والكويكب يلمع من القدر الخامس عشر، وهذه القيم تجعل من غير الممكن رؤية الظاهرة إلا من خلال أجهزة دقيقة ومن مكان مظلم نسبيا. ومن جهة أخرى لا يمكن رصد الظاهرة إلا من مناطق معينة وهي عبارة عن شريط ضيق لا يتجاوز عرضه 160 كيلومتر كان يعبر المنطقة الشمالية من دولة الإمارات، تحديدا شمال إمارة رأس الخيمة. وبعد دراسة مسار الاحتجاب، وجد الفريق أن أنسب مكان لرصد الظاهرة يقع شمال مدينة رأس الخيمة، وسبب اختيار هذا المكان أنه يقع قريبا جدا من منتصف مسار الاحتجاب.
هذا ويبلغ قطر الكويكب "بريتوريا" 161 كيلومتر فقط، وكان يقع وقت الاحتجاب على مسافة 600 مليون كيلومتر من الأرض، ولا يمكن رؤية الكويكب إلا من خلال أجهزة كبيرة نسبيا بسبب لمعانه الخافت جدا، في حين أن النجم يبعد عنا 145 سنة ضوئية، أي أن الضوء يحتاج إلى 145 سنة ليقطع المسافة بيننا وبين النجم! وبينت الحسابات الفلكية المسبقة أن الكويكب سيمر أمام النجم وسيبدأ الاحتجاب فجر يوم الخميس 08 نوفمبر في الساعة الرابعة فجرا و 54 دقيقة، وسيستمر الاحتجاب لمدة 6.6 ثانية فقط وذلك بالنسبة للراصد الواقع على خط منتصف الاحتجاب تماما، وخلال هذه الفترة يختفي النجم عن الأنظار بسبب مرور الكويكب الخافت أمامه. ووصل الفريق إلى موقع الرصد مع غروب الشمس، وتم حينها نصب وضبط الأجهزة، ومن ثم بدأ الفريق الرصد في الساعة الثالثة فجرا، وفور توجيه التلسكوب نحو النجم تمكن الفريق من رؤية النجم من خلال الأجهزة بوضوح، وبقي الفريق يراقب النجم حتى اختفى فعلا عن الأنظار في الساعة الرابعة فجرا و 54 دقيقة و16 ثانية، واستمر الاحتجاب لمدة خمس ثواني ونصف.
وتعتبر الاحتجابات الفلكية من الظواهر الفلكية التي تقدم معلومات قيمة للعلماء، فمن خلالها تمت العديد من الاكتشافات ومنها اكتشاف حلقات كوكب أورانوس ونبتون، وتحديد الأقطار الظاهرية لبعض النجوم، وتحديد شكل حواف القمر وتحديد شكل وأحجام بعض الكويكبات، وتحديد وتنقيح مدارات كواكب وكويكبات المجموعة الشمسية، ومن أهم الاكتشافات التي تمت من خلال رصد الاحتجابات هو اكتشاف أقمار لبعض الكويكبات. لذا يولي مركز الفلك الدولي أهمية كبرى لمثل هذه الظواهر، ويقوم بتزويد نتيجة أرصاده للجهات العالمية المعنية بهذه الأرصاد، ومنها منظمة توقيت الاحتجابات الفلكية في الولايات المتحدة.