شرطة دبي تحذّر من محتالين ينتحلون صفات مشاهير ومسؤولين
حجب 5000 حساب مشبوه على مواقع «التواصل» خلال عام
كشف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، العميد جمال سالم الجلاف، أن محتالين ينتحلون صفات شخصيات مهمة، من خلال حسابات وهمية على شبكات التواصل، بقصد الاحتيال على مواطنين ومقيمين في الدولة.
وقال إن شرطة دبي تلقت 697 شكوى ضد حسابات وهمية استخدمت هذا النوع من الاحتيال، وحجبتها بالتعاون مع الجهات المختصة، فيما حجبت هيئة تنظيم الاتصالات عبر نظام رصد ذكي أكثر من 5000 حساب مشبوه.
وتفصيلاً، أطلقت الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، بالتعاون مع إدارة التوعية الأمنية وهيئة تنظيم الاتصالات، أمس، حملة لتوعية أفراد المجتمع، تحت عنوان «احذر الحسابات الوهمية»، تحت رعاية القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، بهدف حماية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من خطر هؤلاء المحتالين.
وقال العميد جمال الجلاف، إن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية تعاملت مع 126 شكوى خلال العام الجاري، مقابل 133 شكوى خلال العام الماضي، و292 شكوى في عام 2016، فيما بلغ عددها 128 شكوى خلال عام 2015، لافتاً إلى أن الدوريات الإلكترونية، التابعة لشرطة دبي، رصدت غالبية الحسابات الوهمية على شبكات «تويتر» و«فيس بوك» و«إنستغرام».
وأضاف أن المحتالين ينتحلون صفة شخصيات مهمة في الدولة، ويحاولون إضفاء بعض الصدقية على تلك الحسابات، من خلال إضافة كثير من المسؤولين إلى تلك الحسابات، ونشر أخبار رسمية عن الدولة، حتى يكتسبوا ثقة المتابعين، ثم يتواصلون معهم عبر الرسائل ويطلبون منهم تبرعات لمصلحة شعوب بعينها أو لمشروعات خيرية، مع إغرائهم برد تلك التبرعات مضاعفة، ثم يستولون على النقود.
وأشار إلى أن شرطة دبي تبذل مع شركائها، هيئة تنظيم الاتصالات، ومركز دبي للأمن الإلكتروني، جهوداً كبيرة للحد من تلك الجرائم، لكن تظل الوقاية عاملاً مهماً في حماية أفراد المجتمع، مشدداً على ضرورة الانتباه جيداً إلى الأشخاص الذين يتواصلون معهم عبر شبكات التواصل، ويدركون أن من المستحيل أن يطلب مسؤول أو شخصية مهمة تبرعات أو أموالاً بهذه الطريقة.
وأوضح الجلاف أنه تبين من خلال تتبع المتورطين في تلك الممارسات أنهم من خارج الدولة، وتراوح أعمارهم بين 30 و35 عاماً، ويستغلون كرم سكان الإمارات، وجهل البعض، خصوصاً المستخدمين الجدد لشبكات التواصل، لهذه الأساليب الاحتيالية ويستدرجونهم بهذه الطريقة.
إلى ذلك أفاد مدير إدارة السياسات والبرامج في هيئة تنظيم الاتصالات، المهندس محمد الزرعوني، بأن الهيئة تستخدم نظام رصد ذكي، يتعقب تلك الحسابات ويغلقها خلال أقل من 24 ساعة، بالتنسيق مع مزودي الخدمات في شبكات التواصل، سواء «فيس بوك» أو «تويتر» وغيرهما، لافتاً إلى أن النظام حجب أكثر من 5000 حساب وهمي منذ إطلاقه خلال العام الماضي.
وأضاف أن هناك حقائق مهمة تستدعي إطلاق مثل هذه الحملات، منها أن دولة الإمارات تحتل مرتبة متقدمة في استخدام الإنترنت بواقع 92% من سكانها، فيما تبلغ نسبة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي من إجمالي رواد الإنترنت نحو 95%، ويبلغ متوسط عدد الساعات التي يقضيها رواد التواصل 2.56 ساعة، مقارنة بالمعدل العالمي 2.16 ساعة.
وأشار إلى أن قضاء مثل هذا الوقت على شبكة التواصل له جوانب إيجابية، تتمثل في تعزيز العلاقات الاجتماعية، لكن في المقابل يجعل المستخدم عرضة لكثير من الجرائم التي تقع عبر تلك الشبكات، ومنها الاحتيال المالي بأسماء مشاهير ومسؤولين.
استغلال الضحية
قال نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العقيد محمد أهلي، إن هناك قصصاً متنوعة يستخدمها المحتالون الذين ينتحلون صفات مشاهير ومسؤولين، وتدور جميعها في فلك واحد، هو استغلال الضحية مالياً، مثل إقناعه بأن هناك عائلة عربية تعيش خارج الدولة، وتحتاج إلى تبرعات لإعالة أطفالها، أو الادعاء بأنه تعرض لموقف طارئ أثناء وجوده في الخارج، ولا يستطيع التواصل مع أحد في الدولة حتى يرسل إليه نقوداً، فيثير حماسة الضحية لمساعدته على أمل الحصول على مكافأة مجزية.
شرطة دبي سجلت 126 شكوى خلال العام الجاري، وأطلقت حملة ضد الحسابات الوهمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news