والدته تقضي ساعات طويلة يومياً لتحفيظه
«منصور» يتحدّى «متلازمة داون».. ويتميّز في مسابقات حفظ القرآن
سرعته في الحركة وردود أفعاله غير المتوقعة ولغة جسده المندفعة، لا توحي لمن يراه بأنه طفل متميّز يحفظ أجزاء من القرآن الكريم، وفاز في عدد من المسابقات على مستوى الدولة.
الطفل منصور الريس، من أصحاب الهمم، ويسطّر - بخضوعه للعلاج في مركز دبي لتطوير نمو الطفل التابع لهيئة تنمية المجتمع في دبي - قصة نجاح تحسب له ولوالدته، التي تمكّنت من تغيير عادات وثقافة الأسرة وتطويعها للتعامل مع حالته، الأمر الذي مكّنه من الاستفادة من وجوده في المركز في وقت وجيز.
منصور الريس (سبع سنوات)، مصاب بمتلازمة داون، ومرجح أنه من الحالات النادرة جداً التي تتزاوج فيها المتلازمة مع طيف التوحّد، وفقاً لوالدته، التي أكدت لـ«الإمارات اليوم»، أن الكلفة المرتفعة جداً في علاج حالته في المراكز الخاصة، قد تكون معضلة كبرى في طريق استمراره في تلقي نوع العلاج المطلوب لحالته.
(أم منصور) أشارت إلى أنها عانت كثيراً قبل أن يلتحق منصور بمركز دبي لتطوير نمو الطفل، إذ لم تكن تعلم شيئاً عن استراتيجيات التعامل الصحيح مع طفلها، مؤكدة أنها
لاتزال حتى اليوم تبذل جهداً استثنائياً للسيطرة على سلوكه ومتابعته لحظياً، خوفاً عليه نتيجة عدم إدراكه لمصادر الأذى.
وعن تميزه في حفظ القرآن، قالت: «إنها لاحظت حبه الشديد للاستماع إلى القرآن وقدرته الكبيرة على الحفظ، الأمر الذي شجعها على الاهتمام بتنمية مهاراته في هذا الاتجاه، الذي يمكن أن ينشط ذاكرته ويعلمه الصبر ويزيد من قدرته على التركيز، ويمكن أيضاً أن ينعكس على سلوكه ليصبح أكثر هدوءاً».
وأوضحت أنها «كانت تقضي ساعات طويلة يومياً وهي تتلو عليه سور القرآن الكريم، بعد أن يستمع إليها على إذاعة القرآن الكريم»، مضيفة: «كان يستمع إلى تلاوة القرآن عبر الإذاعة بإنصات وارتياح، وحين يتوقف المقرئ، أو يتم خفض الصوت لأي سبب، كان يطلب الاستماع إليه مجدداً».
(أم منصور) لا تكل أبداً، وتتابع حالة طفلها بوعي وصبر وأمل، إذ أكدت الأخصائيات في هيئة تنمية المجتمع، أنها تبذل جهداً كبيراً لتجعل منه طفلاً متميزاً ومحبوباً، الأمر الذي تأكد بفوزه في مسابقات كبرى لحفظ القرآن، كما اتضح في حب زملائه له في المدرسة ورغبتهم في التواصل واللعب معه.
وكرّم مدير عام هيئة تنمية المجتمع، أحمد عبدالكريم جلفار، الطفل منصور، تقديراً لتميّزه وفوزه في مسابقات لحفظ القرآن الكريم على مستوى الدولة.
وقالت مشرفة وحدة الاستشارات الأسرية في إدارة أصحاب الهمم في الهيئة، هدى فهد جربوع، إن «منصور كان من أصعب الحالات التي خضعت للعلاج والتأهيل في الفترة التي التحق فيها بالمركز، الذي يستقبل الحالات من عمر الولادة حتى عمر السادسة».
وعزت السبب لعوامل عدة، منها أنه التحق بالمركز في سن الرابعة، بينما يختص المركز بعلاج الحالات ضمن خطط للتدخل المبكر.
وأفادت بأنه تم تنفيذ استراتيجيات وتقنيات التأهيل، التي خضع لها هو وأفراد أسرته المقربون، لضمان نجاح خطة العلاج.
- هيئة تنمية المجتمع في دبي كرّمت «منصور» لتميّزه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news