ابتكار إنساني يساعد الأطفال أصحاب الهمم
مواطن يمنح ابنه الاستقلالية بـ «كرسي ذكي»
ابتكر مواطن كرسياً ذكياً بمواصفات خاصة، لحل مشكلة طفله الذي يعاني إعاقة حركية منذ الولادة، بعدما فشل في العثور على كرسي يتناسب مع وزن وعمر طفله في الأسواق.
وقال المواطن بدر الأوغاني لـ«الإمارات اليوم»، إنه بحث عن كرسي متحرك يمكن لطفله استخدامه دون مساعدة، إلا أنه لم يوفق، ما حمله على التفكير في تصميم كرسي بمواصفات معينة ليتناسب مع إعاقة طفله «خالد» (ستة أعوام ونصف العام)، الذي لا يستطيع حمل نفسه بشكل مستقل، نتيجة ولادته بنقص في نمو الدماغ، أدى إلى إعاقته حركياً وإدراكياً.
«خالد» توأم لطفل آخر اسمه «عمر»، لا يعاني أية مشكلات صحية، إلا أن «خالد» تعرض لنزيف في الدماغ أثناء الولادة، الأمر الذي احتاج إلى إجراء تسع عمليات جراحية له، ما تسبب في عدم قدرته على المشي أو تحريك يده اليسرى، ولم يكن يستطيع الحركة إلا زحفاً أو حملاً من قبل أفراد الأسرة، حتى تمكن والده من ابتكار كرسي ذكي يدار بالـ«روموت كونترول» أو بمقود يحركه «خالد» بنفسه.
الأوغاني لديه ستة أبناء وبنات، غير التوأم «خالد» و«عمر» الذي يحب أخاه لدرجة أنه يحاول التصرف بشكل مماثل للطريقة التي يتصرف بها «خالد» حتى يشعره بالقرب منه.
ولم يكتف الأوغاني بابتكار الكرسي، بل صمم كرسي آخر يصلح للاستخدام الخارجي، يستخدمه خلال تجولهم في المراكز التجارية والأسواق، كما ابتكر الأب عربة صغيرة، جزءها العلوي يشبه صندوقاً من البلاستيك المقوى، وثبتها بمؤخرة دراجة يقودها «عمر»، ليجلس فيها «خالد» ويستمتع بصحبة أخيه بنزهة خارجية في حديقة المنزل.
وأكد الأوغاني أنه وجد أنواعاً مختلفة من الكراسي المتحركة، لكنه لم يعثر على كرسي صغير يناسب طفله، مضيفاً أنه حدد مقاسات معينة لتنفيذ كرسي خشبي، واستعان بنجار لتنفيذه، ومنجد لحشوه وتجهيزه لجلوس طفله عليه بشكل مريح.
وطالب الأوغاني بضرورة وجود جهة تعتمد التعديلات والمواصفات في أدوات وأجهزة أصحاب الهمم، لافتاً إلى أنه لا توجد جهة مختصة باعتماد التعديلات التي أدخلها على الكرسي ليتناسب مع حجم طفله ووزنه، كما طالب بضرورة وجود جهة تدعم تصنيع الكرسي وترويجه، ليستفيد منه الأطفال الذين لديهم الإعاقة نفسها.
وقال إنه يشعر بسعادة لابتكار كرسي يصلح لأي طفل آخر من أصحاب الهمم، خصوصاً أن كلفة الكرسي لا تتجاوز 1000 درهم، ما يجعله حلاً اقتصادياً للأسر ذات الدخل المحدود التي قد تواجه المشكلة نفسها.
وعبّر الأوغاني عن فرحته بارتياح طفله ورضاه الذي يظهر في تعبيرات وانفعالات وجهه وإيماءاته عندما يجلس على الكرسي الذي جعله يتحرك داخل المنزل، ويشعر بنوع من الاستقلالية.
وقال الأوغاني إن الأطفال أصحاب الهمم محرومون من كثير من الفرص وخبرات التعلم، لعدم استطاعتهم التنقل بشكل مستقل، لذا يشعر بسعادة لأنه ابتكر كرسياً لمساعدة هؤلاء الصغار في التفاعل مع العالم من حولهم.
وأفاد الأوغاني، الذي يعمل بدائرة حكومية في دبي، بأنه قرر تزويد الكرسي بمواصفات تقنية تمكّن «خالد» من التحرك داخل المنزل دون مساعدة أحد، وذلك بمجرد استخدام مقود يديره بيده اليمنى، متابعاً أن الكرسي يعمل ببطارية قابلة للشحن.
وفي سؤال عن مدى الأمان في انتقال الطفل بمفرده، أكد الأوغاني أن «خالد» يظهر حذراً في استخدام الكرسي، ويحافظ على مسافة مناسبة تبعده عن مواقع الاصطدام، لافتاً إلى أنه يمكن إضافة مجسات للكرسي، بحيث يتوقف تلقائياً عند وجود أي جسم أمامه.
ولفت إلى أن الأطفال أصحاب الهمم غالباً لا يعرفون الأنشطة الاجتماعية، والكراسي المتحركة تمنحهم فرصة أفضل في النمو اجتماعياً وعقلياً بشكل طبيعي، نتيجة تمكنهم من التفاعل والاحتكاك بمحيطهم.
مواصفات الكرسي
يتم تشغيل كرس «خالد» عن طريق محركين مربوطين بعجلة الدوران، متصلين بعصا التحكم، ما يمكِّن الطفل من الدوران في جميع الجهات، ويتم شحن المحركين ببطارية قابلة للشحن، وذلك من منفذ كهرباء عادي.
وتقدر سرعة الكرسي بـ1.5 كيلومتر/ ساعة، كما يمكن التحكم به عبر جهاز تحكم عن بعد، في حال كان الطفل لا يستطيع التحكم في استخدامه، ويستفيد من الكرسي الأطفال بعمر سنتين إلى ست سنوات، على ألا يزيد وزن الطفل على 16 كيلوغراماً.
وتبلغ قياسات أبعاد الكرسي 120 سم للارتفاع، و40 سم للعرض، فيما يبلغ عرض منطقة الجلوس 25 سم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news