محمد بن راشد: التسامح قيمة عالمية
اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشعار الرسمي لـ«عام التسامح»، لتستخدمه المؤسسات الحكومية والخاصة والإعلامية في جميع الحملات والمبادرات والبرامج التي تطلقها خلال «عام التسامح».
غصن من شجرة الغاف. من المصدر |
وقال سموه في تغريدة على حسابة الرسمي بهذه المناسبة: «التسامح قيمة عالمية، والغاف شجرتنا الوطنية الأصيلة، مصدر الحياة وعنوان الاستقرار في وسط الصحراء، كانت ظلالها الوارفة مركزاً لتجمع أجدادنا للتشاور في أمور حياتهم، وفي (عام التسامح) نتخذها شعاراً لنستظل جميعاً بظل التسامح والتعايش والتنوّع».
وأكدت اللجنة الوطنية العليا لـ«عام التسامح»، برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن اختيار شجرة الغاف لتكون مكوّناً رئيساً من شعار «عام التسامح»، نظراً لدلالاتها الكبيرة، باعتبارها من الأشجار الوطنية الأصيلة في الدولة، وتعد رمزاً للصمود والتعايش في الصحراء، وتمثل الغاف قيمة ثقافية كبيرة في دولة الإمارات، وتقترن بهوية الإمارات وتراثها، فقد أولى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، شجرة الغاف أهمية بالغة، وأصدر قوانين وتعليمات بمنع قطع شجرة الغاف في جميع أنحاء الدولة.
وقالت اللجنة في تصريح لها بهذه المناسبة: «لقد مارس أجدادنا سلوكهم المجتمعي تحت أشجار الغاف، وكانت ظلالها الوارفة مركزاً للتجمع والتنوع، وحرصت القبائل على الاجتماع تحت ظلالها للتشاور في أمور حياتهم، كما أن عدداً من حكام الإمارات اتخذ من أشجار الغاف مجلساً لاستقبال مواطنيهم، والاستماع إلى مطالبهم بشكل مباشر».
وأكدت اللجنة أن شجرة الغاف عنوان الاستقرار والسلام في الصحراء، باعتبارها إحدى مصادر الغذاء الأساسية، وتمتلك القدرة على التعايش والتأقلم مع البيئة الصحراوية، ونستهدف خلال هذا العام ترسيخها شعاراً عالمياً للتسامح، مضيفة أن الغاف تجمعنا مع العديد من دول العالم التي تزرع شجرة الغاف، خصوصاً في بعض دول الشرق الأوسط، وإفريقيا، ووسط آسيا، والأميركيتين، مع اختلاف المسميات.
وأشارت اللجنة إلى أن زخم التفاعل المجتمعي مع إطلاق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «عام التسامح»، سيسهم في تحقيق محاور «عام التسامح» السبعة، الرامية إلى إرساء قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب، متمنية أن يشهد «عام التسامح» مبادرات نوعية، ونجاحاً استثنائياً.
وأضافت اللجنة: «تعمل اللجنة الوطنية العليا للتسامح على وضع السياسات والتشريعات التي تضمن استدامة التسامح قيمة مجتمعية، ومنهاج عمل في الإمارات، مستلهمين إرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي أرسى دعائم وطن الخير والتسامح والعطاء الإنساني».
«شجرة الغاف» صديقة الإماراتي منذ القدم
اكتسبت شجرة الغاف ودّ الإنسان الإماراتي منذ القدم، فارتبط واعتنى بها كثيراً، لأهميتها البالغة، لذا أصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، توجيهاً تم تعميمه على كل إمارات الدولة، بمنع قطع أشجار الغاف، وبلغت غرامة قطع الشجرة الواحدة منها 50 ألف درهم، إذا وصل عمرها إلى 60 عاماً.
وجاء اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شجرة الغاف شعاراً رسمياً لـ«عام التسامح»، معبراً عن الارتباط الوثيق بين تلك الشجرة الوطنية وقيمة التسامح، فهي دائمة الخضرة، لا تجف، كالمتسامح الذي لا يتوقف عطاؤه للمجتمع من حوله، في كل الظروف والأحوال.
وتوجد شجرة الغاف في الشمال الشرقي من أبوظبي، وتمتد شمالاً إلى دبي وكل إمارات الدولة، وتوجد في كل الجزيرة العربية، وتوصف بأنها من أشجار الظليل، التي يستظل بها الإنسان من الشمس، وقد يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، وتمتد عروقها في عمق الأرض، ولها عروق أخرى تسير بشكل أفقي تحت سطح التراب.
ووفقاً لتقرير أصدرته بلدية أم القيوين، فإن الغاف من نباتات الأقاليم الجافة، وتنمو في ظروف البيئة الصحراوية، كتلك السائدة في شبه الجزيرة العربية، وهي شجرة تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، والجفاف الشديد، إضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة في التربة والمياه.
وأشار التقرير إلى أن أشجار الغاف تمتاز بسهولة تكاثرها، وسرعة نموها، وتعمقها في الأرض إلى مسافة تصل إلى 50 متراً، ما يبقيها دائمة الخضرة طوال العام.
ويختلف اسم شجرة الغاف حسب مراحل عمرها، ففي الصغر تسمى «الحضيب»، ثم إذا استوت واشتد عودها تسمى «عوداً»، ولهذا سميت مناطق أحياء شهيرة في دبي بذلك، كعود ميثاء، وعود المطينة.
وتشكل شجرة الغاف ثروة خشبية مهمة، حيث يتحمل خشبها الظروف الطبيعية المحيطة به، فلا يتأثر بالحشرات والديدان والأرضة، كما لا يصاب بالأمراض التي تؤثر في سلامة أخشاب الأشجار الأخرى، ويستخدم خشبها في صناعة الأثاث، كما يستفاد من أحطابها في توليد الطاقة الكبيرة، كتلك التي استعملت من قبل في تسيير قطارات البخار.
وتستخدم أزهار شجرة الغاف في إنتاج عسل النحل الجيد، فضلاً عن الاستفادة منها في الأبحاث الطبية والصيدلية، فيما تستخدم تلك الأشجار أحياناً في رصف الطرق لمتانتها، وعدم تآكلها لفترات زمنية، كما تتم زراعتها في الطرق والمتنزهات العامة، لظلالها الوارفة الباردة صيفاً.
ويمكن للحيوانات التي تتغذى على أوراق أشجار الغاف العيش عليها فترات طويلة، لاحتوائها على كمية مرتفعة من البروتين والسكر. محمد عبدالعاطي- دبي