125 ألف درهم لتعليم طفل من أصحاب الهمم سنوياً
كشف استطلاع أجرته «الإمارات اليوم» على حسابها في منصة التواصل الاجتماعي «توتير»، تناول التحديات التي تواجه ذوي أصحاب الهمم، أن 39% من ذوي أصحاب همم يجدوا صعوبة في التوفيق بين ساعات العمل الوظيفي والوقت المطلوب لرعاية أطفالهم من أصحاب الهمم، ما يمثل التحدي الأكبر ضمن مجموعة المعوقات التي تواجههم والتي تضم أيضاً كلفة العلاج ودمجهم بالنظام التعليمي، كما مثلت كلفة العلاج المرتفعة أكبر التحديات بالنسبة لـ30% منهم.
فيما رأى 31% منهم أن وجود مركز متخصص قادر على علاج حالتهم يُعد من أكبر التحديات التي تعوق جهودهم المبذولة لرعايتهم.
وأُجري الاستطلاع في أعقاب إعلان المجلس الوطني الاتحادي الشهر الجاري عن نتائج تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية، والذي كشف عن مقترح بشأن تقليل ساعات عمل أولياء أمور الأطفال من أصحاب الهمم، ومنحهم حق الاستئذان من العمل لمرافقة أبنائهم.
وأظهر الاستطلاع أن نحو 46% من المشاركين ينفقون على علاج طفل من أصحاب الهمم بين 70 و120 ألف درهم سنوياً، فيما يتلقّى 34% منهم مساعدات مالية من الجمعيات الخيرية للتمكن من علاج أبنائهم.
وفي الإجابة عن سؤال حول مدى استفادة أطفالهم من أصحاب الهمم من برامج التعليم المدرسي، قال 17% من المشاركين في الاستطلاع، إنه لم يتم قبول الطفل في أي مدرسة، فيما رأى 58% منهم أن الطفل يستفيد بدرجة محدودة من برامج الدمج في مدارس التعليم النظامي، مقابل تأكيد 25% منهم عدم استفادة الطفل من برامج الدمج التعليمي في المدارس.
وكان تقرير لجنة «الوطني» كشف عن تحمل أولياء أمور أصحاب الهمم أعباء توفير «معلم الظل» لأبنائهم الذين يتم دمجهم في المدارس، كما أظهر وجود نقص في عدد المراكز الحكومية لرعاية وتأهيل وتدريب أصحاب الهمم، البالغ عددها سبعة مراكز، وعدم كفاية مبلغ الضمان الاجتماعي المخصص لأصحاب الهمم، مشيراً إلى أن قيمة الضمان الاجتماعي لأصحاب الهمم تبلغ 37 مليوناً و418 ألفاً و414 درهماً شهرياً، يستفيد منها 6852 مستفيداً.
من جهته، قال لـ«الإمارات اليوم» بدر الأوغاني، والد طفل في السادسة من عمره يعاني خللاً في الوظائف الحركية والإدراكية منذ الولادة، إن «جهات العمل غير متعاونة وإن تقدير ظرف الموظف يعتمد على مزاج المسؤولين في تلك الجهات». وأكد أن مرافقة طفله للعلاج الطبيعي أو المواعيد الطبية مع الأطباء تضطره لأخذ إجازة دورية من رصيد إجازاته السنوية، وذلك لأن مواعيد العلاج الطبيعي في المستشفيات الحكومية تكون في الفترة الصباحية فقط ولا توجد مواعيد في الفترة المسائية، وقال إنه يعاني عدم توفر الوقت الكافي للتوفيق بين العمل ورعاية ابنه.
أمّا عن تكاليف العلاج فقال الأوغاني، إن الأجهزة الطبية والمعدات المتطورة متوافرة في المراكز الحكومية مع إمكانية توفير المزيد، مضيفاً أن المشكلة تكمن في لائحة الانتظار الطويلة نتيجة كثرة الطلب على المواعيد. وتابع أن المراكز الخاصة لا تقدم حلاً في المقابل لأن تكاليف العلاج فيها باهظة، حيث لا يستطيع الشخص الذي ليس لديه تأمين صحي دفعها، إذ تبلغ كُلفة الجلسة الواحدة التي لا تزيد مدتها على 35 دقيقة ما بين 500 و750 درهماً تقريباً.
واقترح الأوغاني أن يتم توفير المواعيد في الفترة المسائية في المراكز الحكومية، وأن تسن قوانين خاصة للأسرة التي لديها أبناء من أصحاب الهمم تسمح لهم بالتقاعد المبكر، وكذلك أن تصرف مكافأة للأم التي تفرغت لمتابعة علاج ابنها من أصحاب الهمم، بالإضافة إلى توفير امتيازات تتضمن توفير ممرضة أو مساعدة منزلية مجاناً، لافتاً إلى أن بعض دول مجلس التعاون الخليجي توفر هذا النوع من الامتيازات لذوي أصحاب الهمم.
من جهتها، قالت أم منصور الريس، والدة طفل من أصحاب الهمم، إن برنامج الدراسة الذي حدّدته المدرسة لطفلها لا تتجاوز مدته ثلاث ساعات يومياً وذلك لأن معلمة الظل مشتركة بينه وبين طفل آخر، في وقت تتقاضى فيه رسوم الدراسة بشكل كامل دون تخفيض. ويعاني منصور البالغ من العمر سبع سنوات «متلازمة داون»، وأعراضاً أخرى تشير إلى احتمال أن يكون لديه أحد أطياف التوحد، وأكدت والدته، التي فضلت عدم نشر اسمها، أن تكاليف التعليم مرتفعة جداً، إذ يبلغ القسط السنوي للمدرسة 35 ألف درهم، وذلك بالإضافة إلى الرسوم المدفوعة لمعلمة الظل التي تقدر بـ90 ألف درهم سنوياً. وتابعت أن تكاليف المدرسة ومعلمة الظل تُضاف إلى جلسات العلاج التي يحتاج إليها منصور، والتي يبلغ عددها جلستين أسبوعياً، وتتجاوز كلفتها 200 ألف درهم سنوياً.
وعن مدى استفادته من البرنامج الدراسي في المدرسة، أكدت أم منصور أنها لا تلمس أي تقدم في أدائه الدراسي، حيث لا يتجاوب معها في المنزل في كتابة أي من واجباته المدرسية أو تسميع أي معلومات تعلمها أثناء وجوده في المدرسة.
ذوو أصحاب همم:
«تقدير ظروفنا يعتمد على مزاج المسؤولين في تلك الجهات.. وجهات العمل غير متعاونة».
«مرافقة أطفالنا للمواعيد الطبية يضطرنا إلى أخذ إجازة دورية من رصيد إجازاتنا السنوية».
90
ألف درهم رسوم معلمة الظل تُضاف إليها 200 ألف كُلفة جلسات العلاج سنوياً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news