حمدان بن محمد: الإمارات تجني اليوم ثمار ما زرعه زايد لاستكشاف الفضاء
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، أن الإمارات تجني اليوم ثمار ما زرعه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لاستكشاف الفضاء.
وقال سموّه، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «قبل أكثر من 4 عقود، زرع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الطموح في أبناء الوطن لاستكشاف الفضاء.. الآن وبحمد الله لدينا برنامج فضاء طموح وبشهادات عالمية، فنحن نصنع الأقمار الصناعية بسواعد وعقول أبناء الإمارات، ونعمل على مشروع (مسبار الأمل) إلى كوكب المريخ».
وأضاف سموّه: «اليوم نجني ثمار طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتوجيهات ومتابعة قيادتنا الرشيدة مع إعلان مركز محمد بن راشد للفضاء إرسال أول رائد فضاء إماراتي في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية بتاريخ 25 سبتمبر 2019».
وحدّد مركز محمد بن راشد للفضاء شهر مايو المقبل للإعلان عن اسم رائد الفضاء المشارك في الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية، التي ستنطلق في شهر سبتمبر، والتي تعتبر الأولى لرائد فضاء عربي إلى المحطة، من بين أول رائدي فضاء إماراتيين، هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، فيما سيكون الثاني احتياطياً حتى تنطلق الرحلة، حسب معايير ستحدد من سيشارك منهما ومن الاحتياطي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي نظمه المركز، أمس بدبي، وشارك فيه مدير عام المركز، يوسف حمد الشيباني، ومساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في المركز مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، سالم المري، وأول رائدي فضاء إماراتيين هزاع علي المنصوري وسلطان سيف النيادي، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في عام 2017، بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة.
وأفاد الشيباني بأن أحد رائدي الفضاء سينطلق يوم 25 من سبتمبر المقبل إلى محطة الفضاء الدولية، التي تعتبر بمثابة قمر اصطناعي كبير الحجم صالح لحياة البشر فيه، وجرت فيها مئات التجارب العلمية والتقنية والأبحاث التي مكّنت العلماء ورواد الفضاء من التوصل إلى اكتشافات مذهلة، لم يكن الوصول إليها ممكناً على سطح الأرض، لافتاً إلى أن رائد الفضاء الإماراتي سيكون ضمن بعثة فضاء روسية، على متن المركبة «سويوز إم إس 15» ليقضي ثمانية أيام على متن المحطة، وسيكون رائد الفضاء الثاني بديلاً له، وسيواصل التدريبات للقيام بمهام أخرى في المستقبل.
من جهته، أوضح المري أن موعد الرحلة كان قد أُرجئ من أبريل إلى سبتمبر هذا العام، بسبب الحادث الذي تعرضت له مركبة «سويوز إم إس 10» في أكتوبر الماضي، وقال: «تأتي سلامة رواد الفضاء على رأس أولوياتنا، لذا تم تأجيل موعد الرحلة إلى 25 سبتمبر».
ولفت إلى أن هزاع وسلطان تم اختيارهما من بين 4022 مرشحاً تقدموا للالتحاق ببرنامج الإمارات لرواد الفضاء، بعد سلسلة طويلة من الاختبارات الطبية والنفسية المتقدمة.
وقال هزاع المنصوري إن «أهم ما حققناه من هذا التدريب هو تعزيز ثقتنا بقدرتنا على التكيف والتأقلم مع الأجواء الصعبة بطريقة صحيحة، والتدريب كان محاكاة لواقع الهبوط الاضطراري بنسبة 100%، ما جعلنا نشعر بأنه حقيقي لدرجة كبيرة».
وأشار إلى أن اللحظة التي أُخطر فيها بأنه أحد أول رائدي فضاء إماراتيين، في 29 من أغسطس الماضي، شعر بفخر واعتزاز، لأنه سيحقق حُلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي استحضره من صورته، حين استقبل عدداً من رواد الفضاء من وكالة ناسا الأميركية.
من جهته، قال سلطان النيادي إن «أصعب لحظة مرت علي منذ الدعوة للمشاركة في برنامج رواد الفضاء، هي اتخاذ القرار بالتخلي عن وظيفتي للمشاركة في البرنامج».
وأكد النيادي أنه عندما تلقى اتصالاً حول اختياره ضمن رائدي الفضاء الإماراتيين، غمرته مشاعر السعادة والشعور بالمسؤولية.
5 مهام لـ«الإمارات لرواد الفضاء»
حدّد مركز محمد بن راشد للفضاء خمس مهام لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، هي تقديم جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية، وتجارب رصد وتصوير كوكب الأرض والتفاعل مع المحطات الأرضية، وإجراء أبحاث علمية مختلفة حول تأثير انعدام الجاذبية، ودراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، والتواصل مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لإجراء أبحاث علمية.
إمكانية تدريب رواد الفضاء في الدولة مستقبلاً
أفاد مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في المركز مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، سالم المري، في رده على سؤال لـ«الإمارات اليوم»، حول إمكانية تدريب رواد الفضاء بالإمارات، بأن «(البرنامج الوطني للفضاء) يقوم على التدرج، إذ بدأنا بمرحلة تعلم بناء الأقمار الاصطناعية في (دبي سات1)، ثم شارك مهندسونا في بناء (دبي سات2)، واستطاعوا بناء القمر الاصطناعي (خليفة سات) بأيادٍ إماراتية».
وأضاف: «المركز يسعى إلى أن يكون التدريب لرواد الفضاء مستقبلاً داخل الدولة». وعن الاستفادة من رائد الفضاء الاحتياط، أوضح المري أن برنامج «رواد الفضاء» الإماراتي مستدام، وعملية اختيار رواد الفضاء مستقبلاً تحتاج إلى خبراء خاضوا التجربة، ولذلك سيسهم رائد الفضاء الاحتياط في اختيار رواد الفضاء وتدريبهم.