«الأخوّة الإنسانية»: الجميع إخوة في الإيمان
تنص «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي تم التوقيع عليها في ختام اللقاء الذي جمع بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في مقدمتها، على أن الإيمان يحمل المؤمن على أن يرى في الآخر أخاً له، عليه أن يؤازره ويحبّه.
وتؤكد أنه انطلاقاً من الإيمان بالله الذي خلق الناس جميعاً وخلق الكون والخلائق، وساوى بينهم برحمته، فإن المؤمن مدعوّ للتعبير عن هذه الأخوة الإنسانية بالاعتناء بالخليقة وبالكون كله، وبتقديم العون لكل إنسان، لاسيما الضعفاء منهم والأشخاص الأكثر حاجة وعوزاً.
وتشير إلى أنه انطلاقاً من هذا المعنى المتسامي، وفي لقاءات عدة سادها جو مفعم بالأخوة والصداقة، تشاركنا الحديث عن أفراح العالم المعاصر وأحزانه وأزماته، سواء على مستوى التقدم العلمي والتقني، والإنجازات العلاجية، والعصر الرقمي، ووسائل الإعلام الحديثة، أو على مستوى الفقر والحروب، والآلام التي يعانيها العديد من إخوتنا وأخواتنا في مناطق مختلفة من العالم، نتيجة سباق التسلح، والظلم الاجتماعي، والفساد، وعدم المساواة، والتدهور الأخلاقي، والإرهاب، والعنصرية والتطرف، وغيرها من الأسباب الأخرى.
وتشير الوثيقة إلى أنه من خلال هذه المحادثات الأخوية الصادقة التي دارت بيننا، وفي لقاء يملؤه الأمل في غد مشرق لكل بني الإنسان، ولدت فكرة «وثيقة الأخوة الإنسانية»، وجرى العمل عليها بإخلاص وجدية؛ لتكون إعلاناً مشتركاً عن نوايا صالحة وصادقة، من أجل دعوة كل من يحملون في قلوبهم إيماناً بالله، وإيماناً بالأخوة الإنسانية أن يتوحدوا، ويعملوا معاً من أجل أن تصبح هذه الوثيقة دليلاً للأجيال القادمة، يأخذهم إلى ثقافة الاحترام المتبادل، في جو من إدراك النعمة الإلهية الكبرى التي جعلت من الخلق جميعاً إخوة.