حاكم الشارقة: خريجو الجامعات المتخصصة في الدولة يستطيعون تلبية متطلبات سوق العمل
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي طرح البنى التحتية والتشريعات الملائمة والخدمات والمبادرات الاستراتيجية، التي تخدم الدوائر الحكومية وتطورها، مشيراً إلى أن معظم موظفي الحكومة من خريجي الجامعات المتخصصة، ويستطيعون تلبية متطلبات سوق العمل.
وقال سموه خلال كلمته الافتتاحية، التي ألقاها في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي: «الموظف في الحكومة أصبح كالبطة العرجاء، مرة يستخدم النظام الجديد، ومرة يرجع إلى القديم لعدم معرفته بالوسيلة المناسبة لإقناع الآخرين»، لافتاً إلى أن المجتمع مطالب بمعرفة الوسائل اللازمة لاستعمال النظم والطرق الحديثة، إذ إن مجتمع دولة الإمارات هو مجتمع شاب، ومعظم المواطنين خريجو جامعات، والعدد يزداد، والبركة في كبار السن.
وتساءل سموه: «هل هؤلاء الموظفون يستطيعون قيادة المؤسسات، إذ إن التغيير نحو النظم الحديثة يحتاج إلى القيادة، فهل نأتي بها من خارج المؤسسة لإدارة العملية»، مشيراً إلى تجربة «كهرباء ومياه الشارقة»، التي تم تطبيق هذه النظم عليها، وتم التغيير من الخارج في القيادة، وكان التطور في الداخل من القاعدة إلى أعلى.
وأفاد سموه بأن السنة الماضية استعملت هيئة كهرباء ومياه الشارقة النظم الحديثة، من حيث البنية التحتية وتطبيق المبادرات والخطط الاستراتيجية، وتقديم أفضل الخدمات وسنّ التشريعات الملائمة بنسبة 100%.
بدوره، أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن الاتصال الحكومي أصبح معياراً مهماً في العمل الحكومي، إذ إن هذا المعيار يشجع الشارقة على البحث عن كل جديد، واستضافة خبرات عالمية للاستفادة من خبراتهم الثرية.
وتابع: «أقف أمامكم للحديث عن بُعد جديد ومهم في هذا المجال، وهو الإنسان، فنحن بدون إنسان متحفز للتغيير وقادر على تطوير عصره، لن تنفعنا كل الخطط التنموية لتطوير حياته وتأمين مستقبله».
وأوضح أن تغيير السلوك في الاتصال الحكومي يكمن في فهم الإنسان وكيفية تشكّل عقليته، وتوعية الإنسان بالخيارات السلوكية، وتحفيز الإنسان ودفعه لتبني السلوك الإيجابي الذي يصبّ في مصلحته ومصلحة مجتمعه.
وأشار إلى أنه لاشك في أن الاستثمار في الإنسان الناجح المتقدم، هدف تسعى إليه كل الحكومات، إذ إن الإمارات، وفي الشارقة، محظوظون لأن قيادتها تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها.
من جانبه، قال الإعلامي، لاري كينغ، عبر تسجيل صوتي بث في المنتدى، إن منظومة الاتصال الحكومي يجب أن تكون قناة باتجاهين: الاتجاه الأول هو الحكومة، والاتجاه الثاني هو الإنسان الفرد.
وأضاف أن الأخبار الزائفة هي المرض المزمن لمنصات التواصل الاجتماعي، وينبغي التوصل إلى آليات واضحة تحول دون رواج تلك الأخبار، لافتاً إلى أنه اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بات الإنسان أكثر قدرة على خلق تأثير في محيطه، وربما ما هو أبعد من محيطه، الأمر الذي يجعل من الأهمية بمكان قيام الحكومات بتحفيز الأفراد.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت منصات حقيقية لصناعة التواصل مع الآخر، وعلى الحكومات أن تعي أهمية هذه المنصات في خلق الرأي العام العالمي.
وقدم صانع الأفلام والناشط في القضايا الاجتماعية، ريتشارد ويليامز، جلسة أكد فيها أن على الأفراد ألا يتنافوا مع الذكاء الاصطناعي، بل يكونوا مكملين له حتى لا يضيع الوقت، مبيناً بأن «غوغل» تؤكد أن نظام التعليم اختلف مع معطيات التكنولوجيا الحديثة، فالدرجات لا تهم في عملية التوظيف التي يقوم بها.
وأضاف أنه لابد من تحفيز الشغف لدى الأطفال لإعدادهم للمستقبلٍ الذي يتشكل الآن، إذ باتت تتبلور فصوله بين صفحات الـ«آي باد» والأجهزة الذكية وليس الكتب فقط، مشيراً إلى أن التعليم هو الأداة الأكثر أهمية من وجهة نظره في بلورة مستقبل البشر، ولابد من أخذه بعين الاعتبار في بناء أي منظومة اتصال حكومي ناجحة.
فيما استعرض عدد من الخبراء مشاركي جلسة حملت عنوان «السلوك البشري: بُعد جديد لاتصال التغيير»، حملات تغيير السلوك، القائمة على أسس علم النفس والاجتماع، حيث تناولت الجلسة أربعة محاور تتعلق بترسيخ ثقافة تغيير السلوك في مفهوم الاتصال الحكومي، وخطوات تصميم وتنفيذ حملات تغيير السلوك، ودور التكنولوجيا في هذه الحملات، ومَن الحكومات الأكثر نجاحاً في مجال تغيير السلوك عبر الاتصال الحكومي.
واتفق كل من المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في معهد «مصدر»، الدكتورة لمياء نواف فواز، والكاتب والمتحدث الدولي المختص بتأثير التكنولوجيا الحديثة في الأعمال والتعليم والثقافة والمجتمع في القرن الـ21، أندرو كين، ومدير الحملة الإعلامية والتسويقية والسياسية للرئيس باراك أوباما، روجر فيسك، في أن كل مبادرة حكومية تنموية من المفروض أن تكون مشروع تغيير لتحقيق مصلحة الإنسان.
وأشاروا إلى أن تحقيق هذا التغيير يتطلب الإجابة عن أسئلة عدة، منها معرفة مدى وجود الرغبة في التغيير لدى الفرد في المجتمع، وهل يسمح له وضعه الجسدي والنفسي والمادي بالتفكير في التطوير.
سلطان بن أحمد القاسمي: الاتصال الحكومي أصبح معياراً مهماً في العمل الحكومي.
لاري كينغ: الأخبار الزائفة هي المرض المزمن لمنصات التواصل الاجتماعي.
ريتشارد ويليامز: التعليم الأداة الأكثر أهمية في بلورة مستقبل البشر.
«منصة باحثون»
أطلق المركز الدولي للاتصال الحكومي مبادرة لتوفير محتوى عربي خاص بالاتصال الحكومي، تحمل عنوان «منصة باحثون»، تهدف إلى توفير أبحاث ودراسات وكتب ومراجع، وأفضل الممارسات الموثقة عالمياً، لتصبح مرجعاً أساسياً للعاملين والباحثين والدارسين في هذا المجال، تسهم في تطوير منظومة الاتصال الحكومي. وتضم المنصة أنشطة أكاديمية ومعرفية عدة، وأحدث إصدارات المركز الدولي للاتصال الحكومي.