«رؤية وطن ومنهج حياة» يدعم بناء مؤسسات متسامحة
يناقش المؤتمر الرابع للتسامح والسعادة الذي يعقد في دبي يومي 28 و29 الجاري، تحت شعار «رؤية وطن ومنهج حياة»، سبل دعم ومساندة الجهات الحكومية في الدولة على إعداد الخطط الخاصة ببناء مؤسسات متسامحة.
ويهدف المؤتمر إلى تدريب هذه الجهات على قراءة المتغيرات بطريقة علمية، وتصميم النظم المتكاملة لمجتمع سعيد ومتسامح، انطلاقاً من أن مفهوم التسامح وما ينبثق عنه من سلوكيات سوية، والحاجة إليه في مسيرة التطوير، أصبح هدفاً تسعى له الحكومات التي تهتم ببلدانها، وتخدم شعوبها، لتكون نموذجاً يحتذى به في العالم، معتمدة في ذلك على تراثها، إضافة إلى أن هذا التسامح ينعكس إيجاباً على حياة الشعوب، فيساعد الجميع على العمل والإنتاج بروحٍ إيجابية، وتتفرغ العقول والقلوب للابتكار والإبداع والعمل على إيجاد أفكار وحلول وفق رؤية مستقبلية.
كما يهدف إلى نشر قيم وثقافة السلم المجتمعي والتسامح، والتقاليد العربية الأصيلة في مناهضة أشكال ومظاهر العنف والتعصب، والتأكيد على أن جوهر التسامح قائم على مبدأ الحق في الاختلاف، ولذا لابد من احترام هذا الحق، وتطبيقه على أرض الواقع، والدفاع عن استمراره وتغذية ثقافة التنوع ودعم جوانبها الإيجابية.
ويناقش محاور عدة منها التسامح والسعادة – المجتمع الإماراتي نموذجاً، والتسامح الاجتماعي وسعادة المجتمعات، والتسامح الإسلامي والسعادة الإنسانية، والإعلام ونشر قيم التسامح وتحقيق السعادة.
مبادئ العدل والمساواة
أكد استشاري طب الأسرة والصحة المهنية رئيس السعادة والتسامح في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة دو، والمشارك في المؤتمر الدكتور منصور حبيب، في تقرير نشرته المجلة الشهرية للهيئة الاتحادية للموارد البشرية أخيراً، أن دولة الإمارات رسخت مبادئ العدل والمساواة والتآلف والتسامح واحترام كل الأديان والأعراق والثقافات، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو النهج الذي سارت عليه بثبات القيادة.
وأوضح أن العلاقة بين التسامح والروح الإيجابية طردية، فحيثما وجد التسامح وجدت الروح الإيجابية، وكانت الطاقة الإيجابية في أوجها، مشيراً إلى أن التسامح مبني على مجموعة من الأسس والقيم الأخلاقية، وهي: التخاطب، والذكاء العاطفي، والرحمة والاحترام، مؤكداً ضرورة أن يتحلى المدير بالطيبة والرحمة والتسامح والأخلاق الحميدة، وأن يتعامل مع موظفيه باحترام وود ودون تعالٍ، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على بيئة العمل، ويرفع مستويات السعاة الوظيفية لدى الموظفين، ويحقق رؤية المؤسسة وأهدافها الاستراتيجية.
وبيّن أن التسامح والسعادة وجهان لعملة واحدة، فالإنسان السعيد متسامح بطبعه والعكس صحيح، وأن ثمة محطات إيجابية مشتركة بين التسامح والسعادة، ومنها: (الإيجابية، والعلاقات الاجتماعية، وحسن الظن، والتطوع)، لافتاً إلى أهمية تجذير التسامح بين الموظفين في المؤسسة، لما لهذا الأمر من تأثيرات إيجابية مباشرة في الموظفين أنفسهم والمؤسسة بشكل عام.
وأشار إلى أن البرنامج الوطني للتسامح، الذي اعتمده مجلس الوزراء في عام 2016، يسهم في ترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر، ونبذ التمييز والكراهية والتعصب، فكراً وتعليماً وسلوكاً، مستعرضاً الأركان الرئيسة السبعة التي يستند إليها، وهي: الإسلام، والدستور الإماراتي، وإرث زايد والأخلاق الإماراتية، والمواثيق الدولية، والآثار والتاريخ، والفطرة الإنسانية، والقيم المشتركة.