رؤساء تحرير: تطوير الصحف الورقية ضمان استمرارها
أكد صحافيون أن الصحف الورقية في حاجة إلى تطوير إطارها العام الذي يشمل المحتوى واستراتيجيتيها التحريرية والإدارية، حتى تكون قادرة على البقاء مقابل الصحافة الإلكترونية.
وقال رئيس تحرير صحيفة «إيلاف» الإلكترونية، عثمان العمير، في جلسة «مستقبل الصحف»، التي أدارتها الإعلامية، سحر الميزاري: «علينا أن ننتبه إلى أن المقارنة بين الصحف الورقية والإلكترونية ليست مقتصرة على الشكل والطريقة، لكن في الإطار العام لكل منهما، فالصحف الورقية لم تتغير منذ 50 عاماً أو أكثر، في أسلوبها ونظامها، والأمر مختلف في الصحف الإلكترونية التي تشهد تطوراً مستمراً، ومن ثم لا أرى خجلاً في أن نقرّ بأن أي تجربة لم تتطور لابد لها أن تنتهي».
وذكر أن الأطر التي يجب أن تتبعها الصحف الورقية كي تحافظ على مكانتها، تتضمن تغيير استراتيجية المؤسسات الصحافية من حيث خطة العمل والهيكل الإداري، والمسؤوليات، وطريقة النشر، وغيرها، ويظهر ذلك في الصحف العربية، وعلى رأسها الصحف المصرية والإماراتية والسعودية، مشدداً على ضرورة أن تعمل الصحف على تطوير صحافييها مهارياً ونفسياً.
من جانبها، أكدت رئيس التحرير المسؤول في صحيفة البيان، منى بوسمرة، أن الصحف الورقية إذا لم تتجدد ستتبدد، لافتة إلى أن الصحف في دولة الإمارات تمتاز بالتطور ومواكبة التغيرات التي تطرأ على عالم الإعلام والتكنولوجيا، ويأتي هذا التطور في صحف الإمارات في إطار استراتيجية الدولة، خصوصاً دبي، المبنية على التقييم والتطوير والتغيير والتجديد.
وأضافت: «بدأنا منذ ثلاث سنوات استراتيجية جديدة في (البيان)، تعتمد على التنوع بين الورقي والرقمي، وأصبحت الصحيفة تعتمد بشكل جيد على الجانب الرقمي، ومن ثم انخفض عدد صفحاتها من 100 صفحة أو يزيد إلى أقل من 60 صفحة، كما استفدنا من التلفزيون فأطلقنا خاصية (شوف البيان)»، لافتة إلى ضرورة صناعة محتوى متجدد ومتطور يعتمد على التحليل والاستقصاء.
وأشارت إلى أن المؤسسات الصحافية في الإمارات تعمل على اللحاق بالتطور الرقمي في عالم الصحافة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي و«البلوك تشين»، مؤكدة ضرورة استقطاب الكوادر الشابة للعمل في المحتوى الرقمي لأنها الأقدر على إدارته.
وقالت رئيس تحرير صحيفة «النهار» اللبنانية، نايلة تويني، إنه «على الرغم من التحديات المتعددة التي تواجهها الصحافة الورقية، إلا أنها لم تمت، وهنا نستطيع التأكيد أن الصحف الورقية والإلكترونية تسيران في خطين متوازيين»، مشيرة إلى أن إغلاق صحيفة ورقية يعود إلى أسباب عدة، أهمها الجانب المالي، وعدم التطوير في الأداء، والتطور الإلكتروني فيها.
ولفتت إلى أن الصحف، سواء الورقية أو الإلكترونية، عليها أن تركز على المضمون الذي يهم القارئ، فضلاً عن مشاركته في صنع القصة الصحافية، مشيرة إلى أن «النهار» كانت لها تجربة في إشراك فئات المجتمع في صنع الخبر الصحافي، عبر حسابات الصحيفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
المشاركون طالبوا بضرورة استقطاب الكوادر الشابة للعمل في المحتوى الرقمي.