فريس: الصحافي المتمرس قادر على كشف زيف الأخبار
قال مدير وكالة الصحافة الفرنسية، فابريس فريس، إن مهمة الكشف عن صحة الأخبار لا يمكن أن يقوم بها إلا صحافيون متمرسون في المهنة ومدربون على فهم وتحليل الأدوات الإعلامية التقنية والرقمية الحديثة، للتمكن من وضع أيديهم على نقاط الزيف ومناطق التضليل في الخبر والصورة والفيديو.
وأفاد بأن هؤلاء باتوا بحكم خبرتهم يعملون عملاً مهماً، إضافة إلى عملهم كصحافيين وهو العمل على الكشف عن الأخبار الزائفة، ما يضع عليهم أعباء كبرى ويجعل دورهم محورياً في أي مؤسسة إعلامية.
وأفاد فريس خلال جلسة حول مستقبل وكالات الأخبار، بأن العمل الصحافي الميداني والاستقصائي هو الوسيلة الأكثر فعالية في التأكد من صحة الأخبار وإثباتها وبالتالي التمكن من بثها للجمهور، مؤكداً أن أهم سلاح لمواجهة الأخبار الزائفة يكمن في الوجود على الأرض وبحث الصحافي عن الحقائق بنفسه.
وتابع أن الأخبار المضللة والمزيفة تقضي على وجود من يصدرها بسرعة فائقة، لتبقى مصادر ووكالات الأخبار المهنية والعريقة على قيد الحياة وفي المقدمة.
وقال إن وكالات الأخبار التقليدية ربما فقدت دورها كمصادر وحيدة للإفراج عن الأخبار، إلا أنها اكتسبت دوراً جديداً لا ينافسه فيها أحد يتعلق بقدرتها على الكشف والتدقيق في صحة الأخبار وبث الصحيح منها.
وفي رده على سؤال حول مصادر وطرق التمويل التي تضمن استمرار عمل وكالات الأخبار، أفاد فريس بأن استمرار وكالات الأخبار في العمل مكلف جداً حيث يعمل لدى وكالة الصحافة الفرنسية نحو 2500 صحافي في نحو 200 مكتب منتشرة في كل دول العالم، متابعاً أن أحد مصادر التمويل المهمة يكمن في بيع الفيديو والصورة التي تحمل مضموناً وتأثيراً مذهلاً يفوق مئات الأخبار.
وأوضح أن الجيل الجديد مأخوذ بالصورة والفيديو، ما جعل وكالة الصحافة الفرنسية تستثمر في الصور والفيديوهات، لافتاً إلى أن صورة رئيسة وزراء نيوزيلندا وهي ترتدي غطاء الرأس تضامناً مع المسلمين في نيوزيلندا والعالم فاقت بأهميتها مئات الأخبار خلال الأيام الماضية.
وقال فريس، إن الزمن تغير وحارس المعلومات الذي كان يتحكم في مرورها للعامة لم يعد موجوداً، في ظل التطور الهائل الذي طرأ على وسائل صناعة ونقل الأخبار، إلا أن وكالات الأخبار المهنية العريقة صارت اليوم الجهات الوحيدة القادرة على تقديم الأخبار الصحيحة في زمن باتت فيه الأخبار الزائفة رائجة الى حد غير مسبوق.
وأشار إلى أن صنع خبر مزيف قد لا يستغرق أكثر من ساعة والكشف عن زيفه قد يحتاج مدة زمنية تصل أحياناً إلى أسبوعين، مؤكداً أن الكشف عن صحة الأخبار يُعد عملاً صحافياً عميقاً بامتياز ومطلوباً في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى.