بالفيديو.. وضع حجر الأساس لأول معبد هندوسي في أبوظبي
شهدت إمارة أبوظبي، أمس، وضع حجر الأساس لأول معبد هندوسي في أبوظبي، سيبنى في منطقة بومريخة على الطريق السريع بين دبي وأبوظبي، على مساحة 55 ألف متر مربع، وسيخدم أكثر من مليون شخص يعتنقون الهندوسية في الإمارات.
ويشمل المعبد قاعات العبادة، ومركز الزوار، وأماكن تعلم، ومنطقة رياضة للأطفال، وحدائق، وقاعة طعام، ومتجراً للكتب، وآخر للهدايا.
وأكد رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، الدكتور مغير الخييلي، في كلمته خلال الاحتفال بوضع حجر الأساس، بحضور وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، وقداسة ماهانت سوامي مهراج، الرئيس الروحي لمنظمة (BAPS)، التي تبني المعبد، والسفير الهندي لدى الدولة، نفديب سينغ سوري، إضافة إلى عدد من القيادات والمسؤولين، وآلاف من رعايا الطائفة الهندوسية في الدولة، إن وضع حجر أساس لمعبد هندوسي في أبوظبي يعكس عمق العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، ويبعث رسالة سلام من هذه المنطقة إلى العالم أجمع، مشيراً إلى أن دائرة تنمية المجتمع، مسؤولة عن وضع الإطار القانوني المنظم لتأسيس دور العبادة والمعايير الخاصة بالترخيص والتفتيش والتدقيق عليها.
وقال الخييلي إن «الوالد زايد، طيّب الله ثراه، آمن بأن التعايش بين البشر، على اختلاف أعراقهم وأجناسهم، هو السبيل الوحيد لتعزيز السلام العالمي، واليوم الرخصة رقم (001) ستمنحها دائرة تنمية المجتمع للمعبد الهندوسي، الذي سيفتح أبوابه أمام أصحاب الديانات الأخرى».
وشدد الخييلي على أن وضع حجر الأساس لبناء المعبد يأتي من منطلق رؤية الدائرة في تحقيق حياة كريمة لشريحة من أفراد المجتمع، مؤكداً أن «دولة الإمارات تقدم نموذجاً رائداً للتعايش والمحبة والسلام، يجعل من التسامح واجباً ومسؤولية وضرورة أساسية لتقدم المجتمع الإماراتي»، مشيراً إلى أن الزيارات المتبادلة بين الدائرة والمؤسسات الدينية ترسخ منهجية التسامح واحترام المقدسات، وتعكس النموذج الحضاري للتعايش والتعاون والانفتاح في مجتمع الإمارات.
وأضاف أن «تنظيم دور العبادة يعتبر خطوة حكومية رائدة وفاعلة، لضمان حصول رعايا الديانات الأخرى كافة على حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وتلبية احتياجاتهم الدينية، بما يتوافق مع العادات والتقاليد والنظم والقوانين المعمول بها في الدولة».
وتابع أن «حضور قداسة ماهانت سوامي مهراج إلى الدولة، ووضع حجر الأساس للمعبد، يعكسان ما تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة من سمعة متميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما نرى ذلك من خلال التنوع والانسجام الذي يميز مجتمعنا، فبلادنا اليوم تحتضن مواطني أكثر من 200 جنسية، يعيش الجميع فيها بأمن واستقرار، ويتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية».
وأكد الخييلي أن هذه المناسبة فرصة لتعزيز الوعي بالجهود التي تبذلها الدولة في تعزيز سمعتها الدولية كمنارة سلام عالمية، مؤكداً أن «هذا الحدث هو أصدق تعبير على ما يميز شعب الإمارات، كشعب حضاري ومتقبل للآخر».
من جانبه، قال رئيس الطائفة الهندوسية، وجايا بيرهاما فيهاري سوامي، في كلمة خلال الاحتفال، إن «كل شخص في العالم ينظر إلى هذه الفعالية بإعجاب، حيث إنها تجسد مفاهيم التسامح والتناغم بين مختلف الثقافات والأديان».
وأضاف أن «الإمارات لا تحتفل فقط بـ(عام التسامح)، بل إنها تنتهج أسلوب الحياة المبني على التسامح والتآخي منذ أن أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتسير على نهجه قيادة الدولة، وهو ما ستتوارثه الأجيال الإماراتية»، مشيراً إلى أن «الإمارات أنشأت وزارة خاصة للتسامح، وهذا يعكس رؤيتها في التآخي ونشر السلام بين الجميع، سواء مجتمعات أو ثقافات أو أديان، فهي تفتح ذراعيها للجميع».
ولفت إلى أن «قيادة دولة الإمارات وافقت على إنشاء المعبد، وزاد الكرم الإماراتي في إضافة مساحات على المخطط، حيث بلغت المساحة الإجمالية لمنشآت المعبد 13.5 هكتاراً للمكتبة وقاعات الصلاة والمتحف وأماكن التعبد، إضافة إلى مساحة مماثلة لمواقف السيارات، لتستوعب الأعداد التي ستزور المعبد في المستقبل».
مصدر إلهام
عرض السفير الهندي لدى الدولة، نفديب سينج سوري، خلال الحفل، رسالة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، جاء فيها: «أقدم صلواتي في هذه المناسبة الميمونة لوضع حجر الأساس لأول معبد هندوسي في أبوظبي، وعند اكتماله، سيرمز المعبد إلى القيم الإنسانية والأخلاق الروحية التي تشكل تراثاً مشتركاً لكل من الهند والإمارات».
وأضاف: «بالنيابة عن مليار و300 ألف هندي، يشرفني أن أنقل تحياتنا لصديقي العزيز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مقدراً رؤيته العميقة لمستقبل العلاقة بين الهند والإمارات والمنطقة بأسرها».
وأكمل مودي: «سيعكس المعبد قيم الهند الخالدة، المتمثلة في الإيمان والوئام والمحبة، وسيكون مصدر إلهام لنحو 3.3 ملايين هندي مقيم في الإمارات، جنباً إلى جنباً مع جميع المجتمعات والثقافات الأخرى».