«الوحدة الإسلامية» يحثّ على الاعتدال الفكري والتسامح
حثّ المؤتمر الإسلامي العالمي للوحدة الإسلامية، الذي عقد خلال ديسمبر الماضي، في مكة المكرمة، على أهمية الاعتدال العلمي والفكري، الذي يحمل رسالة التسامح والسلام والوئام والتعايش مع الجميع، ويتفهم بوعي كامل سنّة الخالق، جلّ وعلا، في الاختلاف والتنوّع والتعدد بين بني البشر.
وقال المؤتمر إن المسلمين متساوون في الحقوق والواجبات، وهم جسد واحد مهما نأت بهم الديار أو اختلفت بهم الرؤى والاجتهادات والمواقف، تجمعهم مقاصد الإسلام السامية، ورسالته الحضارية الخالدة المشعّة بنورها على الجميع، والداعية دوماً إلى تحقيق الرحمة والعدل والإحسان، والتسامح والأمن والسلام بين الناس أجمعين.
ودعا إلى إنشاء لجنة جامعة تمثل المكوّنات الإسلامية المختلفة، لصياغة ميثاق إسلامي شامل، يتضمن قواعد الخلاف التي تحكم علاقة المسلمين، ويُبين الأصول والثوابت المُحْكَمَة الجامعة لهم، ويعزّز مواضع النزاع المهمة، ويحيلها لأهل الاختصاص للدراسة والنظر، وتقريب وجهات النظر فيها ما أمكن، وأن تتولى رابطة العالم الإسلامي تبني ذلك من خلال وثيقة إسلامية جامعة، تحت عنوان: «وثيقة مكة المكرمة» يتم عقد ميثاقها بجوار البيت العتيق.
وحذّر من تصدير الفتاوى خارج نطاقها المكاني، ذلك أن لكل جهة أحوالها وأعرافها الخاصة بها، التي تختلف بها الفتاوى والأحكام، حاضّاً على قصر العمل الموضوعي المتعلق بالشؤون الدينية الرسمية لكل دولة على جغرافيتها المكانية دون التدخل في شؤون غيرها، والتأكيد على أهمية إيجاد مرجعية علمية موحدة لكل دولة في كيان فتوى عامة أو هيئة علمية مختصة تُعنى بالتصدي للقضايا الشرعية العامة.
ودعا «الأقليات» في الدول غير الإسلامية إلى الاندماج الوطني الإيجابي، من خلال مفهوم الدولة الوطنية، وأن تكون مطالباتهم بخصوصياتهم الدينية وفق أنظمة الدولة الوطنية دون عنف أو استعداء.
كما دعا المسلمين بتنوّعهم وتعدّدهم إلى الاجتماع حول ثوابت الدين ومحكماته الجامعة، والعمل على تجاوز الخلافات السلبية، وحل مشكلاتها بروح الأخوة الإسلامية.