«إسلامية دبي» تقيس مستوى التسامح الديني في المجتمع
تنفذ دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، استبياناً لقياس مستوى التسامح الديني في مجتمع دبي بمحاوره المختلفة.
وقالت الدائرة إن آراء المشاركين في الاستبيان ستزودنا بمعلومات قيّمة، تستخدم في السعي المستمر لضمان الوصول إلى أفضل المستويات الممكنة في هذا المجال.
وأتاحت الدائرة المشاركة في الاستبيان لجميع الجنسيات، والديانات والأعمار، وتطرح أسئلة تقيس ما إذا كانت القيم والمعتقدات الدينية تشكل المنطلق الأساسي لحياة الشخص ورؤيته للعالم، وما إذا كان المعتقد يؤثر على القرارات المهمة التي يتخذها الإنسان، إضافة إلى مدى ثقة الشخص في معتقده الديني.
كما يرصد مدى اعتقاد الشخص بأن هناك قيماً مشتركة ذات صلة بجميع الناس، بغض النظر عن قيمهم ومعتقداتهم الدينية، وما إذا كان التسامح الديني يمثل حاجة إنسانية دائمة، وما إذا كان الإنسان يعتقد أن الآخرين لا يمكنهم الوصول للحقيقة إلا من خلال القيم والمعتقدات الدينية التي يؤمن بها، وكذلك مدى حب الشخص للتعرف إلى القيم والمعتقدات الدينية الأخرى المختلفة عن قيمه ومعتقداته الدينية.
ويقيس الاستبيان مدى التعامل بود وبشكل مريح مع الأشخاص من ذوي المعتقدات الدينية الأخرى، ومدى احترام أصحاب المعتقدات الأخرى، وما إذا كان الشخص يقبل إقامة صداقات مع المختلفين معه عقائدياً، ومدى الاعتقاد بضرورة أن يكون لدى الأشخاص الآخرين الحق في اختيار قيمهم وممارسة معتقداتهم الدينية، حتى وإن كان الشخص يعتبرها خاطئة.
ويرصد الاستبيان ما إذا كان هناك فرص متاحة لتعزيز مضامين قيم التسامح الديني بين الناس في المجتمع، وما إذا كان هناك اتفاق على أن الفئات المختلفة من الناس في المجتمع تتعايش بثقة كبيرة لوجود تسامح ديني في ما بينها، وما إذا كان هناك اعتقاد لدى أفراد المجتمع بأن التسامح في ما بينهم يعزز من الرفاهية، وما إذا كان هناك اتفاق على أنه ينبغي على الناس في المجتمع البحث عن طرق للتغلب على الاختلافات الموجودة بينهم، وفقاً لقيمهم ومعتقداتهم الدينية.
ويتيح الاستبيان للمشاركين إبداء الملاحظات والمقترحات التي يريد إضافتها لتعزيز التسامح الديني في دبي، وتوطيد التلاحم المجتمعي.
إلى ذلك أكدت الدائرة أن الإسلام هو دين التسامح والاعتدال والوسطية، والمعرفة والعلوم والفنون والمعارف الإنسانية، وقد بنيت في ظلاله الحضارات.
وقال كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء في الدائرة وعضو مجلس الإمارات للإفتاء، الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد، خلال مشاركته في ندوة «التسامح بين فلسفة الحق والعدل.. فلسفة الإسلام في بناء السلم والتعايش الإنساني»، التي عقدت في إطار مهرجان منظمة التعاون الإسلامي في أبوظبي، الذي اختتم أعماله أخيراً، إن التسامح منهج إسلامي أصيل، جاءت به نصوص قطعية، وطبقه نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كل تعاملاته مع أطياف المجتمع، ومع الموافق والمخالف، وسار على نهجه خلفاؤه الراشدون. وأشار إلى أن الدولة في ظل الإسلام قامت على التسامح في عصورٍ متعاقبة، إذ حافظت على تراث العالم الإسلامي، وتراث الآخرين في ظله، مؤكداً أن أهل الإسلام أسهموا في تنمية وتطوير المجتمعات التي يستوطنونها.
وأضاف الحداد أن الإسلام حث الإنسانية على استدامة عمارة الأرض في ضوء ثوابت الوحي الإلهي، بعيداً عن الشقاق والفرقة والاختلاف والتناحر، مشدداً على أنه لا علاقة للإسلام منهجاً وأصولاً بالإرهاب وأهله، لأنه حثّ على السلم، وحفظ حقوق الجميع، خصوصاً المدنيين الآمنين ومجتمعاتهم في ظلاله.
الدكتور أحمد الحداد:
أهل الإسلام
أسهموا في تنمية
وتطوير المجتمعات
التي يستوطنونها.