عشق التنقل بين الجبال ورصد الغيوم قبل دخولها
«مطاردة الظواهر الطبيعية».. هواية وخبرة وشهرة عبر الـ «سوشيال ميديا»
اشتهر مطاردو الأمطار والظواهر الطبيعية بنقل أجمل الصور ومقاطع الفيديو للأودية والشلالات أثناء المنخفضات الجوية وسقوط الأمطار الغزيرة، دون تعرّضهم لأية مخاطر، ما أكسبهم شهرة في الـ«سوشيال ميديا». ويعتبر «مركز العاصفة» أول وأكبر تجمع لمطاردي الأمطار في منطقة الخليج، الذي تأسس سنة 2006، ويبلغ عدد مؤسسيه أكثر من 30 مواطناً، فيما يصل عدد أعضائه لأكثر من 100 عضو في الدولة وخارجها، ويتجاوز عدد متابعيهم على «إنستغرام» أكثر من مليون متابع محلياً وخليجياً وعربياً.
وقال العضو في «مركز العاصفة للأمطار»، إبراهيم حسن الشحي، من سكان منطقة خور خوير شمال رأس الخيمة، إنه تربّى منذ طفولته على حب الأمطار وعشق الجبال، وبدأ قبل 20 سنة من أجل التسلية والاستمتاع، ومع التطور التكنولوجي بدأ في تصوير الأمطار بالكاميرا والفيديو، وصولاً إلى تصوير المنخفضات الجوية عبر طائرة «درون»، ونقلها للجمهور مباشرة، مع بداية المنخفض الجوي إلى نهايته، حيث اكتسب خبرة واسعة في معرفة مداخل ومخارج الجبال، وأماكن جريان الأودية تفصيلياً، ما جعله يتنقل بسهولة دون مواجهة أية مخاطر.
وأشار إلى أنَّ لديه خبرة في حركة السُحب وقوتها، وإذا كانت على شكل مزن أو سحب ركامية، كما أنّه يتواصل مع أهالي المناطق الجبلية لمعرفة قوة الأمطار وجريانها في الأودية.
وأوضح أنّه شاهد لأول مرة كمية أمطار غزيرة هطلت، نتيجة مرور منخفض الثريا في إمارة رأس الخيمة، أخيراً، لافتاً إلى أنّه يبدأ في مطاردة الأمطار قبل بداية المنخفض الجوي، وبعد انتهاء الحالة الجوية.
وأوضح أنّ الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قدَّم له الشكر على مقطع الفيديو الذي صوَّره، وأنتجه حول نزول شلالات وادي غليلة شمال رأس الخيمة، لافتاً إلى أنَّ الفيديو حصل على نسبة مشاهدة عالية، وتفاعل كبير من محبي الأمطار في الدولة والخليج.
وأضاف أنَّ أجمل فيديو صوَّره في حياته كان لشلالات جبل جيس ووادي غليلة ووادي شعم عن طريق الـ«درون» من خلال كاميرا احترافية.
من جهته، أشار عضو مركز العاصفة وشبكة أمطار جيس عضو فريق سماوي لاستكشاف الأمطار، صاحب حساب وادي الخليج للأمطار، راشد عبدالله الشحي، إلى أن هوايته في حب الجبال والأودية تطورت إلى مطاردة الأمطار قبل 10 سنوات، وتصويرها وتوثيقها في مختلف مناطق الدولة، حيث يمتلك الشحي ألبوم صور للأمطار منذ أن كان عمره 10 سنوات.
وأضاف: «يصل عدد أعضاء مطاردي الأمطار في (مركز العاصفة) إلى أكثر من 100 مطارد في الدولة وعمان والسعودية والبحرين، وأنّهم يزورون أي دولة يوجد بها منخفض جوي لتوثيقه في جميع مراحله».
وتابع: «بدأت مطاردة الأمطار منذ الصغر، من خلال نشرة الحالة الجوية عبر التلفزيون، وبعد دخول الإنترنت، بدأت الاشتراك عبر المنتديات الإلكترونية، وأصبحت عضواً في مركز العاصفة للأمطار».
وأضاف: «تبدأ المطاردة فور دخول المنخفض للخليج العربي، ويتم رصده عبر رادار الإمارات بالمركز الوطني للأرصاد الجوية الذي يوضح حركة الخلايا الماطرة، ويوفر لنا كل المعلومات، وبعدها نتابعها فوق أي منطقة بالتحديد، ونذهب باتجاهها لرصدها قبل وأثناء سقوطها».
وأوضح أنَّ الحفاظ على السلامة الجسدية أهم من المجازفة والوصول إلى الجبال ومناطق الأودية، لافتاً إلى أنّه تعرّض للخطر قبل سنوات، عندما بدأ البرَد الكثيف ينزل على منطقة الطويين، وتسبب في تحطم نوافذ المركبة. وأشار عضو مركز العاصفة للأمطار، حمد الكعبي، من منطقة الشويب في مدينة العين، إلى أنَّه يطارد الأمطار منذ سنة 2002، حيث بدأها كهواية، كونها تمنحه الراحة النفسية، مؤكداً أنَّ أفضل ما يطارده تشكّل أمطار الروايح الصيفية، لأنَّ الحرارة تتحول في بعض المناطق من 50 درجة إلى 22 درجة، ما يحوِّل المنطقة من حارة إلى باردة. وتابع أنَّه يرصد السحابة الخفيفة، وينتظر أكثر من ثلاث ساعات لتتشكل وتصبح كبيرة لحين نزول المطر، حيث يبدأ فور تشكلها في تصويرها وطبيعة حركتها ومكان تنقّلها أولاً بأول، إذ يبدأ المتابعون عبر «السوشيال ميديا» في التفاعل مع الأمطار، وتتبع المطاردين لمعرفة آخر أخبار الحالة الجوية.
وأضاف أنَّه يملك الخبرة الكافية للتعامل مع المنخفضات الجوية والأودية والشلالات الجبلية، حيث يلتقط الصور ومقاطع الفيديو من خلال طائرة «درون»، موضحاً أنَّه سافر إلى السعودية والبحرين وسلطنة عمان، لمطاردة المنخفضات الجوية، ونجح في تصوير أهم اللقطات الخطرة لجريان الأودية والسيول.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news