مركز الفلك الدولي يفسر رؤية ظاهرة غريبة في سماء الإمارات

أكد مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد عودة، أن الراصدين وهواة الفلك فوجئوا خلال الأيام الماضية بمشاهدة ظاهرة غريبة في السماء تتمثل برؤية عدة أجرام متتابعة ظهرت في السماء على هيئة قطار وكانت تسير بسرعة واتجاه واحد، وتبين أن هذه الأجرام هي أقمار صناعية أطلقت قبل عدة أيام واسمها ستار لينك (Starlink)، وهي عبارة عن جزء من مشروع كبير أطلقته شركة سبيس إكس (SpaceX) الشهيرة، ويهدف المشروع إلى توفير شبكة الإنترنت بسعر منخفض لعامة الناس باستخدام الأقمار الصناعية هذه، وسيبلغ عددها عند اكتمال المشروع قرابة عام 2025 حوالي 12 ألف قمر صناعي، وتبلغ تكلفة المشروع 10 مليارات دولار.

وأشار عودة، إلى أنه يمكن رؤية قطار الأقمار في مدينة أبوظبي، بالعين المجردة يوم 3 يونيو الساعة 04:32 فجرا، من جهة الجنوب الغربي.

هذا وقد أطلقت الشركة قمرين تجريبيين عام 2015، أما أول الأقمار الصناعية الذي سيشارك فعلا في المشروع فقد تم اطلاقه يوم الجمعة الماضي 24 مايو 2019م، حيث أطلق في الفضاء 60 قمرا صناعيا دفعة واحدة، وتدور هذه الأقمار حول الأرض الآن على ارتفاع 440 كم لترتفع بعد ذلك إلى مدارها النهائي على ارتفاع 550 كيلومتر، ويبلغ وزن الواحد منها 227 كيلوغرام.

وتتكون الشبكة من 3 مجموعات من الأقمار الصناعية، الأولى تتكون من 7518 قمرا صناعيا تدور حول الأرض على ارتفاع 340 كيلومتر، والثانية تتكون من 1600 قمرا صناعيا تدور على ارتفاع 550 كيلومتر، والثالثة تتكون من 2825 قمرا صناعيا تدور على ارتفاع 1150 كيلومتر.

وتبدو الأقمار الصناعية التي أطلقت يوم الجمعة الماضي على شكل نجوم خافتة متتابعة تتحرك بنفس السرعة والاتجاه بالعين المجردة، وتلمع من القدر الرابع أو الخامس أي أنها تحتاج إلى سماء مظلمة لرؤيتها، ولكن أفاد بعض الراصدين أنها في بعض الأحيان تكون لامعة وتصل إلى القدر الثاني، مما يتيح المجال لرؤيتها بوضوح حتى من داخل المدن.

وهذه الأقمار تمتد حاليا على مسافة تتراوح ما بين 5 و 8 درجات، ولكن مع الوقت ستتباعد هذه الأقمار عن بعضها البعض وسيقل لمعانها مع وصولها لارتفاعها النهائي.

وتلاقي هذه الظاهرة اهتماما واسعا من قبل راصدي الأقمار الصناعية نظرا لهيئتها اللافتة وغير المألوفة.

وفي حين أن هذا الخبر مفرح لمستخدمي الإنترنت، إلا أنه سيء جدا للعديد من الفلكيين خاصة العاملين في مجال الأرصاد والتصوير الفلكي، إذ إن هذا العدد من الأقمار الصناعية من شأنه التأثير بشكل سلبي على الأرصاد والتصوير الفلكي بسبب مرور الأقمار الصناعية أمام الأجرام السماوية قيد الدراسة أو التصوير، خاصة تلك التي تجري وقت العشاء والفجر، وهو الوقت التي تلمع فيه هذه الأقمار بشكل رئيس، وبالفعل هناك تحركات من قبل البعض في هذا المجال.

ويمكن رؤية قطار الأقمار الصناعية هذا من المنطقة العربية، وقد يشاهد بالعين المجردة أحيانا، وعلى المهتمين برؤية الرصد من مكان مظلم والاستعانة بأحد المواقع الفلكية الذي يحسب موعد مرور الأقمار الصناعية.

 

الأكثر مشاركة