مناقشة توجهات الحكومة لجعل دبي عاصمة للعمل الإنساني العالمي
استعرض مجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني اجتماعه الأول برئاسة مدير عام المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والأمين العام المساعد لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، رئيس المجلس سعيد العطر، التوجهات العالمية لمستقبل العمل الإنساني، وأبرز التحديات التي يواجهها القطاع، وسبل تطويع التكنولوجيا الحديثة للارتقاء بمستقبل العمل الإنساني حول العالم، تماشياً مع أهداف «مجالس دبي للمستقبل» التي أُطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مطلع العام الحالي، والتي تُعنى بإطلاق مبادرات وخطط استراتيجية وإيجاد حلول مبتكرة لمختلف التحديات الراهنة في عدد من القطاعات الحيوية.
وتطرق النقاش إلى توجهات حكومة دبي الرامية إلى جعل دبي كأحد أكبر مراكز العمل الإنساني في العالم، وعاصمة للعمل الإنساني العالمي، لما تتميز به من بنية تحتية مناسبة، وبيئة معلوماتية خصبة يمكن استثمارها لاستشراف مستقبل هذا القطاع، عبر إعادة تقييم آليات عمل الخدمات والأعمال الإنسانية المتبعة، وإيجاد الحلول المناسبة لبناء مجتمعات قادرة على التكيف والتعايش مع متغيرات العصر.
وأكد العطر على الدور المحوري لدبي كحاضنة لأكبر تجمّع للجهات العاملة في المجال الإنساني في العالم، وتطلعها لتكون عاصمة الأعمال الإنسانية، مُشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة رفد هذا القطاع بالأفكار الجديدة والمبادرات التنموية المستدامة، مُضيفاً: «تُصنف دبي كأحد المدن الرائدة في مختلف مجالات المستقبل كالابتكار والذكاء الاصطناعي والمدن الذكية وغيرها، وهي تجارب ناجحة سنسعى لاستغلالها بالشكل الأمثل في ميدان العمل الإنساني، حيث تظهر الدراسات انخفاض مستوى الانفاق عالمياً على البحوث والتطوير والابتكار في المجالات الإنسانية مقارنة بالقطاعات الأخرى، مما يفقدها فرصة تبني الحلول المبتكرة والتكنولوجيا الحديثة، وهي أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها هذا القطاع».
وتطرق العطر إلى تجربة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والتي تضم 33 مؤسسة تستهدف خدمة أكثر من 130 مليون إنسان في 116 دولة حول العالم، وقال: «انطلاقاً من إيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوجوب تغيير واقع المجتمعات المحتاجة، وضرورة تغيير آليات العمل المتبعة في القطاع الإنساني ومواكبتها للمتغيرات المتسارعة، وجه سموه بإطلاق مؤسسة تضم كافة المبادرات الإنسانية والتنموية والاجتماعية التي اطلقها، تحت مظلة واحدة، باستثمار يصل إلى مليار درهم، لتتكامل وفق رؤية مستقبلية تخطو باتجاه مرحلة جديدة من العمل الإنساني العالمي المتكامل، تقودها فرقٌ مبتكرة تستشرف تحديات القطاع وتسعى لإيجاد الحلول المناسبة لها».
ويهدف مجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني لرسم ملامح مستقبل دبي كأحد المدن الرائدة عالمياً في قطاع العمل الإنساني، عبر تعزيز مكانتها كمركز عالمي في مجال العمليات والخدمات اللوجستية، وجذب تطبيقات الذكاء الاصطناعي والابتكارات الحديثة المعنية بهذا القطاع، إضافة إلى إطلاق مؤشرات تقيس أداء وكفاءة وشفافية العمل الإنساني، وتقديم الدعم اللازمة لتحفيز الدراسات والتقارير الاستشرافية لمستقبل هذا القطاع.
وتطرق خلال الاجتماع، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي الدكتور حمد الشيباني، لأبرز التحديات الراهنة في هذا القطاع، وقال: «روح العمل الإنساني متجذرة في نفوس مجتمع دبي منذ القِدم، وهي الروح التي عززتها فينا قيادتنا الرشيدة».
وفي إشارة إلى التحديات التي يواجهها القطاع قال الشيباني: «قطاع العمل الإنساني كباقي القطاعات لا يخلو من تحدياتٍ تستوجب إيجاد الحلول المناسبة لها، كالتحديات المتمثلة في الجوانب القانونية التي تتطلب مراجعة دائمة للقوانين والتشريعات المنظمة للعمل الإنساني، والتحديات الإعلامية المتمثلة في إبراز الدور التي تقوم به المنظمات المحلية في دعم العمل الإنساني محلياً وعالمياً والافتقار لوجود إعلاميين مُدربين في هذا القطاع لإيصال الصورة المناسبة».