مطالب بفرض رسوم على متبقيات الطعام وبرامج توعية لتجنّب الهدر
ولائــم رمضان وراء 30% من الطعام المهدر في الدولة
كشفت إحصاءات عن تزايد معدلات هدر الطعام خلال شهر رمضان المبارك، إذ يشكل 30% من إجمالي الهدر خلال العام، فيما قدّرت دراسات كلفة الأغذية المهدرة بنحو 13 مليار درهم سنوياً بالدولة، مؤكدة أن نحو 47% من وجبات الإفطار في رمضان يكون مصيرها النفايات، فيما طالب مختصون بتكثيف برامج التوعية للتصدي لثقافة الهدر.
وتفصيلاً، أفادت دراسة بأن نحو ثلاثة ملايين و27 ألف طن أغذية تهدر بالإمارات سنوياً، تقدر كلفتها بنحو 13 مليار درهم.
ومن جانبها أكدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أنها وضعت خطة واتخذت حزمة من الإجراءات للوصول إلى نسبة هدر الغذاء في الدولة إلى الصفر خلال ثلاث سنوات.
وأفاد مدير مشروع حفظ النعمة في هيئة الهلال الأحمر، سلطان الشحي، بأن كميات الأغذية المهدرة في شهر رمضان، تمثل 30% من إجمالي الأغذية المهدرة خلال العام كاملاً، مشيراً إلى وضع خطة واتخاذ حزمة إجراءات للوصول إلى نسبة هدر الغذاء بالدولة إلى الصفر خلال ثلاث سنوات.
وأوضح الشحي لـ«الإمارات اليوم» أن الهلال الأحمر، متمثلة في مشروع حفظ النعمة، تدرس حالياً تطبيق إجراءات جديدة لتحقيق الاستفادة القصوى من كميات الطعام المهدرة، تقوم على شقين، الأول من خلال إعادة تدوير متبقيات الطعام لتذهب إلى الأسر الفقيرة والمتعففة، كما هو مطبق بالفعل منذ سنوات، فيما يتمثل الشق الثاني، وهو المبتكر، في أن يستفاد من الأغذية غير الصالحة للاستخدام في صناعة أسمدة للنباتات وطعام الحيوانات.
وحدد نصائح عدة لتقليل الهدر في كميات الطعام تتمثل في ضرورة الاقتصاد في الاستهلاك اليومي من الطعام، وعدم شراء أكثر من الحاجة الفعلية للمنزل، إضافة إلى تدريب أفراد الأسرة على الحصول على حاجاتهم من الطعام دون زيادة قد تذهب إلى صناديق المهملات في النهاية، وكذلك بالنسبة للمطاعم ذات البوفيهات المفتوحة أو حتى في المنزل.
وطالب أصحاب المطاعم بضرورة اتخاذ إجراءات للحد من الاستهلاك الجائر للأطعمة من قبل بعض الزبائن، منها فرض رسوم على متبقيات الطعام، ووضع لافتات توعية وإرشادية تحثهم على الاعتدال في الاستهلاك.
وأكد الشحي أن غياب الثقافة المجتمعية بشأن الاستهلاك الأمثل للطعام يعد العائق والسبب الأكبر وراء ارتفاع نسبة الهدر، وتقليص هذه النسبة للحد الأدنى يبدأ بتغيير هذه الثقافة، وغرس قيم حفظ النعمة.
وأطلق بنك الطعام وجمعية الإمارات للطبيعة حملة خلال شهر رمضان تحث المواطنين والمقيمين على تجنب هدر الطعام، بتبنّي سلوكيات تساعد على التوفير في مراحل التسوق وإعداد الطعام، وحفظه وتناوله، فيما تدرس «الهلال الأحمر» تنفيذ مشروع خاص بإعادة تدوير متبقيات الطعام.
وكانت وزارة التغير المناخي والبيئة، أعلنت عن نجاح مبادرة «الحد من هدر الغذاء»، في الحد من هدر مليون ونصف المليون وجبة طعام، منذ اطلاقها منتصف العام الماضي حتى يناير 2019، فيما تستهدف توفير مليوني وجبة بحلول نهاية العام الجاري، على أن تصل إلى ثلاثة ملايين وجبة العام المقبل.
وكان تقرير بحثي صدر عن مجمع دبي الصناعي ووحدة إيكونوميست إنتيليجنس، عرضت نتائجه خلال معرض غلفوود 2019، الذي عقد بدبي، أفاد بأن حجم هدر الغذاء في الدولة يقدر بـ197 كيلوغراماً للفرد سنوياً، ونحو 427 كيلوغراماً للشخص الواحد في المملكة العربية السعودية، مقارنة بما يراوح بين 95-115 كيلوغراماً في أوروبا وأميركا الشمالية.
وأظهرت دراسة أجرتها الباحثة بمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، سناء بيراني، أن نحو ثلاثة ملايين و27 ألف طن أغذية تهدر سنوياً بالإمارات، تقدر كلفتها بنحو 13 مليار درهم، مشيرة إلى أن نفايات الطعام في دبي تشكل ثلث إجمالي النفايات في الإمارة تقريباً، ونحو 47% من وجبات الإفطار في رمضان يتم هدرها.
وأشارت إلى أن نمط الاستهلاك السائد يساعد على زيادة هدر الطعام، مؤكدة أنه بعد مقابلات أجريت في نحو 50 فندقاً بالدولة وجدت أنه في نظام الضيافة الذي يعتمد على تقديم أطباق تحتوي على لحوم موضوعة فوق الكربوهيدرات (الأرز) فإن الناس تستهلك البروتين أولاً، وتتخلى عن تناول الكربوهيدرات بعد الشعور بالشبع، ما يجعل مصيرها إلى النفايات، ويحدث مزيداً من هدر الغذاء، مؤكدة نجاح الباحثين في ابتكار نظام غذائي يعتمد على الحاجة إلى وضع كميات كبيرة من الكربوهيدرات كي يبدو الطبق المقدم للضيوف ممتلئاً، وبالتالي يتناول الشخص البروتينات وكميات قليلة من الكربوهيدرات، ما يحد من هدر الطعام.
وأكدت دراسة أصدرتها كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ونشرتها على موقعها الإلكتروني ضرورة إطلاق الإمارات حملة توعية وطنية واسعة النطاق حول هدر الغذاء، تحدد معدل الهدر بها، مع الوصول بهذه الحملة إلى المدارس والجامعات والمكاتب الحكومية والأماكن العامة، لتشجيع الجمهور على التوصل إلى حلول مبتكرة، للحد من هدر الغذاء في منازلهم ومدارسهم ومنظماتهم.
وذكرت أن قطاع الضيافة هو المصدر الرئيس لنفايات الأغذية على المستوى الأدنى، داعية إلى ضرورة إيلاء مزيد من الأهمية لعملية إعادة تدوير تلك النفايات، والاستفادة منها في تصنيع أسمدة وغيرها.
من جانبه، أفاد عضو في اللجنة المسيرة لأعمال بنك الإمارات للطعام، فضل عدم ذكر اسمه، بأن إنشاء البنك جاء للحد من هدر الطعام طوال العام، خصوصاً في رمضان، الذي يشهد إسرافاً في شراء وإعداد أطعمة لا يتم تناولها، ويتم إلقاؤها في النفايات، ومن ثم كان ضرورياً إنشاء مؤسسة تشجع الأفراد والمؤسسات على تقاسم النعمة، بالتبرع بالزائد على حاجتهم من الطعام، لكي يصل إلى من هم في حاجة إليه.
وذكر لـ«الإمارات اليوم» أن بنك الإمارات للطعام زاد عدد الوجبات المقدمة للمحتاجين خلال شهر رمضان بنسبة 55%، مقارنة بالعام الماضي، وذلك في إطار تكثيف الجهود للحد من هدر الغذاء، مع المضي قدماً في حث الناس على وضع الفائض في الثلاجات التابعة للبنك بالمساجد، التي تتوافر في 10 مساجد في كل من عجمان ورأس الخيمة، إضافة إلى 80 ثلاجة موزعة في دبي.
وأكد أن عدد الوجبات المقرر توزيعها خلال شهر رمضان تبلغ 120 ألف وجبة، مقارنة بـ73 ألفاً و200 وجبة خلال رمضان الماضي، وهو أمر جيد، إذ يتيح البنك فرصة استفادة المحتاجين من الطعام الزائد على الحاجة، بدلاً من تحوله الى نفايات.
وكانت منظمة «الفاو» أصدرت أخيراً دليلاً لمساعدة البشر على الحد من هدر الأغذية دعت فيه إلى طلب كمية قليلة من الطعام، سواء من المطاعم أو المتاجر، مع الاستفادة مما يتبقى من الوجبات في وقت لاحق، واستخدام ما يتم شراؤه أولاً، كي لا يتم تخزين كميات من الطعام تتعرض للتلف، إضافة إلى إمكانية مشاركة الغير في الزائد من الطعام عبر التبرع به، مشيرة إلى أن الأغذية المنتجة في العالم تكفي لإطعام الجميع، لكن لايزال ما يقرب من 821 مليون شخص يعانون الجوع، بسبب زيادة هدر الطعام.
تجنّب هدر الغذاء
أطلق بنك الطعام حملة إعلامية على صفحات البلدية بمواقع التواصل الاجتماعي، لحث الأفراد على تجنّب هدر الغذاء، أكّد فيها أن أكثر من ثلث الأغذية التي يتم إنتاجها للاستخدام الآدمي يتم هدرها، مشدداً على أن الطعام نعمة، والحفاظ عليه من الهدر يعكس الثقافة الإسلامية والعربية الأصيلة، مقدماً نصائح منها، ضرورة التحقق من المواد الغذائية الموجودة في الخزانة، لتفادي شراء ما يفوق الحاجة.
وعرّف البنك «هدر الطعام» بأنه تعريض الطعام للفقد أو تبديده أو التخلص منه، رغم صلاحيته في معظم الأحيان للاستهلاك البشري، وهو أمر يحدث في مراحل الإنتاج، والإعداد، والبيع والاستهلاك، سواء كان على نحو عرضي أو متعمد، غير أن الجزء الأكبر من الهدر يتم في عمليتي البيع والاستهلاك، أي حين نضع الطعام على المائدة.
توفير ثلث الطعام
أطلقت جمعية الإمارات للطبيعة مدونة Yalla Green، التي تقدم باقة من المعلومات والنصائح حول كيفية التسوق وطهي واستهلاك المواد الغذائية بكفاءة أكبر، وكيفية أن يكون أفراد المجتمع أكثر وعياً عند شراء الأطعمة، وإعدادها، وإدارة ما تبقى منها بطريقة صديقة للبيئة.
وحثت الجميع على الإسهام في هذه الجهود وتغيير السلوكيات الحالية، من أجل بلوغ الهدف المتمثل في توفير ثلث الطعام المهدر في الإمارات، مشيرة إلى أنه يمكن لخطوات بسيطة أن تسهم في التقليل بشكل كبير من هدر الطعام، مثل إعداد قائمة بالمنتجات التي يحتاجها الفرد عند التسوق والتخطيط للوجبات لشراء المنتجات المطلوبة بالشكل الأمثل، وتخزين الفائض القابل للاستهلاك من الطعام عبر تبريده أو تجميده.
- حزمة إجراءات للوصول بهدر الغذاء في الدولة إلى النسبة «صفر».. خلال 3 سنوات.
47 %
من الوجبات المعدّة لطعام الإفطار في رمضان مصيرها النفايات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news