منتجات مقلدة تباع في محال التجزئة والبقالات وتفتقد الحد الأدنى من الأمان
ألعاب خطرة تهدّد فرحة الأطفال بالعيد
مع اقتراب العيد تنتشر في الأسواق والمحال لافتات «من 1 إلى 10 دراهم» على أنواع عديدة من ألعاب الأطفال التي تشكل خطورة بالغة عليهم، لاحتوائها قطعاً صغيرة سهل بلعها مما ينتج عنه الاختناق، وأضرار بالغة في الأمعاء والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أنها مصنعة من مواد رخيصة وغير مطابقة للمواصفات ما يُشكل خطراً إضافياً على الصغار. فيما أكد أطباء أن وسائل اللعب غير المناسبة للأطفال في سن مبكرة، تشكل أحد أكبر مصادر الخطورة على صحتهم، مشددين على ضرورة تجنّب اقتناء هذه الألعاب في المنزل لحماية الأطفال من أضرارها، خصوصاً أنه في الكثير من الأحيان قد يغفل الأهل عن وجود بعض المخاطر الخفية في منزلهم، والتي لا يدرون أنها قد تؤذي أطفالهم بصورة خطرة.
وتفصيلاً، أبلغ ذوو أطفال، «الإمارات اليوم» انتشار ألعاب للأطفال ضارة ولا تخلو من مخاطر، مع قرب العيد والإجازة المدرسية في محال التجزئة والبقالات المنتشرة في مختلف مناطق الإمارة، خصوصاً المحال التي تبيع منتجات رخيصة الثمن، وتضع لافتات كل شيء بدرهم، مشيرين إلى أن هذه الألعاب تشمل مسدسات ليزر وخرزاً، وأدوات لصناعة عقود ودلايات، وألواناً مائية وصلصالاً والتي تشكل خطراً حقيقياً على الأطفال أثناء استخدامها.
وأكدوا أن هذه المنتجات تعتبر تقليداً لمنتجات مشهورة، ولكن بصورة وخامات رديئة تضر الطفل وتعرض سلامته للخطر، خصوصاً أن بعضها يمكن ابتلاعه أو مصنوع من مواد بلاستيكية صلبة يمكن أن تجرح الأطفال، مطالبين بتشديد الرقابة وتغليظ العقوبات على كل من يبيع هذه الألعاب الخطرة التي تعتبر مغرية بالنسبة للأطفال، وسعرها يشجع الآباء والأمهات على شرائها دون وعي كافٍ بخطورتها.
فيما حذر أطباء أطفال وجهاز هضمي من قلة وعي الأهل من انتقاء الألعاب المناسبة لأعمار أطفالهم، حيث تفتقد بعض هذه الألعاب إلى الحد الأدنى من الأمان، ما ينتج عنه ابتلاع الأطفال للأجزاء الصغيرة ويترتب عليه إجراء جراحات طارئة لاستخراجها استدعت في بعضها استئصال جزء من الأمعاء، بالإضافة إلى إدخال بعض الحالات إلى العناية المركزة.
ودعوا إلى ضرورة الاحتفاظ بالأشياء الصغيرة الحجم كالبطاريات، والنقود المعدنية، والدبابيس والخرز وغيرها في علب خاصة بعيدة عن متناول الأطفال.
وأظهرت إحصاءات صادرة عن مدينة خليفة الطبية، أن قسم الأطفال خلال فترة عامين من يناير 2016 وحتى ديسمبر 2018 استقبل نحو 258 حالة ابتلاع لعملات معدنية وبطاريات ومعادن مغناطيسية لأطفال من ستة أشهر إلى 18 عاماً.
وقالت أخصائي طب الأطفال الدكتورة هالة حبيب: «الأطفال الصغار يحاولون التعرف واكتشاف العالم من حولهم عن طريق وضع أو ابتلاع بعض الأشياء في فمهم، مثل العملات المعدنية والخرز والبطاريات والأزرار التي قد يكون لها مضاعفات خطيرة على صحتهم»، مشددة على ضرورة الانتباه بشكل خاص للألعاب وانتقاء منها ما يناسب عمر الطفل، بحيث لا تحتوي على قطع صغيرة قابلة للبلع.
وأضافت أن ألعاب الأطفال التي تحتوي على قطع مغناطيسية صغيرة ويبتلعها الأطفال تؤدي إلى مشكلات معقدة، مشيرة إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حالة ابتلاع الأطفال لأشياء غريبة، وذلك لإجراء الأشعة لتحديد نوع وشكل ومكان الجسم الغريب، وبمجرد التأكد من ابتلاع الجسم الغريب، يجب مراقبة الطفل خصوصاً برازه يومياً للتأكد من مشاهدة خروج الجسم الغريب، في حال كان الوضع لا يحتاج إلى تدخل جراحي.
فيما أشار اختصاصي طب الأطفال بأحد المستشفيات الخاصة، الدكتور عماد سعد، إلى استقبال المستشفى الكثير من حالات التسمم والكسور لأطفال استخدموا ألعاباً إما أنها غير مطابقة للمواصفات، أو غير مناسبة لمرحلتهم العمرية، لذلك دائماً ما نحذر الوالدين من مخاطر شراء ألعاب صغيرة الحجم للأطفال حتى عمر ثلاث سنوات، إذ يسهل على الطفل ابتلاعها خصوصاً في أعوامه الثلاثة الأولى، لافتاً إلى ضرورة الحرص أثناء اختيار الألعاب على مراعاة تناسبها مع عمر الطفل والتعرف إلى مواصفات اللعبة ومكوناتها.
من جانبه، أكد أخصائي الطب النفسي، أحمد السيد، أن الألعاب تقوم بدور مهم في تنمية مدارك الطفل بقوله وقدرته على التعرف إلى الأشياء، لذا لابد للعبة أن تتناسب والمرحلة العمرية التي يمر بها، حيث يبدأ الأطفال من سن تسعة أشهر في التعرف إلى الأشياء من خلال اللمس والتذوق، مشيراً إلى ضرورة الانتباه إلى ميل الطفل لابتلاع أشياء غير الطعام لكونها قد تكون حالة مرضية نتيجة اضطراب سلوكي نفسي لدى الطفل، واضطراب لدى الطفل مثل فقر الدم ونقص الحديد وبعض الإصابات الطفيلية، لذلك يجب مراجعة الطبيب في حال ملاحظة الأهل لهذا السلوك.
وقال أخصائي الجهاز الهضمي بقسم الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور نافع الياسي، في تصريحات على هامش مؤتمر لأمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال الذي نظمته مدينة الشيخ خليفة الطبية أخيراً، إن متوسط كلفة علاج ابتلاع الأطفال لقطع معدنية مثل الدرهم ونصف الدرهم وهي الأكثر شيوعاً تبلغ 6000 درهم للحالة الواحدة، مشيراً إلى أن ابتلاع البطاريات والقطع والمكعبات المغناطيسية التي يتم ترويجها في الأسواق على أنها ألعاب تعليمية تُعد من أخطر حالات الابتلاع لأن الأجزاء الداخلة إلى الجسم تتفاعل فتترك آثار حروق والتهابات في المريء أو الأمعاء وتحتاج إلى عملية عاجلة لاستخراجها، لافتاً إلى أن حالات ابتلاع الأطفال للبطاريات الكهربائية وصلت إلى 40 حالة.
4 أعراض لابتلاع الأجسام الغريبة
حدّد أطباء شاركوا في مؤتمر لأمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال، الذي نظمته مدينة الشيخ خليفة الطبية أخيراً، أربعة أعراض لابتلاع الطفل جسماً غريباً، تشتمل على صعوبة في التنفس أو صعوبة في الكلام أو في البكاء، وسعال ضعيف غير فعال، وأصوات تنفسية غير طبيعية، وصعوبة في البلع، ونقص الوعي، مشيرين إلى ضرورة إبعاد الأطفال عن الألعاب التي تحتوي على قطع صغيرة، وخرز، وبطاريات صغيرة، والألعاب ذات الأسنة الحادة والرفيعة، والتي يسهل بلعها أو حشرها في الأنف أو الأذن.
6000
درهم كلفة علاج ابتلاع الدرهم.
ذوو أطفال: محال تبيع ألعاباً ضارة تشمل مسدسات ليزر وخرزاً تُشكل خطراً حقيقياً على الصغار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news