إعلان 2009 بالعراق يشدد على دور التعليم في التسامح
شهد مؤتمر التسامحية العالمية الذي عقد في أربيل يناير 2009 إطلاق إعلان مبادئ التسامح في العراق، الذي اعتبر أن التعليم هو أنجع الوسائل لترسيخ التسامح، مؤكداً أن أول خطوة في مجال التسامح هي تعليم الناس الحقوق والحريات التي يتشاركون فيها، لكي تحترم هذه الحقوق والحريات، فضلاً عن تعزيز عزمهم على حماية حقوق وحريات الآخرين.
وقال الإعلان إنه ينبغي أن يعتبر التعليم في مجال التسامح ضرورة ملحة، لذا يلزم التشجيع على اعتماد أساليب منهجية وعقلانية لتعليم التسامح، مثل الأساليب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية، أي دراسة الجذور الرئيسة للعنف، وينبغي أن تسهم السياسات والبرامج التعليمية في تعزيز التفاهم والتضامن والتسامح بين الأفراد، وكذلك بين المجموعات الإثنية والاجتماعية والثقافية والدينية واللغوية في العراق.
وأشار إلى أن التعليم في مجال التسامح يجب أن يستهدف مقاومة تأثير العوامل المؤدية إلى الخوف من الآخرين واستبعادهم، ومساعدة النشء على تنمية قدراتهم على استقلال الرأي والتفكير النقدي والتفكير الأخلاقي.
وأكد التعهد بمساندة وتنفيذ برامج للبحوث الاجتماعية وللتعليم في مجال التسامح وحقوق الإنسان، ويعني ذلك إيلاء عناية خاصة لتحسين إعداد المعلمين، والمناهج الدراسية، ومضامين الكتب المدرسية والدروس، وغيرها من المواد التعليمية بما فيها التكنولوجيات التعليمية الجديدة بغية تنشئة مواطنين يقظين مسؤولين ومنفتحين على ثقافات الآخرين، يقدرون الحرية حق قدرها، ويحترمون كرامة الإنسان والفروق بين البشر، وقادرين على درء النزاعات أو على حلها بوسائل غير عنيفة.
وذكر أن التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا، ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا، فيما يتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد، إذ إنه الوئام في سياق الاختلاف، وهو ليس واجباً أخلاقياً فحسب، وإنما هو واجب سياسي وقانوني أيضاً.
وأضاف أن التسامح هو الفضيلة التي تسهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب والعنف، ليستطيع كل منا قبول الآخر.